نيران تنهش جسد بغداد التي لم تتجذّر فيُّ كفاية ،لتمنحني ألق الترحال الدائم في طيات متاهة
لاشك في أن خرائطها أكثر عريا من ثمار خوخ في ظهيرة صيف لاهب.
الآخرون
الذين ينادونني من جوف الأشجار كي يوهمونني أنني أعمى
ساءهم أن أحادثهم عن مسقط الرأس بمفردات سلسة كحبات الرمان
وراق لهم أن يطوقونني بأقواس الرهبة كلما قصدت النهر
أن يدهمونني كما القلق
حتى وأنا في تجوال مقتضب بين فعل برئ وموجز كرأس الدبوس
وهدأة عميقة كعين الذئب المغمضة.
وعليُّ أنا القادم من أزقة الكرخ واحياء شاهجراغ*
أن أحفظ عن ظهر قلب قصائد حب لقراصنة لبقين ذوي لغة غير ملوّثة بلثغة العبيد
ومنقاة إلا من سوط وأفعال أمر قاسية،
أن أدع القصيدة تحرف خطى الضحية نحو مسلخ الجلاد،
فماهي إلا محض مصادفة أن أدخر من النهار لوعته السرية وأناته العميقة كبصمات الينابيع
أن أساير هذه الفزاعات التي لاتعرف ان كانت من صنف الضحايا أم من قماشة القتلة
وقد آن لي أن أميت نفسي عن أصدقاء طالما وفدت نحوهم بصحبة تماسيح عُمي لا تَـُرى
وودعتهم برقصة كركدن في بئر
إذ تعذّر عليُّ أن أبحر معهم بمجاديف نحيفة كعيدان القصب
وقد ضبطتهم يصبون الماء على أقدامهم كي يطيلوا النظر في أعين الخصم
ويخبئون الساعات الرملية في معاطفهم
لأن الشتاء- يقولون ndash; غيـر قابل للقسـمة.