من مجموعة طقوس إلى الابد

إمرأة تنتظر

متى تقعينَ على كتفي؟
كطيرٍ
متى تلقطينَ المحبةَ من راحتي
ومن جسدي تأخذينَ الطيوبْ؟
متى نضعُ الليلَ في عشِّه
تحت قبرةٍ او قطاً
لننهض بعد انتصافِ النهارْ
وقد فاتنا النومُ
نيسان 1996

الحوض

متى يَرِد الحوضَ هذا الشقيُّ الطرَيدْ
قادماً من بلادٍ
وذنوبٍ
ونساءٍ
مُثقلاً ببلادٍ، وذنوبٍ، ونساءٍ
هائماً مثلَ ذئبٍ وحيدْ
بهيّاً كوجهِ ملاكٍ
وخفياً كضوءٍ بعيدْ
متى يردُ الحوضَ هذا الشقيُّ الطريدْ؟
نيسان / 1996

إمرأة اخرى

مَنْ تراءى لكَ الآنَ؟
إمرأةٌ من زمانٍ مضى
أمِ امرأةٌ من زمانٍ جديدْ؟
ومالفرقُ بين إمرأتينِ،
إحداهما ذهبتْ
بعد أنْ تركتْ عطرَها
وأخرى ستأتي
لتتركَ وقعَ الكلامِ الأخيرِ،
ووقعَ خطاها،
ووقعَ الوداعِ،
وضحكتَها.. في نشيد
8-5-1996

إمرأة في امراتين

في زوايا الكهولةِ ألقتْ حقيبَتَها امرأةٌ
أخرَجَتْ مشطَها
ومرآتَها
وحُقَّ عطورٍ
وبنفسجةً يايسه
وراحتْ تمشِّطُ خصلاتِ شَعْرٍ
وتنشدُ أغنيةً لمغنٍّ قديمْ
فلاحَ بمرآتِها طيفُ إمرأةٍ
أخرجتْ مشطَها
ومرآتَها
وحُقَّ عطورٍ
وبنفسجةً يابسه
وراحتْ تمشِّطُ خصلاتِ شعرٍ
وتنشدُ أغنيةً لم يَعُدْ يتذكرها أحدٌ إمرأة في السكون

هذاالسكونُ يملأ المكانَ،
يملأ الفراغَ،
يملأ الصمتَ الذي راح يطولُ بيننا
هل لكِ أن تُبدديه
بخصلةٍ من شَعرِكِ الساكنِ
برفةٍ من ثوبِكِ المنسابِ فوق المقعدِ الوثيرْ
هل لكِ ان تبددي السكونَ بالذهابِ للمرآةِ،
تُصْلحينَ من شأنِ السكونِ، من زينتهِ،
تبدّلين لونَه البنيَّ بالأحمرِ،
أو تستبدلينَ كحلَه الغامقَ بالأخضرِ
يضجرني هذا السكونُ دون زينةٍ،
يمتدُّ مثل ليلةٍ وحيدةٍ،
هل لكِ أن تبدديهِ بالوداعْ

إمرأة غابت

إمرأة
وقفتْ في طريقي الطويل، الطويلْ
فأهديتُها ضوءَ بيتي
وقهوةَ مائدتي في شرفاتِ الأصيلْ
وأهديتُها بعضَ ماانتابني
وينتابني من شجىً ومصائبِ عمرٍ
وأهديتُها وردةً في نهايةِ أمسيةٍ
فلما افترقنا
سقطتْ قطراتُ الندى
من نهايةِ أمسيةٍ إنتهتْ
ومن وردةٍ رُميتْ
ومن امرأةٍ وقفتْ
ثم غابت

إمرأة تتركني وحيدا

مرّةً بعد مرة
تطلُّ على زمني امرأةٌ
ثم ترحلُ مسرعةً مثل طيرِ السنونو
مرةً بعد َ مره
تمرُّ على زمني إمرأةٌ
هكذا كان حشدُ نساءٍ
يُقِمْنَ لديَّ منفرداتٍ
ويرحلنَ عني فرادا
لأبقى وحيداً
أحدِّقُ في طرقٍ غِبنَ عنها

