يعاقركِ الوجع. تلمحينه ظلا يتسلق ظهرك من ذلك الحيز الأسطوري في خاصرتك، الجامد كقطعة من قطب الجنوب أسفل ظهرك، المتمترس خلف دياجير الحجب. يتمدد متفرعا عبر خلجاتك والتواءات تضج جثثا بجذوع ضامرة النهود..
يقفز فوقها يضرب ويضرب،يدكّها في تربتك دكا.. تتأوهين.
يمضي عبر فقرات عمود العمر المتعرج يسحقها فقرة فقرة. يعيق الفرحة أمدا آخر
مرة أخرى يكتسحك ويفرخ عزلة جديدة.
يتسلل الوجع بحبال ملتبسة التُهــَم زاحفا على حاضرك، تُحَوِط كتلتك تلك
الحبال وتنعقد مابين أنتِ وظلك. تشد وتشد و تختنقين... اوووه..
تلمحينه و تدركين وجهه و أصابعه القادمة من ماض كسير يتابعك كاللوح المحفوظ. هو تعرفينه.
تهمين بندائه:
ـ تعالى.. أريد عطر صدرك لأغسل حزني.
لكنه يمنحك صدره ويرحل..
يتمرغ الحزن فيه فينبت عشبا على حواف لسانك.
تتخصب الكلمة.... تحملها الآهة. تلدها الصرخة..
و تكتمين الصوت المباغت ليقفز الوجع بدهاء شيطان رجيم إلى حلقك.
يغرس فيه هذه المرة طائرا مهيضا يتخبط ويئن لرقية.
أنينه يُضَخــِم الغصـــــةَ مع انبثاق أنينك:
quot; ـ حتى أنتَ ستموت في جوفي... مالي أتحول إلى مقبرة و أحلامي شواهد.
أريد يدك كما لم أرد قبلك نورا.
أحتاج عينك كما لم أحتج شمسا.
أتسع لك كما لم يتسع صدري لسماء.
عطشى، جوعى ما أشَـــحَّ مواردك وأبعد ماك.
بحر أنت و الأزرق لوني متشح بسوادhellip;.
أرغبك..
الوحش يزمجر بصحرائي و الطائر يحتضر وأنتَ.. تلمع كنجمة و تخبو كسراب.
وانتظر.. انتظر أن أجد مدينتك لأحط فيها. لأمنحها قلبي و أسلم نهرها رمادي بعد زوال.
لا مدينة لي فيك.
لا ميناء لترسو هذي الروح التي تنتظر/ك.
قلتَ أنت :
ـ لا تنتظري إلاّكِ.
وكنتَ تعني : لا تنتظريني وابحثي عن مدينة. عن مقبرة.
أخرج من صمتي الذي تكره وأهمسُ بصلاة:
ـ أموت فيكَ.
لا تنتظر :
ـ أعيش فيكِ. /تـَرُد.
وكنتُ اعني ما أقول.
وكنتَ تعني ما تقول.
وكنت لا أعرف كيف أحصرك.
وكنت تعرف كيف تصـــُدُ/ني في احتواء.
يجبرني الخوف على الانغلاق على تفتحي الفاضح. أجمع بتلاتي، أكتم جنون الورد لشمس.
أسجل على شفتي ختما و أُشمِّع.. وأُشهد ك أنني لن اسمح للنائم في أن يستيقظ بعد هذا التجلي و هذا الوجع.quot;

قاصة جزائرية مقيمة في فرنسا