تمشّيْ في الأماكن
لأن السراب خصلاتك
والطيورُ صدى نسيان
كل التائقين على الجانبين
يسقون هذا النهر
بعبورٍ يتمنونه
لكنكِ تجرين
معلقةً السماءَ بالقدمين
وماحيةً هذه الورقة عن الأشجار
قبل هذه الأماكن نفسي
التي نظرتْ
كلُ النظر رسوم
تمحينها
كلما جاورتْ مرَّكِ الأنهار
أنا التي نظر الأعمى إليّ
واختَتنَنَي السّمع
فقبّلتُ هذه الطيور
التي لم تنفجرْ عند كل محو
أنا التي أتبقى على النجوم
مضلِّلةً ثمرَ التطلع
كلما أشاروا هنا
قلتُ هناك
أنتم الذين لا ترون أرى
بالأقلام شعري يرفرف
هل يدوّن الجبل؟
يتخيّله مطلاً على السماء
فتسرّحُه: ترجّلْ
سرْ بما كتبوا
سأكتبُ
أني قرأتُ
فازددت ُ عمى
وتردّدتُ على بلادي
كالسنين
أراكَ معي؟
أيها المقعدُ على الجانبين
نوارس دجلة
وهورُ أبي
سحابتان في عينيّ
مندستان
بين الأماكن
تشقان جيبي فيهطل العمر اكترث
أو انزعْ قميصك
أدلّكُ رحمَه
هل ولدوكَ هنا
وتواروا عن العدّ؟
وراءكَ فاركضْ
قبلكَ فاحملْ
على الأكتاف دمَهم
إنهم موتى
خذوا ما قد تبقى
ليست الأرض إلا حلما
سأصنعه وأمحوه
ويلوّنون سربي
المتعقبَ
كلُ حمامةٍ أب قد مات
وكل نعيب لماذا تركتموني؟
وما زال تردّدي على الباب
يصرخ سأخرج
وما بكَ من الجهتين منتظر؟
بابكَ أم مفتاحهم؟
أماكنك أم سراب هذا القلم
الذي ينتظر؟
وبيننا.. بيننا قربان ليس يدرك من هو
والى أين يتجه
خذْ يده واطفئْ صراخ الرصاص
لثامَ الوجوه
عذابَ الكلمات تحت أضراسهم
إنهم حولكَ بينك
قبلك خلفكَ
لكن لا ترى الأماكنُ
هذه الدماملَ على وجهها
ويا أيها النهر اجر بي
قاربنا يكاد يبلل نارهم
دمنا يطفئ موتهم
جذّفْ بنا

[email protected]