(1)
إلهي
أرسلْ إليّ ذئبكَ: الموت
حتى يواجه قلبي الأعزل
ويمزّقه إرباً إربا
إلهي
أرسله إليّ
لن أطرده
لن أقاومه
لن أهرب منه.
ولماذا أفعل ذلك
وقد تحوّلتْ حفلتي الى سيركٍ من المجانين
وشمسي الى شمعةٍ سوداء
وكينونتي الى مزحةٍ سوداء؟

(2)
إلهي
سأخرجُ الى الشارع
لألتقي بذئبك
أما ملائكتكَ ذات الأجنحة البيض
فإنّ قلبي الجريح
لم يعد يُحسن الانصات
الى رفيف أجنحتها.
إلهي
إعذرني
واعذرْ لغتي العارية
ذلك انّ كائناً أعزلَ مثلي
لايستطيع أن يتحمّل ،
كلّ يوم ،
تراجيديا نوح
وغرابه وحمامته وطوفانه العظيم
لايستطيع أن يتحمّل نارَ إبراهيم
وحفلة الرعب التي ألقاه الكفرة فيها
راقصين مبتهجين
ولايستطيع ، كما فعل يوسف الصدّيق ،
أن يواجه أسطورة َالعذاب
لذلك الطفل الذي عاشَ في البئر
وفي القصر
وفي السجن
وفي العرش.
إلهي
أرسلْ إليّ ذئبك
فربما يجففُ الموت
مستنقعَ حياتي الى الأبد
وربّما يكون فم ُ الذئب
شجاعاً
بما يكفي لإنهاء
حفلة الطوفانِ والنارِ والعبودية.

www.adeb.netfirms.com
[email protected]
أستراليا