سلمان رحيم من دبلن: قدمت فرقة quot;البيت الأزرقquot; الهولندية للأطفال الاسبوع الماضي عرضاً مسرحياً جديداً بعنوان ( نزهة في حلم) في مدينة (الميرا) الهولندية ولمدة ثلاثة ايام متتالية. أختار المخرج الهولنديquot;جيرارد بلنquot; تجربته المسرحية الجديدة للاطفال الصغار جداً (4 إلى 6 سنوات).
في بناية مهجورة تابعة للبلدية كانت إلى وقت قريب مركزا حافلاً بالأنشطة الفنية والثقافية وهي الان فضاء مهجور. تحكي المسرحية عن خمسة شخصيات ينامون موزعين على غرف مختلفة في بناية مهجورة وباجواء حلمية.
يبدأ العمل من دخول الجمهور (الأطفال وأهاليهم) من الباب الرئيسي للبناية وبعد أن يصحو أحد الممثلين مرتدياً ملابس النوم ليتكلم في حوار قصير مع الأطفال حول أحلامهم ثم يقودهم في جولة حلمية. في كل غرفة تكمن حكاية حلم مختلفة، ومنذ البداية أعتمد المخرج في عمله هذا على أدهاش الطفل والجمهور في حلمه الملون هذا. تـنـقـّـلنا في أجواء متنوعة بصحبة الراوي quot;ليون روفنquot;. في الغرفة الثانية تظهر لنا الممثلة quot;مارا دي يونكquot; نائمة في سلة متأرجحة وتسرد حكايتها كما في حلم.
في الطابق الاعلى يدخل الجمهور في غرفة حلم الفنان المسرحي العراقي quot;صالح حسن فارسquot; وهو نائم في صندوق من الكارتون صغير بحجم الحلم، يقدم لنا حلمه عبر مشهد صامت يعتمد على حركة الجسد والمفاجأة والكوميديا من خلال انجاز برج عال من صناديق الكارتون، حيث الحلم هو عودة للطفولة.
في الغرفة المجاورة وهي غرفة كبيرة الحجم مؤطرة بالمرايا يدخل الجمهور وضجيجه يوقظ الممثلة quot;كاتو فلاوتسماquot; فتعزف لنا على الة الناي ثم الاركديون بشكل هادئ وجميل، وكأن أحداث العمل تدور في حلم. وفي مكان مرتفع ثمة ممثلة quot; كارن باكرquot; تطل من نافذة صغيرة كأنها عروس البحر تؤدي حكاية راقصة بملابس بيض وكأنها في حلم.
واخيراً يجتمع الممثلون في قاعة كبيرة ويبتكرون حفلة وهي نهاية العمل.
العرض المسرحي كان للأطفال مع عوائلهم، حيث قسُم الجمهور إلى مجموعات صغيرة تقوم برحلة داخل البناية، وفي مسيرهم تتحفز كل حواسهم من خلال لحظات مسرحية مميزة بالرقص، الصمت، الرائحة، الحركة، والموسيقى، وجميع هذه اللحظات مرتبطة ببعضها باثار الحلم، وهكذا ينتهي الطريق بهم ndash; الجمهور- باليقظة ثم حفلة يشترك فيها الجمهور مع الممثلين. في 45 دقيقة قدم الممثلون عرضا بهيجا بسيطا وممتعاً للاطفال والكبار معاً.
في هذا العمل يعود الممثلون إلى طفولتهم بصياغة حلم مطرز بأزياء بيض وأبتسامة ملونة يجمع بين الرقص والموسيقى والصمت والميم وحكاية صغيرة تنتهي بحفلة يشترك فيها الجمهور مع الممثلين.

المخرج الهولنديquot;جيرارد بلنquot; متخصص بمسرحيات الطفل وهو خريج معهد الفنون المسرحية في امستردام قسم الميم، وقدم أعمالا مسرحية كثيرة منها: الغسيل، الزهور، حفلة، يب ويانيكا، أريد تنورة، من أنا؟، وخراء.
ومن الجدير بالذكر أن الفنان المسرحي العراقي (صالح حسن فارس) المقيم في هولندا، سبق وان عمل ممثلا في مسرحية (ذيل القط ولهيب الشمس) باللغة الهولندية للاطفال وعُرضت في مسارح مختلفة في هولندا.

النص: أنا بيكر
دراماتورج: فاكو كلوفينك
تمثيل: كارن باكر
صالح حسن فارس
كاتو فلاوتسما
مارا دي يونك
ليون روفن
اخراج: جيرارد بلن