19/9/1996

إمرأتان

الزمان: ليلة ما من ليالي الزمن
المكان: بيت تميل على نوافذ طابقه الثاني اغصان الاشجار

لستُ أذكرُ إن كان يومَ خميسٍ
أو ليلةَ السبتِ، أو ليلةَ الأربعاء
كل ما أذكرُ
عتمةٌ في الحديقةِ
غيمةٌ خلف تلٍّ بعيدْ
وإمرأتان
واحدة ٌ تأخذ جلستَها قربَ نافذةٍ
ويداها على مسندِ المقعدِ المنفردْ
وأخرى تمرِّر اصبعَها في هدوءٍ
على حافةِ المائده
بينما أخذتْ غيمةٌ خلف تل ٍّ بعيدٍ
تتنفرّقُ عن قمرٍ شاحبٍ أولَ الأمرِ،
سرعانَ ماصار بين امرأتينِ في غرفةٍ واحده
امرأة تتمّددُ فوق الاريكة
وأخرى تتمدّدُ فوق شعاعٍ من الضوءِ
يصل الأرضَ بالنافذة
وامرأة تتمددُ في حُلُمي
وانا بينهنَّ أحاول أيقافَ ماخلتهُ زمناً عابراً
وحين أفقتُ
وجدتُ على الأرضِ ليلتَنا
... جثةً هامده

إمرأة على الباب

سقط الضوءُ على كتفيها
وهي تفتح باب البيت
العتمةُ في أقصى الصالةِ
والضوءُ على جدرانِ ممرٍّ،
حائطُهُ مثل فضاءٍ لامتناهٍ
وهي واقفةٌ مثل الكوكبِ
عيناها سيفانِ على نحرٍ
فمُها يفتّرُ عن الرغبةِ في البوحِ
عن الرغبةِ في تمتمةٍ عن شئٍ ما
سقط الضوءُ على شفتينِ، ومالتْ
أغلقت البابَ على العتمةِ
وانفجرتْ أنوارُ الروح

نساء بابل

من بابلٍ،
من بابِ عشتارٍ تجئ الكاهناتْ
يحملنَ صحناً من شموعٍ،
باقةً من نرجسٍ غضٍّ
ويحملنَ القتيلَ الى السريرْ
متبرجاتٍ.. فضةُ اللهِ البهيةِ فوق أذرعِهنَّ،
وردٌ في المفاتنِ
عطرُ دارينَ المجففُ في انعطافِ النهدْ
يا الله، ماذا يجعل التاريخَ تكراراً
وهذا الموتَ دائرة ً،
وهذا القتلَ محفوفاً : يزينه الندى والوردْ؟

البتول
تمضي مساءً نحو بحرِالروحِ
في بريةِ الأحلامِ
تقطفُ زهرةَ الماضي
وتصنع عطرَها من زنبقِ النهرِ المقدسِ،
شَعرُها ريشُ الملائكةِ الصغارِ
ونهدُها من جمرةِ النارِ
أتتْ من بيتِ آلهةٍ لتعبرَ جسرَ أزمنتي
وتمضي نحو بحرِالروح
أيتها البتولُ توقفي
أنا من أتيتِ لأجلهِ
ونشرتِ أجنحةَ المسرةِ فوق أبنيةِ المدينةِ
كي يراكِ،
أنا الزمانُ.. أنا المكان
أنا آخرُ الجمعِ المقسَّمِ بين أضرحةِ البلادِ
من الشمالِ الى الجنوبْ
أنا من توزّعَ في البلادِ،
وليس من يختضُّ في هذا الشقاءِ السرمديِّ،
ويسرق النارَ المقدسةَ العظيمةَ من فمِ التنّينِ غيري
لاتمري، هكذا، مثل السبّيةِ،
إن هذا الكونَ أرملةٌ تقيمُ لوحدِها
في قريةِ اللهِ الصغيرةِ
حيث لابشرٌ هناك ولا بلدْ
هو وحدَه هذا الفراغ
فتوقفي
فأنا الدلالةُ للوجود ِ
وأنتِ رمزٌ للأبدْ