إلى روح الشاعر عقيل علي
طارق حربي
ياقمر الشعلة وياشمس الخبازين
ياأجمل خباز في هذي الدنيا الفانية
وأشعرهم قاطبة
رغيفك حار
دمك
يلهب ظهر الينبوع!
في الدرب إلى بيتك
جوار شركة البيبسي كولا
رأيتك محتارا قبل ثلاثين
مرتسما في ظلٍّ
كنت كمن ضيع بكرة
من يد خياطة ريتسوس في إحدى قصائده
وتدحرجتَ
وطرق أحدهم الباب
فلما قمت إلى تخت المخبز
ارتبكت فيك معابد سومر : دخلتْ جوقات
خرجتْ أخرى
ولم ينطفىء الشمع!
وتلفتَّ طويلا
خرجتْ أوراق البار البيضاء
بيضاء
كما ولدتها الصدفة!
لكن منك إليَّ
مع شديد الأسفِ.. لم يصل الفاكس المرسلُ
من عمان إلى مخيم رفحاء سنة 1993
مزَّقَهُ – سمعتُ-
بأن وهابيا أجربَ
كان يعبد صداما.. مزقَه!
لكنْ وصلتْ آخر نصوصك واستمتعتُ بقراءتها
وكنت إلها : رأس في أروقة المكتبة العامة
ويد تصلى في التنور
وكنت الولد المنذور لنار الشعر
كنت (آلان ديلون) كما كنا نسميك
ليديك النسوانُ
وتحت : الرغبات الفائرة كشمس الباقلاء
وحولُ جحيمٍ دانتيٌ في وطني!؟
فتتعذب أرواحٌ!؟
أم أنهار سود جارية فيتوقف شعر الرأس!؟
خيط دم تحت قميصك
والقوادون البعثيون
سرقوا حقك في البيت
وفي الملبس
والمأكل
وفي العيش كريما!
وأخيرا
لم يحمل جثتك الطاهرة سائق إسعاف :
- أنا إسلامي
والدين يحرم حمل المخمورينَ!؟
ماأخزانا ياألله!؟
ماأتعسنا!؟
على جسرِ النصرِ
الثملُ الشاعرُ
تشيعه الأرواح الحارسة
من جبل الأولمب
جسر مدينتنا الراحل مع الأمواج
وشاخصة في الأفق المجدور
عيون أجمل منتحرين : جواد ويحيى
وذراع سلام المقطوعة في الحرب تلوّح : تعال عقيل إلى المقهى
تعالوا ياكل الغرقى ومن كان بلاامل
ياقمر الشعلة وياشمس الخبازين
رغيفك بارد في موقف باص الكرنتينة
قصائدك ساخنة في مشرحة الطب العدليِّ ببغداد
وإذ أقف مذهولا بينهما
أسمع صرخة إدوارد مونك النرويجي
فتختلط السموات مع الأرضِ
أوسلو 17.5.2005
الشعلة : إحدى ضواحي مدينة الناصرية حيث كان يقيم الشاعر، ويعمل في مخبزه.
جسر النصر شيدته شركة إنكليزية في العام 1956وافتتحه هديب الحاج حمود وزير الزراعة والإصلاح الزراعي
في حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم عام 1959 ، وكسرت ظهر جسرنا العزيز طائرات قوات التحالف في العام 1991
ماأدى إلى استشهاد العشرات من مواطنينا الأبرياء من أبناء الناصرية.
جواد ويحيى صديقان انتحرا غرقا في نهر الفرات في بداية الحرب العراقية الإيرانية.
http://www.summereon.net/




التعليقات