بيروت منليلى بسام: حل ماريو فارجاس يوسا وهو كاتب من بيرو ضيفا على العاصمة اللبنانية بيروت في اطار جولة قادته الى الاردن وسوريا وهو يرى أن العالم سيصبح أسوأ دون أدب. تحدث يوسا في محاضرة القاها مساء الخميس في قاعة بيار ابو خاطر في جامعة القديس يوسف في بيروت عن دور الادب في تحريك المجتمع قائلا quot;دون أدب اصبح العالم أسوأ. يجب ان ندعم الادب ونثق به. على الاقل ليمنحنا متعة.quot; ويشاطر يوسا رأي الكاتب والمفكر الفرنسي جان بول سارتر الذي احتفى العالم في فبراير شباط الماضي بالذكرى المئوية لميلاده والذي يقول بالتوحد بين الدورين الثقافي والسياسي. وهو ما مارسه يوسا بالفعل حين ترشح للانتخابات الرئاسية في بيرو عام 1990 لكنه خسر امام غريمه البرتو فوجيموري الذي اطيح به بتهمة الفساد وهرب الى اليابان الموطن الاصلي لاجداده.
وقال يوسا quot;عرفت ايضا جان بول سارتر كما عرفه كثيرون في امريكا اللاتينية لا سيما في ابحاثه مثل.. ما هو الادب.. الذي يثير فيه مسألة اللغة والتزام الكاتب معتبرا ان الكتابة ليست نشاطا مجانيا بل هي سلاح في مواجهة القمع وكبت الحريات.quot; وقال يوسا الذي قصد اسبانيا وحمل جنسيتها بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية في بيرو quot;حين نكتب نبرز كل شغفنا. خوفنا. رغبتنا. المشاعر المعتمة المدفونة في اعماق كل منا. كل ذلك يخرج ليشكل في النهاية بصمتنا الخاصة.quot;
واضاف في محاضرته امام طلاب ومثقفين واعلاميين في جامعة القديس يوسف quot;الادب الحقيقي يصلنا بالمجتمع العالمي ويجعلنا نطرح الاسئلة ونرى وجهة نظر مختلفة. لذلك على ما اظن راقبت الانظمة الشمولية اول ما راقبت الادب لانها خافت مما وراء النص الادبي.quot;
وتحدث يوسا طويلا عن نفسه ونشأته وكتاباته الاولى وقال انه شخص ليبرالي يؤيد الديمقراطية والحرية ضد الدكتاتوريات بشكل مطلق وان أسوأ الديمقراطيات هي افضل من افضل الدكتاتوريات. لكنه يرى ان الدكتاتورية ليست فقط الظلم والتعذيب والقهر وانما ايضا الانهيار البطيء لمجتمع بأكمله. وتناول الدكتاتورية في كتابه quot;حفلة التيسquot; بعدما تناولها في رواية quot;حوار في الكتدرائيةquot; عام 1969 .
كتب يوسا عن الدكتاتوريات في امريكا اللاتينية من جملة ادباء تناولوا الموضوع نفسه خصوصا وان عائلته شهدت افلاسا في عهد دكتاتورية احد الجنرالات لكن يوسا لا يصف الدكتاتور كوحش بقدر ما يحاول تقديم شخصيته الانسانية التي تصبح في ما بعد طاغية. وفي قلب انشغالاته السياسية فاجأ يوسا الجميع باصدار رواية تبتعد كثيرا عن اهتماماته في تلك الحقبة وهي quot;مديح زوجة الابquot; التي صدرت عام 1988 وترجمت الى العربية. وكان الاديب يوسا قد حصل على جوائز ادبية متعددة منها جائزة ثرفانتس وجائزة أمير استورياس وجائزة بلاتيتا وهو مرشح لجائزة نوبل للاداب ويكتب في صحيفة الباييس الاسبانية واسعة الانتشار.
وله العديد من الكتب ترجمت الى معظم اللغات العالمية وقد ترجمت أكثر من ثماني روايات الى العربية في طليعتها quot;حفلة التيسquot; وquot;الفردوس على الناصية الاخرىquot; وquot;دفاتر دون ريجوبيرتوquot; ومن رواياته ايضا quot;ليتونا في جبال الانديزquot; وquot;محادثات في الكاتدرائيةquot; وquot;الخالة خولياquot; وquot;مغامرة الطفلة الشقية.quot;