هُم كُثُر وأنتم كلّ واحد منكم وَحده.
نيسان 1948 من الخامسة فجراً حتى الحادية عشرة ظهراً
أي قبل أيّار 1948

نيسان ـ
أيّار
1948

هُم كُثُر
أصحّاء
متديّنون أذكياء حازمون أشدّاء
أنتم! ما أنتم؟ كلٌّ منكم في قاعِ جرحه

ولا واحد منهم بثياب حَمَل
ولا واحد منكم بثياب ذئب
ولا واحد منهم إلاّ يضحك
ولا واحد منكم إلاّ وهو الجنازة
ولا واحد منهم إلاّ بكامل قيافته
ولا واحد منكم إلاّ ممزّق
إلاّ محطَّم ومغبَّر

ولا واحد منهم إلاّ يرى وعيناه كبيرتان
ومصرّتان
ومتمرِّستان وحادّتان ومذهلتان وزجاجتان
أمّا أنتم! كلٌّ منكم بالكاد بقي له بعدَ ليل رأس واحد
أو فقط يدان أو فقط عينان لذرفِ الدموع

هم! هم
وبالكاد أنتم ظلالكم

طهارة سلاحهم ما حصل في نيسان من عام 1948
أي قبل أيّار عام 1948
وأنتم جميعكم خلف القضبان وبالكاد بعدُ ظلّكم
في الدخان الأسود
في الصراخ في الصراخ
في الصراخ مذّاك.
كم لا يُطالون! كم تُطالون! حتى الآن.
وهم ذاتهم بقروا البطون
اغتصبوا أحرقوا وسرقوا الماشية والدجاج
والسكّر والطحين والمصاغات والساعات والنقود في نيسان 1948
أي قبل أيّار 1948
أنتم موضوع طهارة السلاح
أنتم المشطور نصفين
المُمَثَّل به في نيسان 1948 الذي بعده فوراً جاء أيّار 1948
فشرط أيّار 48!
يجب أن يسبقه نيسان 48

قال مصدوم:
عملْتُ طبيباً كلّ سنوات الحرب الكونيّة ولم أرَ يوماً مثل هذا المشهد المروّع.
الأغلب! نساء وأطفال وشيوخ صُفُّوا قرب حائط ودُرِزوا بالرصاص.
أمٌّ شابّة قُتِل طفلها أمام عينيها
أُغمي عليها فقُتِلتْ.
رجلٌ ارتدى ثياب أمّه
لم يشفعْ له ذلك
قُتِل وأحرقوا جثّته أمام عيني صحفيَين.
أطفال محترقون.
حامل تخترق رقبتها رصاصة
ثمّ يُبقَر بطنها بساطور.
مُختلاّت .. وإلى الآن.
جثث على الطرقات
وجثث في زوايا المنازل من الفجر إلى الظهر في نيسان 1948
شرط أيّار 1948

مصدوم آخر كان أنهى للتوّ خدمته في جيش دولة كبرى فقال:
الجرائم كثيرة

نيسان 48 هو أيّار 48.
[email protected]