سلوى اللوباني من القاهرة: يقول د. زاهي حواس في كتابه quot;رحلات وأسرار صفحات في تأثر الحضارة المصرية على العالمquot; دار الشروق أنه من الجميل أن تكون لك حضارة ولكن الاجمل أن تكون لك أعظم حضارة عرفها التاريخ. فقد تميزت الحضارة المصرية في الابداع الفكري وهندسة المعمار وجمال الفن وتقدم في العلم والمعرفة على مدار آلاف السنين حتى جعلت العالم يقف أمام هذه الحضارة عاجزاً عن كشف أسرارها وفك طلاسمها...وضم في كتابه مجموعة من المقالات تم نشرها في جريدة الاهرام سابقاً اضافة الى وصف رحلة نقل ملك الملوك رمسيس الثاني من ميدان رمسيس مع مجموعة من الصور الجميلة للاثار المصرية. تناول في كتابه موضوعات عدة منها سر الاهتمام بالحضارة المصرية، هل اكتشف الفراعنة المكسيك، كنوز مصرية في مدن فرنسية، الاثار المصرية بالخارج وكيفية عودتها، والمتحف البريطاني بين حجر رشيد ولعنة الفراعنة، واهتمام الرؤساء والفنانين بالحضارة المصرية ومنهم الرئيس الاسبق جيمي كارتر الذي قام بزيارة منطقة الهرم في صحبة الرئيس الراحل انور السادات عام 1977، والملكة صوفيا ملكة اسبانيا والمكة بياتريس ملكة هولندا، وباربا بوش الام وهيلاري وبيل كلينتون، إضافة الى الملكة مارجريت ملكة الدنمارك، والليدي ديانا والامير تشارلز، وتوني بلير وزوجته، إضافة الى كثير من الفنانين العالميين منهم quot;ميكي رونيquot; والموسيقار الامريكي quot;بيبى فرانسquot;، والفنانة quot;بروك شيلدزquot; والمخرج النمساوي quot;مكسيمليانquot; والممثل quot;روجر مورquot;.

غلاف الكتاب
آثار مصر في المتاحف العالمية
يسعى د. حواس لاسترداد الاثار المصرية الموجودة في الخارج، فهناك آلاف القطع الاثرية الموجودة بالمتاحف العالمية خرجت بطرق مشروعة أو غير مشروعة منذ أكثر من مائة عام. وهو يطالب بعودة الاثار التي سرقت من مصر بعد عام 1972 طبقا لاتفاقية اليونسكو لانها ملك مصر مثل تمثال الملكة نفرتيتي بمتحف برلين، وحجر رشيد بالمتحف البريطاني، وتماثيل الملكة حتشبسوت بمتحف المتروبوليتان، والقبة السماوية الموجودة بمتحف اللوفر، وتمثال حم أيونو مهندس الهرم الاكبر بمتحف هلدسهايم بالمانيا، وتمثال عنخ خاف بمتحف بوسطن بامريكا.

