إنَّ كلَّ ما حولنا يبدو كلاشيء،
عدا تلك الأغصان التي تداعبها الرياح،
عدا العصافير التي تنقرُ عيدانَ الأشجار..
نسمعُ تارةً نقيقاً
وتارةً أخرى نسمعُ خريراً..
ليقفِ الجميعُ زهواً..
لكنّني أعتقدُ أنَّ هناك أنهاراً تسكنُها الضفادع.
ها هي ذي الفراشاتُ تزركشُ أجنحتَها،
فتطيرُ في الفناء،
الجميعُ يقفُ بلا حراكٍ
لكنَّ صبيّاً طفقَ يقبّلُ الأرض،
ليخطَّ بسبّابتهِ دائرةً كبيرة،
ويرسم صورةَ آدمَ
حين كان يمشي وحيداً على الأرض،
ومن ثمّ يرسم حواءَ كيف أنّها خرجتْ للنور،
فتبدأ سلالةُ آدم وحواء.
هاهي الأرضُ يملئُها البشر..
زهورٌ وأشجارٌ خُضر،
مياهٌ وطيورٌ تغرّد..
فراشات بألوانِ قوسِ قُزح..
من منّا لا يبهرهُ الجمالُ
شاعراً كان أو عازفاً أو رساماً..
ذلك الصبيّ علّمنا أحابيلَ الحياة،
لا بدَّ لنا من أن ننهلَ سُكّرَ الجمال،
ليغدو كلُّ شيءٍ حولنا حقيقةً لا سراباً.