آل غور نائب الرئيس الامريكي السابق يعود الى الواجهة عبر فلم تسجيلي

يبدا نائب الرئيس الامريكي كلينتون السابق quot;آل غور quot; الفلم التسجيلي quot;الحقائق غير المريحةquot; بمزحة عن عمله الأخير كرئيس سابق للولايات المتحدة الامريكية في اشارة الى حادثة أنتخابات الرئاسة الامريكية عام 2000 عندما حسمت ولاية فلوريدا سباق الأنتخابات بينه وبين جورج بوش والحديث عن تلاعب في العملية كلها. نائب الرئيس السابق يتحدث قليلا عن تلك الايام لكنه لا يتوقف عندها فالفلم هو عن أنشغال الرجل الكبير بقضايا البيئة والمناخ للعشرين سنة الماضية.

فلم quot;الحقائق غير المريحةquot; يقدم محاظرة تلفزيونية طويلة لآل غور يتحدث فيها لجمهور في الأستديو عن مخاطر ظاهرة quot; الأنحباس الحراري quot; الناتجة من التلوث الصناعي وأرتفاع أعداد سكان الارض واستخدامهم الغير حكيم لموارد الأرض.
آل غور الذي يقدم منذ سنوات آلاف المحاضرات عن الموضوع نفسه في أنحاء مختلفة من العالم قرر مع منتجي الفلم التوجه الى جمهور أكبر ( الفلم يعرض الآن في الصالات السينمائية ).

رغم ان الفلم موجه أصلا الى الجمهور الأمريكي الا ان حقائقه المخيفة تخص الجميع. الفلم يقدم أرقام كثيرة وأحصائيات مناخية عن الخمسين سنة الماضية من عمر البشرية وكيف غير الأستخدام المسرف لموارد الأرض والتلوث المناخ للكرة الأرضية.
يعرض الفلم مثلا صورا لجبال كانت تغطيها الثلوج لملايين السنيين هي الآن عارية تماما.

مشهد من الفلم
التأثيرات التي سوف تصيب العالم عندما ينتهي ذوبان القطبيين الجنوبي والشمالي والذي بدأ منذ اكثر من 20 سنة ستكون من اسوأ كوارث البشرية عندها ستغطي المياه أراضي أكثر من 400 مليون شخص سوف تغرق مدنهم فجأة بعد ان يرتفع مستوى مياه المحيطات.
الفلم يكشف حقائق (معروفة للمهتميين) عن تقصير الحكومات الامريكية الكبير للمساهمة في معالجة هذا الخطر الحقيقي، فالحكومة الأمريكية الحالية رفضت المشاركة في قمةquot;الأرض quot;والعديد من المؤتمرات العالمية الخاصة بالمناخ والتلوث بسبب الخوف من القرارات التي تصدرها هكذا تجمعات وبالتالي الخوف من تطبقيها في امريكا بسبب الشركات الكبرى التي لا تهتم بتغيير خططها الصناعية.

الفلم يكشف أن نسب التلوث واستخدام موارد الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية تفوق مثيلاتها في العالم، التلوث الذي تسببه السيارة المصنوعة في أمريكا مثلا هو الأكثر في العالم حتى ان دولة مثل الصين تبدو واعية لهذ المسالة فالسيارات المصنوعة في الصين تتفوق على السيارت الامريكية بعشرين مرة!
آل غور يهاجم سياسات الحكومة الامريكية ويمنحها التفسير الواقعي، تفسير الرجل الذي كان نفسه احد رجالات الأدارة الامريكية. آل غور يصف موقف بعض السياسيين الأمريكيين من قضايا البيئة فيقول ( هناك العديد من السياسيين الجيديين الذين لم يتعرضوا ابدا لمسائل البيئة لانهم يعرفون في قراراتهم ان الحقائق المرعبة لقضايا التلوث سوف تقض مضاجعهم وسوف تجبرهم على عمل شيء مع واقع سياسي من الصعب جدا الحديث فيه عن هكذا مسائل فيه!!).

الفلم استخدم الاسم المهم للسياسي الامريكي السابق استخداما ممتازا. الفلم قدم أيضا بعض اللحظات الحميمية للنائب السابق وبعض من طفولتة ومحطات حياتية صعبة سابقه مثل موت أخته الوحيدة بسرطان الرئة وتعرض أبنه الى حادث سيارة كاد ان يفقده حياته. هذه اللحظات العاطفية كانت مهمة لفهم عالم الرجل وايضا لتسهيل حمل رسالة الفلم العلمية الجافة قليلا.

الفلم يمنح في النهاية بعض الأمل!. رغم الرسالة المتشائمة والمخيفة لحقائق الفلم هناك بعض الأمل الذي يعتمد على النية الحقيقة لحكومات العالم وخاصة الحكومة الامريكية في تغيير سياساتها البيئية وأجبار الشركات الكبرى على التقييد بصناعات لا تبحث فقط عن الربح بل تساهم في بقاء هذه الأرض لجيل قادم.
العالم الذي واجه من قبل مشكلة طبقة الأوزون استطاع تدارك تلك المشكلة بقرارات كبيرة حاسمة حتى أختفت الآن اي مخاطر تهدد هذه الطبقة لذلك لا يوجد ما يمنع ان يتحد العالم مرة أخرى لحل مشكلة الأحتباس الحراري.

بريد قسم السينما في أيلاف
[email protected]