فالح الحمـراني من موسكو: اختتم مهرجان موسكو السينما اعماله الاحد بالاعلان عن فوز الفيلم السويدي quot;عن سارهquot; بالجائزة الاولى للمهرجان وذهبت الثانية للفرنسي quot;ما هي قيمتكquot; وتنافس في خلال المهرجان 17 فيما عرضت خارجه زهاء 200 عملا سينمائياومنح الممثل الفرنسي الشهير جيرار ديبارديه جائزة خاصة لبلوغه ذروة فن التمثيل اخلاصه لتقليد مدرسة ستانسلافسكي وحضر المهرجان عدد كبير من مشاهير الممثلين ونقاد السينما. وشاركت في مهرجان موسكو السينمائي ال 28 افلام من فرنسا واميركا واليابان والفلبين وايران والسويد واسرائيل والعراق والمجر وبولندا ورومانيا وغيرها.
وكان فيلم quot;احـلامquot; للمخرج العراقي محمد الدراجي، هو المشاركة العربية الوحيـدة في المهرجان. ونال الفيلم الذي عرض خارج المهرجان لكونه عرض في مهرجانات دولية اخرى، استحسان المشاهدين والنقاد بما في ذلك ادارة المهرجان. وتناول باسلوب quot; الواقعية ـ الوثائقيةquot; ماساة شعب العراقي ابتداءا من السنوات الاخيرة للنظام الديكتاتوري المقبور وحتى الشهور الاولى من سقوطه. ويروي متاعب وسقوط احلام ثلاث شخصيات تداهمها احداث الحرب الاميركية وسقوط النظام الدكتاتوري وهي في مستشفى quot; المجانينquot;.فالجندى quot;عليquot; (يقوم بدوره بشير المجيد) يلقى به في غياهب السجون بتهمة محاولة الفرار من الجيش في وقت كان يحاول نقل صديقه حسن الجريح الى اقرب منطقة سكنية لمعالجته، واحلام( تقوم بدورها اسيل عادل) الطالبة المجتهدة التي ياخذ رجال الامن لبعثي زوجها دون سبب معروف زوجها في ليلة العرس والطبيب مهدى( يقوم بدوره محمد حسين) الذي رفض النظام البعثي له الالتحاق بكلية الطب امله المنشود لان والده الذي اعدم كان شيوعيا. وعلى خلفية مصير الشخصيات الثلاث يعرض العراق ناسا وتقليد وعادات واجواء اجتماعية بكل ما فيها من ماساوية وامل وتطلع نحو المستقبل. وتظهر بصورة حية وتبعث على شعور الصدمة، الصورة الكارثية التي عاشتها بغداد في الاشهر من الاولى من سقوط النظام حيث انعدام الامن والقتل المجاني للمدنيين وصلافة الجنود الاميركيين، وتضامن الناس العاديين لتجاوز المحنة، ويشارك على في البحث عن المجانين الذي تركوا المستشفى وهاموا في الطرقات فيما تقع احلام في يد حيوان ـ بشري ليستغل حالتها الصحية التعسة ويغتصبها مع مجموعة من اصدقائه. ويستخدم المخرج محمد الدراجي على خلفية المشاهد الموسيقى والاغاني الفولكورية العراقية لتضفي المزيد من الشعور بالماساة على الحدث.
وقال المخرج محمد الدراجي لايلاف على هامش المهرجان انه وظف في الفليم بالاضافة الى عدد من الممثلين المحترفين، عددا غفيرا من الناس العاديين واطلق حريتهم في الحوار بلهجتهم الخاصة. وافاد بان احداث تعتمد على الاغلب على احداث واقعية عايشها بنفسه خلال زيارته للعراق. وانه تعرض خلال التصوير للمضايقات من كافة الاطراف التي كان لها حضور في الساحة العراقية، واحتجز مرات عديدة كما تعرض وفريق التصوير لاطلاق نار كما ان الممثلين بما في ذلك الرئيسين عملوا بصورة طوعية ويامل الدراجي ان يظهر فيلمه في دور العرض العالمية ويوزع بتسجيل الدي في دي. ويرى الدراجي ان بمقدور السينما ان تلعب دورا هاما في حياة العراق الجديد بيد انه ان السلطات الحالية غير معنية بالسينما وتطويرها وتشجيع السينمائيين، وتوفير منح دراسية للراغبين في العمل في المجال السينمائي. ويستعد محمد الدراجي لتصوير فيلم جديد عنوانه مبدئيا quot;ام حسنquot; يتناول قصة ام عراقية تبحث عن ابن فقدته في احدى حروب صدام حسين.

ان احـلام الذي صور في ظروف قاهرة وامكانات شحيحة، دون شك وثيقة تاريخية تصور بعمق معاناة شعب العراق القاسية في ظل الانظمة والحروب، الشعب الذي غدى حطبا في نار اشعلتها غطرسة الديكتاتور وحزبه والصراعات الدولية على نفط العراق وموقعه الاستراتيجي. السينما في احلام تساهم في فهم وادراك حقيقة ما جرى ويجري.