تصاميم هندسية على شكل هرم
ومن خلال زيارته لبعض دول العالم لالقاء محاضرات عن الحضارة المصرية لمس في هذه البلدان الاعجاب الكبير بهذه الحضارة ومدى تأثيرها في نفوس هذه الشعوب ورؤساء الدول، من الاماكن التي زارها د حواس يصف منزل المليونير الامريكي quot;جم اونانquot; الذي بناه في مدينة واكيجن بولاية الينوي على شكل هرم، وكساه بذهب عيار 24 أحضره من ايطاليا، كما صمم حجرة نومه على غرار طراز الاسرة والكراسي الموجودة بحجرة نوم الفرعون الصغير توت عنخ آمون، كما زين حوائط الهرم بالمناظر الموجودة على المقابر الفرعونية، ثم بنى جنوبي الهرم ثلاث أهرامات صغيرة أسوة باهرامات الملكات. يعيش جم اونان داخل منزله الهرمي وهو وأولاده وعددهم 11. وهناك هرم آخر بني في مدينة ممفيس بولاية تينسي فمنذ حوالي 20 سنة كان عمدة وقع في غرام مصر يحكم المدينة ولذلك فقد بدأ حكمه بعمل تآخي بين منف المصرية ( ميت رهينة حاليا) ومنف الامريكية، ثم فكر في إقامة معرض للملك رمسيس الثاني يفتتح في المدينة نفسها، فقام بالاتفاق مع هيئة الاثار في ذلك الوقت على أن يقوموا بترميم تمثال رمسيس الثاني الموجود في منف وكان التمثال مكوناً من أكثر من 17 قطعة، وتم نقل التمثال الى امريكا لكي يعرض في مدينة ممفيس. ومن أشهر الاهرامات أيضاً الهرم الزجاجي الذي يقبع أمام متحف اللوفر والذي قام ببنائه المهندس المعماري الامريكي quot;آى بيهquot; والذي اعترض على إقامته كثيرون ولكنه أصبح علامة مميزة بعد ذلك لمتحف اللوفر بباريس. وأيضاً في سفره الى مدينة سان هوزيه بكاليفورنيا يوجد بداخلها متحف ضخم يطلق عليه اسم المتحف المصري، والمتحف ملئ بالاف القطع الاثرية والموميات. وأغلب هذه القطع مزيفة وقد قام ببناء هذا المتحف طائفة اطلق عليها اسم quot;الروزاكروشنquot; وهذه الطائفة وصل عدد أعضائها الى الملايين وهم منتشرون في كل مكان، ويعتقدون في القوة الكامنة خلف بعض الشخصيات التاريخية مثل أخناتون وتحتمس الثالث وبوذا وغيرهم. كما أن كثيراً منهم يعتقد في التناسخ أي انهم عاشوا في مصر منذ آلاف السنين.

رحلة ملك الملوك
تحدث د حواس في كتابه عن كيفية نقل تمثال رمسيس الثاني من ميدان رمسيس الى جانب المتحف المصري الجديد، في رحلة استغرقت 11 ساعة تابعها العالم عبر شاشات التلفزيون، كما تحدث عن كيفية وصول هذا التمثال أصلاً الى ميدان رمسيس، فمنذ أكثر من ثلاثة آلاف عام قام مهندس الملك رمسيس الثاني بقطع هذا التمثال من محاجر الجرانيت باسوان لكي يوضع داخل معبد الاله بتاح في منف العاصمة الثانية للبلاد، وتم نقل التمثال عن طريق نهر النيل وبعد ذلك نقل من النهر الى مكان المعبد، وفي عام 1882 عثر الاثريون على هذا التمثال أثناء الحفائر وظل في مكانه حتى تقرر عام 1954 نقله الى ميدان باب الحديد ولم يكن التمثال كاملاً، بل كان عبارة عن ست قطع تم نقلها الى باب الحديد عن طريق اشتراك شركة المانية في النقل، وتم ترميم التمثال في مكانه ووضع داخل الميدان ليصبح وزنه بدون القاعدة 83 طناً، وارتفاعه 16.36 مترا وهو مصنوع من مادة الجرانيت ومنقوش عليه اسم الملك رمسيس والقابه. وقد بدأ الميدان يتغير حيث تم بناء مسجد الفتح، وكوبري 6 اكتوبر وكوبري آخر محاط بالتمثال يوصل الى محطة سكة الحديد ومترو الانفاق المقام أسفل التمثال، بالاضافة الى المباني العشوائية المحيطة بالتمثال والتي أحدثت تلوثاً بصرياً بالميدان وأصبح عبارة عن شارع وليس ميداناً كما كان منذ عام 1954. وقد بدأ التخطيط لنقله من خلال عمل جماعي منظم عام 2002 باختيار لجنة من الاساتذة المهندسين والفنيين والاثريين وذلك لوضع الشروط الفنية لعمل مناقصة بين الشركات وتم اختيار شركة المقاولون العرب لانها قدمت أقل الاسعار quot;6 ملايين جنيهquot;!! وقد وضع التمثال في منطقة مجاورة للمتحف المصري الجديد ويعتبر التمثال أول قطعة أثرية تسجل داخل آثار المتحف المصري. وسوف يتم ترميم التمثال لمدة عام تقريباً وبعد ذلك سوف ينقل الى المكان المختار له داخل المتحف، وسوف يبنى المتحف حول التمثال.