محمد الخامري من صنعاء : لازالت قضية التكفير التي طالت الأديب والشاعر اليمني المعروف علي المقري من قبل وزير الأوقاف الأسبق ناصر الشيباني تتفاعل على مختلف الصعد اليمنية بدءاً باتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي أعلن في بيان أصدره اليوم وتلقت quot;إيلافquot; نسخة منه عن تضامنه مع الأديب المقري, داعيا الأجهزة الحكومية المختصة إلى تحمل مسؤولياتها في حمايته جراء تعرضه لحملة تكفير يقودها الوزير السابق ناصر الشيباني.وعبر البيان الصادر عن إدانته لحملة التكفير وقلقه إزاء هذه الظاهرة التي استهدفت المبدعين والمثقفين اليمنيين, مشيراً إلى أنه يرى أن ما صرح به الشيخ ناصر الشيباني لموقع العربية نت واتهامه فيه للمقري بالطعن برسول الله, quot;اتهام جائر وإساءة بالغة، وتحريض لمشاعر تستهدف إلحاق الأذى بالشاعرquot;.
وفيما وصف بيان الاتحاد اتهامات الشيباني للمقري بالباطلة والعارية عن الصحة, أكد أن ذلك يحتم على الاتحاد تحميل الدولة مسؤولية الحفاظ على حياة المقري من أي خطر يتهددها.
وكان الأديب المقري أكد أن العلامة ناصر الشيباني سبب له مشكلة أسرية استمرت تسع سنوات وما كادت تنقضي تلك السنوات العجاف حتى عاود الكرة مرة أخرى في هجوم جديد ضده وضد أشعاره متكئاً على مكانته الدينية في المجتمع ، مشيراً إلى أن تلك التصريحات التي يطلقها الشيباني ويتلقفها الناس على أنها فتاوى دينية تسبب له الكثير من الأضرار الأسرية والمادية والمهنية والنفسية.
ودعا الشاعر المقري كل من اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ونقابة الصحفيين اليمنيين للدفاع عنه وحماية حريته في التعبير والعيش ، مستنكراً الحملة التحريضية التي يقودها ضده الشيخ ناصر الشيباني ، مبدياً تخوفه من أي مخاطر قد يتعرض لها.
وقال المقري في رسالة وجهها لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ونقابة الصحافيين ndash;حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منها لقد أعاد الشيخ الشيباني القول بأنني (طعنت برسول الله) عام 1997م حين نشرت مقالات عن الخمر والنبيذ في الإسلام سنة 1997م، وكذلك ما قام به عام 2004م في حفل توزيع جائزة هائل سعيد انعم بتعز ضد قصيدة لي وصفها بـ(الشاذة).
وأضاف المقري : (في الوقت الذي ينكر فيه الشيباني أنه لم يقم بتكفيري، ولا الدعوة إلى جلدي، متناسياً آلاف الحضور الذين سمعوه في العامين المذكورين وكذلك التوثيق الموجود نجده يقوم بما هو أسوأ وأكثر ضرراً من التكفير، حيث قال (إن هذا الشاعر طعن برسول الله)، وهو بذلك يتكئ كفقيه على ما جاء في الحديث (لا يكون المؤتمن طعاناً ولا لعاناً)، والكلام هنا إذْ يطلق على عواهنه فإنه تحريض بقوله ضدي مباشر أنني أطعن بالنبي الكريم الذي يجله كل المسلمين، ويتشددون ضد أي إساءة لتلحق به، وما حدث في الدنمرك ليس ببعيد).
