عندما وأخواتها لجاد الحاج
شوقي مسلماني من سدني: مجموعة quot;عندما وأخواتهاquot; للشاعر اللبناني جاد الحاج quot;إبن عم الشاعر أنسي الحاجquot; هي رسم مختلف بالكلمات لأحلام لا تعرف الوصول، وألم ليل طويل، وخطّة أخيرة اندفاعاً نحو الجميل الباقي القليل.
وفي المجموعة قصائد حبّ هي موقف كما دائماً هي كلّ قصائد الحبّ، وخصوصاً إذا السماء واطئة والأرض يباب. ومن الحبّ في المجموعة ترحال باتّجاه مدن بعيدة باردة في عالم يحترف الخسائر، والإنكسار تحديداً أخلاقيّاً، ولذلك السدود هي كثيرة، والموت كثير: فوضى، جوع، عنصريّة، دعوات إلى القتل بالمجّان. والفوضى عامّة، والجوع وباء، والعنصريّة، والتفاوت بين الأبيض والأسود، وإعادة إنتاج المُنتَج الدموي، كل ذلك يلحظه الشاعر الحاج بالمرارة ذاتها.
هنا قصيدة من المجموعة تحت عنوان: quot;عاشق أمستردامquot;
حين أبطأتْ خطاكِ
ونحن نمشي في وميضِ الوجد
على حافةِ القناة
جلدتُ الرصيفَ بالرجاء
وأسرعتُ فكدتُ أصيحُ
وصوتي إبرة عالقة في بؤبؤ العين
كدتُ أقول كم أحبّكِ
كدتُ أحدِّثُكِ عن مدينة تُسرق فيها السماء
تحت زخّاتِ المطر
يأتزرُ ماؤها بالماء
وخلف الشرفات الناعسة ينمو الصبّار
في ضوءِ الدموع
كانتِ المراكبُ عمياناً سكارى
وكان وجهي هائماً على وجهِك
وبي وهْم مَنْ يقتفي التيه صادحاً بالغناء
وكدتُ أحيا لو لم تغادري القطار
خلتُ عينيكِ تومضان في الواجهة
حيث اشترينا خاتمَ العهد
خلتهما موجتين إلى مياه عيني
وحلّ المساء
وأشعلتْ مطفئاتُ الشهوةِ مصابيحهنّ
لآدم الأوّل والأخير
واحدة نقرتْ زجاجَها
ولوّحتْ مثلما يلوِّحُ الغرقى
قالتْ: جئتُ في البحر من باراغواي
مع أختي الصغيرة
تعالَ قالتْ
وأوقدتْ شموعاً لمصلوب وسط صور قدّيسين
تزركشوا بالخرز والريش
وارتمحوا السنابل لحراسة السماء
تعال في آخر الليل أنتَ وأنا وأختي
هل تحبّ؟
لا تخفْ
قالتْ بائعةُ الزنبق
إنْ لم تفتحْ بابَها نقرع الباب المجاور
أو نركن الباقة على النافذة
مَنْ يُرسِل باقة لامرأة توارتْ
مَنْ يمشي على جمرِ خطاه
مَنْ ينتحل حبّاً عابراً
كيف يفلتْ مِنْ قبضةِ الوحشة
لا تطفئي المصباحَ يا ريح الشمال
لا تلمسي الستارة المسدلة في الغرفة
العاليةِ قرب السطوح
شربتُ الفضاء والنُورَ الشاحبَ
وزخّاتِ المطر
وقلتُ
للموت:
خذني.
***
إصدار جديد لأبو غوش: غيمة زرقاء
نصر جميل شعث من غزة: بوجع أممي وبحس وطني تجسده صور حية وجميلة موجوعة بتفاصيل كثيرة. وبقالب من الكلمات السلسة في سياق الشعر. صدر، هذا الأسبوع، للشاعر الفلسطيني، المقيم في رام الله: ماجد أبو غوش، مجموعة جديدة بعنوان : quot;غيمة زرقاءquot;، بعد ديوانه الأخير quot; بانتظار المطر quot; في 2003. مضامين أبو غوش تقوم على تحولات وطنية وعربية مرتبطة بمآسي المدن والناس، حيث المدن واسماء بعينها تتجلى بشكل مكثف ، كعناوين واهداءات النصوص، ما يجعلها المجموعة حميمية بامتياز. وتأتي لوحة الغلاف كشاهدٍ على دلالات كلها منظومة بحس الغيمة الزرقاء مشكلاً العنوان إزاحة للتشاؤم وتشوفًا لمستقبل أجود وأنقى. وتقع المجموعة، الصادرة عن الدائرة الثقافية لأمانة ، في 116 صفحة من القطع المتوسط.
يذكر أن الشاعر - الذي ينحدر من جيل السبعينات، و يحرص على إظهار توجهاته اليسارية - هو مدير مطبعة أبو غوش ودار الماجد للنشر والتوزيع برام الله ومحرر الملف الثقافي في جريدة المبادرة. حيث تعوّد نشر مجموعاته، بعيداً عن داره، في دور نشر مختلفة.
التعليقات