حين تتألق الروح بعبير العنفوان المجدي فأن الهمسات المجاوره تتعانق مع همسات الممثل على الخشبه فتلتحم معه في وحدة هارمونية تعبر عن الوحدة الأبدية لهذه الخليقة، ولحظة الشروع بعملية الخلق الفني سواء من قبل المؤلف ام المؤلف المخرج، تنبثق معطيات تتسع لفضاءات الروح الأبدية التي تسمح وفق قوانينها لمعطيات لمفردات هذه العملية الخلقية الجديدة بالتآصر والتأين لتكوين معادلة كيمياوية، تتحد جميعها لتكون محلولاً نصياً يتغلغل داخل الجسد المتلقي.
إن (الجسد/الصوت ) الصوري والتقني يرتديان زياً مألوفاً عند الصانع المعبر عند الصانع المعبر عن الفكرة والمجسد لها إن كان هو المؤلف المخرج الم المؤلف المؤلف، تأتي من المرجعية المعرفية للمؤلف تجعله في حصانة دائمة من اي زلل يحد من العملية الفنية الأبداعية وبذالك فإن التدرج البنائي للعملية التقنية يكون في حاجة دائمة الى تدرج تعليمي تقني لهذه العملية الفنية المعروضة على الورق كمرحلة اولية تنبثق من بين يدي المؤلف ومن ثم لينتقل الى الفكر الذي يفكك ويركب الجزيئات وفق برنامج لغوي محصن ومعد مسبقاً على اولويات علمية فيزيائية تتفق مع الجزيئات النصية المتأتية من فكر المؤلف النابع من الوعي الحقيقي و الواقعي لأرضية مسرحية تعبر عن مكنون انساني يمتد عبر الأزمان، هذا المكنون يعبر عن مشكلة الأنسان الأزلية في هذا الوجود، يحاكي بها الموجودات التي تجاوره بإتجاهات منتظمة تتأطر على المسرح بأفق واحد وتأتلف مع تقنيات السينما لتتحكم بالأتجاهات الأخر _تقنيات المسرح_واهبةً للعملية الفنية تجسيماًمتميزاً وفق منظور دراماتيكي يتيح للعواطف ان تبرز في العملية البصرية لمنظومات الرؤية البصرية الأنسانية المتلقية لأنبعاثات الروح المُرسِلة لهذه الأفكار الحُبلى بالمشكل الأنساني او المعبرة عن المردودات الجزئية للأنعكاسات المتأتية من ردود الأفعال الكونية على البشر.
إن التباين الثقافي في التجسيد التعبيري عن المنطوق المادي الرؤيوي يعزز الرؤية للأفق المسرحي، فالتأليف المرتكز على اللآوعي يتباين في مرجعيته المعرفية الأنتاجية عن المرتكز على وعي ممتشق بأرضية تقنية تعليمية مسرحية تتدفق منه منظومات شعائرية طقسية تلتزم بالمنظور على التعشيق مع التساؤلات الفلسفية النابعة من لدن المتلقي، ونجد لهذه التساؤلات إجابات محددة تتمظهر مع الوجود لتفسر ظاهرته ولِتُكَوِن ثيمة مُؤًسًسًة على هذا الوعي الشعائري.
إن ((السينمسرح)) يضم تحت لواءه مكنونات عدة، تتشظى الى مديات متناثره تأتلف على خشبة المسرح باحثةً في فضاءه المتألق عن الروح المتكلمة المتمنطقة مع المفردات المسرحية لتجيب عن تساؤل في الذهن حين وقوفها موقف المجيب، وتتضارع مع قوى اخرى حليفتها من التقنيات المسرحية لخلق مدلول يعبر عن الحالة الأنسانية المطروحة للتداول فإن عجزت عن التاقلم مع الجزيئات التي حولها لا يمكنها بذالك التعبير عن اي مكنون انساني نابع من الوجود الكوني، وعبر هذا العجز اللاممنطق تتمايز اللغة وتتصارع لتتحالف مع قوى غيبية جاءت من دهاليز الفكر الأنساني المُوَلِد لهذه القُوى عبر ميكانزمات منطلقة من هذا الفكر في اتجاه فردي يتمحور على اسس معينة لتعبر عن اكتشاف متموضع مع التقنية، فتنتج تقنيةً سينميةً متعارف عليها مكونةً عملاً مسرحياً منفرداً برؤية سينمية ينطق بلسان الأدوات المعبره عنه :مؤلف، مخرج، ممثل، مضامين اُخَر، منطوية تحت لواء التقنية الفنية.
وسواء شاء المؤلف المخرج ام لم يشأ فإن التطور اللآمحدود عند حدود الوعي الأنساني سيكون في حاجة الى التعبير عن المظاهر التي لا تبدو للعيان في المنظور المسرحي فتلجأ الى الأستعانه بالأفكار المتأتية من دهاليز الفكر الأنساني والتي انجبت تقنيات تموضعت في مكان مادي ليؤسس فلسفةً خاصةً تنطلق لتعبر عن الثورة البشرية الداخلية حين يكون المعادل الموضوعي الظاهر لا يتضارع مع الباطن فتتوالرى الحتمية الفنية عن الأنظار.
إن القيمة الفكرية الآتية من السديم النائي للمؤلف ستستقر بألأرجح في مطار افكاره لتحقق بذالك ابجدية الأبداع، فمسرح ((السينمسرح)) يوسع من دهاليز المعرفة الروحية لتضخ كمية اكبر من الأبداع الموجب لأفكار تأتلف لتعبر عن الوجود الأنساني ومشاكله في هذا الكون، فالخشبة لاحدود لها ان خرجت من حدود الفضاء المؤسس لها، فإن خرجت فإنها ستكتسح الفضاء الكوني بكامله وبذالك ستلتهم الكم الهائل من المكنون البشري عبر ((السينمسرح)) وعبر عملية التوظيف هذه لا تنتقل الماديات والجزئيات عبثاً بل يكون لأنتقالها حس انساني متأت منمن هذا لافكر الموجب المستند على مرجعية معرفية جاءت عبر ((السينمسرح))، إن هذا المسرح يجعل من المؤلف حمامةً تحلق في اتموسفير الأبداع لتلتحم مع مشاكل الوجود الأنساني فتتفاعل معه مكونة تلك المعادلة المتكافئة و المتزنة، فهي في اتزانها تجعل الممثل في منأى ً من الألحاح والتأكيد على شخصيته عبر مساهمتة في التوصيل الفكري للدور عبر ادوات مبرمجه على اسس معرفية متعارف عليها لدى (المؤلف)، وعند اكتساب المؤلف للكون عبر الخشبة المبرمجة تحت قوانين ((السينمسرح)) ستكون له صورة عن مكنون ما، اومشكلة يود طرحها لاتلتزم بوحدة مكان، زمان، موضوع، فهي في انتقال تام متواصل من موضوع لآخر وفق برمجة انسانية متصلة مع الواقع البشري المسرحي اتصالاً مباشراً يعبر عن الواقع كما يجب ان يكون.
باحث واكاديمي مسرحي كلية الفنون الجميلة جامعة الموصل
التعليقات