محمد مسعاد من بون

quot;نساء في الشرق ـ نساء في الغربquot; إنه معرض الصور لمجموعة من الفوتوغرافيات من بلدان مختلفة. جاءت الفكرة في إطار التداعيات غير المباشرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 الإرهابية، التي سلطت الأضواء على الإسلام والمسلمين. وطبعًا كانت المرأة وصورتها في بؤرة الإهتمام. وهكذا تبلور هذا المشروع كإمتداد لمهرجان يحمل إسم quot;رؤى نسائيةquot; في مدينة كارلسروة الألمانية. وتتلخص الفكرة في إقدام حوالى 24 مصورة فوتوغرافية من ثماني دول وهي ألمانيا، إيران، البرتغال، فرنسا، بلجيكا، تركيا، مصر، تونس، بمعرض فوتوغرافي، يقدمن من خلاله أنفسهن كنساء بكل ما تحمله الكلمة من معنى في علاقتها بفضائها الداخلي والخارجي، وفي علاقتها أيضًا بكل التداعيات والأحكام المسبقة المرتبطة بالمرأة سواء في الشرق أو في الغرب.

لقد جاء المعرض ليجيب عن أسئلة جوهرية من بينها، كيف ترى المرأة نفسها وكيف تقدم هذه الصورة؟ بحيث يظهر أن المصورات أنفسهن كن واعيات إلى هذه المفارقة، فعدد منهن حاولن أن يلعبن على الجسد الأنثوي كنقطة تماس محورية في هذا المعرض، وهن واعيات أيضًا بكل الأحكام المسبقة التي تسجن جسد المرأة في خانات معينة والذي جعلنه في أحيان عديدة كفضاء صراع بين الشرق والغرب على حد تعبير الكاتب الهولندي من أصول مغربية عبد القادر بنعلي.

ومن المؤكد أن مقاربة كل مصورة منهن إختلفت حسب ثقافتها وحرقة أسئلتها وقلقها مع عالم النساء والتصورات التي يحملها الآخر ـ ليس بالضرورة الرجل دائمًاـ عنها.

تجدر الإشارة إلى أن المعرض زار عددًا من المدن الأوروبية وهو الآن في مدينة زاربروكن، وكان حظ المدن العربية قليل جدًا، حيث زارحتى الآن مدينة القاهرةوعددًا من المدن المغربية، وعلى الرغم من تعرض إحدى الصور لتشويهات على مستوى الوجه واللسان في مدينة الرباط المغربية لما إعتبر عريًا فاحشًا، إلا أن المعرض شهد إقبالاً كبيرًا من طرف الزائر العربي.