وقال المقري في رسالته quot;عليه ولأن الشيخ الشيباني سبب لي الكثير من الأضرار الأسرية والمادية المهنية والنفسية حين خطب ضدي في جامع تعز عام 1997ونقلت خطبته إذاعة تعز على نطاق واسع ، ولأنه تسبب بالكثير من الأذى المهني والمادي والنفسي في مايو2003 حين خطب وحرض ضد قصيدة لي في حفل تسليم جائزة هائل سعيد أنعم ، فأنا هنا أبلغكم بأن تصريحات الشيخ ناصر الجديدة قد سببت لي الكثير من المشاكل في محيطي الاجتماعي المتدين ، وصرت أتوقع أي ردود فعل تنتج من أحد المتطرفين أو المسلمين الغيورين والذي قد يصدق الشيباني لشهرته الفقهية مع أن ما قمت به عبارة عن بحث أظهرت فيه الجوانب المغيبة في التراث العربي الإسلامي ، مشيراً إلى quot;أن الشيباني يقوم في كلامه بتقديمي إلى المشنقة حين يصرح للمسلمين بأنني طعنت بنبيهم ، فيما هو يقول أنني أريد أن أشهر نفسي ، وكأن الذهاب إلى المشنقة عبارة عن نزهة فأي شهرة هذه التي يسعى إليها المرءquot;؟
وأشار المقري إلى أن ما قاله (الشيخ الشيباني من كلام عن الطعن بالنبي الكريم، يجب الفصل فيه من قبل قاضٍ عادل، أو إنسان كريم لم يتلوث بكبرياء التلقين والمنبرية الضيقة الأحادية التي لا تسمح بالنقاش، ولا الرد، ولنعرف من يعود إلى المصادر والمراجع المؤكدة ليحقق أبحاثه (ومن يقوم بإصدار التصريحات الصوتية دون الرجوع إلى ثنايا الروح).
وعبّر المقري في ختام رسالته عن أسفه لما حدث له، وقال (يؤسفني أن أعلن هنا لأول مرة أن الشيخ الشيباني سبب لي مشكلة أسرية دامت تسع سنوات بسبب العلاقة الاجتماعية المحافظة الذي أضرت بي وعائلتي مباشرة بعد سماعهم في الجامع والإذاعة لتحريض هذا الشيخ الذي ناديته جليلاً ذات يوم).
وحول القسوة التي يتمتع بها الشيخ الشيباني في مواجهته قال المقري quot;لا يبلغ المرء هذه القسوة إلا إذا تربع على ثلاث سلطات:السلطة الدينية والسلطة السياسية والسلطة المالية ، فعلى عكس البعض الذين يتمتعون بسلطة دينية فقط نجد أن الشيباني قد جمع بين كونه خطيب جامع ومحدث يفتي في وسائل الإعلام الرسمية ووزير سابق ومستشار لأكبر بيت تجاري في اليمن والتي أقامت مؤسسة ثقافية دينية على مقاسه يقوم من خلالها بالتحريض ضد الشعراء والدعوة إلى جلدهم كما حدث معي حين قال في الحفل نفسه لو كان الفراهيدي حيا لقام بجلده وهي دعوة غير مباشرة للمتطرفين وأشباههم للقيام بهذا الدور.
ولأن مؤسسة السعيد هي التي احتضنت الحملة الثانية ضدي عام 2004 برعاية عبد الجبار هائل سعيد الذي لم تعجبه القصيدة مع أنها لم تجئ تتسول إلى باب منزله وإنما نشرتها صحيفة الثقافية حينها فقام الشيباني بعمل ما يجب عمله تجاه ذوق أصحاب سلطته المالية، فأنا أشرك المؤسسة بتحمل مسئولية أي مخاطر أتعرض لها.
وتساءل المقري في آخر رسالته : كيف لهذا الشيخ أن يكون بهذه القسوة؟
صحيح أن عائلتي قررت رفع دعوى ضد الشيباني لما قام به تجاهها من إضرار مادية مهنية ونفسية مباشرة إلا أنني أيضا آتي إليكم باعتباركم متكأ وأخوة؟
(ولربما طعن الفتى أقرانه بالرأي قبل تطاعن الأقران)
يقول الشيخ الشيباني (عندما يساء للأخلاق من حقنا أن نرد وننكر كلامه وليس شخصه) ، وأنا أقول أنه لم يرد كلامي بل قام بما هو أكبر من الشخصي وأبلغ من القسوة.
التعليقات