quot;نصوص مشاكسة قليلاًquot;
كادت أن تؤدي بحياة شاعرها

تلقى الشاعر العراقي عدنان الصائغ تهديداً بالقتل وقطع لسانه في الجلسة الشعرية الرابعة، مساء 16/4 بعد إلقائه مجموعة من النصوص، في مهرجان المربد الشعري، كان قد عنونها بـ quot;نصوص مشاكسة قليلاًquot; أثارت غضب المليشيات الظلامية المسلحة. وعلى إثرها غادر الشاعر البصرة متجهاً إلى الكويت ومنها إلى مقر اقامته في لندن..
وكان الصائغ قد تلقى الدعوة للمشاركة في مهرجان المربد الثالث، في مدينة البصرة، الذي أقيم هذا العام للفترة 15-17 نيسان.. ننشر هنا quot;القصيدةquot;:

*


نصوص مشاكسة قليلاً

أبواب

أطرقُ باباً
أفتحهُ
لا أبصر إلا نفسي باباً
أفتحهُ
أدخلُ
لا شيء سوى بابٍ آخر
يا ربي
كمْ باباً يفصلني عني

***

شيزوفرينيا

في وطني
يجمعني الخوفُ ويقسمني:
رجلاً يكتبُ
والآخرَ - خلفَ ستائرِ نافذتي -
يرقبني

***

حيرة

قال أبي:
لا تقصصْ رؤياكَ على أحدٍ
فالشارعُ ملغومٌ بالآذانْ
كلُّ أذنٍ
يربطها سلكٌ سرّيٌ بالأخرى
حتى تصلَ السلطانْ

***

العراق

العراقُ الذي يبتعدْ
كلما اتسعتْ في المنافي خطاهْ
والعراقُ الذي يتئدْ
كلما انفتحتْ نصفُ نافذةٍ..
قلتُ: آهْ
والعراقُ الذي يرتعدْ
كلما مرَّ ظلٌّ
تخيلّتُ فوّهةً تترصدني،
أو متاهْ
والعراقُ الذي نفتقدْ
نصفُ تاريخه أغانٍ وكحلٌ..
ونصفٌ طغاهْ

***

الحلاج

أصعدني الحلاجُ إلى أعلى تلٍّ في بغداد
وأراني كلَّ مآذنها ومعابدها
وكنائسها ذات الأجراسْ
وأشار إلي:
- أحصِ...
كم دعوات حرّى
تتصاعد يومياً من أنفاسِ الناسْ
لكن لا أحدَ
حاولَ أن يصعدَ
في معناهُ إلى رؤياهُ
ليريهِ..
ما عاثَ طغاةُ الأرضِ
وما اشتطَّ الفقهاءُ
وما فعلَ الحراسْ

***

نقود الله

على رصيفِ شارعِ الحمراء
يعبرُ رجلُ الدين بمسبحتِهِ الطويلةِ
يعبرُ الصعلوكُ بأحلامِهِ الحافيةِ
يعبرُ السياسي مفخّخاً برأسِ المال
يعبرُ المثقف ضائعاً
بين ساهو وحي السلّم
الكلُ يمرُّ مسرعاً ولا يلتفتُ
للمتسولِ الأعمى
وحدهُ المطرُ ينقّطُ على راحتِهِ الممدودةِ
باتجاهِ الله

***

الحلاج، ثانيةً

مَنْ ينقذني من بلواي
ما في الجبةِ إلاّهُ
وما في الجبةِ إلاّيْ
وأنا الواحدُ
وهو الواحدُ
كيفَ اتحدا
كيف انفصلا
في لحظةِ سكرِ
بين شكوكي فيهِ
وتقواي

***

تهجدات

لم ترَ ربَكَ
إلا بالنصلِ وبالدمْ
وأنا أبصرهُ...
في الكلْمةِ
في النغمةِ
في زرقةِ عينيها،
واليمْ

* * *

آياتٌ
نسختْ
آياتْ
وتريدُ لرأسِكَ أن يبقى
جلموداً
لا يتغيرُ والسنواتْ

* * *

يا هذا الفانْ
ولتنظرْ
كيف تحاورََ ربُّكَ والشيطانْ
أكثيرٌ أن تتعلمَ
كيف تحاورُ انسانْ

* * *

لا ناقوسَ
ولا مئذنةً
-يا عبدُ -
لماذا
لا تسمع
ربَكَ
في
الناي

* * *

ربي
واحدْ
لا كاثوليكياً
لا بروستانتياً
لا سنياً
لا شيعياً
مَنْ جزّأهُ
مَنْ أوّلهُ
مَنْ قوّلهُ
من صنّفهُ
وفقَ مذاهبهِ،
ومطالبه
ودساتره
وعساكره
فهو الجاحدْ

* * *

خلفاءٌ أربعةٌ
تركوا التاريخ
وراءَهمُ
مفتوحَ الفمْ
وبقينا، للآن، ننشّفُ عنهم
بقعَ الدمْ
عجبي..
كيف لنصٍّ
أن يُشغلَ بامرأةٍ تحملُ أحطاباً
ويغضَّ الطرفَ
لمَنْ سيؤولُ
الحكمْ

* * *

تأويل

يـملونني سطوراً
ويبوبونني فصولاً
ثم يفهرسونني
ويطبعونني كاملاً
ويوزعونني على المكتباتِ
ويشتمونني في الجرائدِ
وأنا
لمْ
أفتحْ
فمي
بعد

اقرأ الرابط:
http://www.alhayat.com/culture/04-2006/Item-20060417-a976993e-c0a8-10ed-01d1-b9b75baa8427/story.html

(ثقافات بلا حدود - بغداد)
[email protected]