جاسم المطير من لاهاي: صدر كتاب جديد للناقد والكاتب المسرحي العراقي قاسم مطرود، وهو الكتاب الرابع الذي يصدر له، حيث صدر له الكتاب الأول quot;للروح نوافذ أخرىquot;في العراق وهكذا كتابه الثاني quot;رثاء الفجرquot; وأصدر له اتحاد كتاب وأدباء الإمارات كتابه الثالث الموسوم quot;الجرافات لا تعرف الحزنquot;والتي نفذت جميع نسخه بعد اشتراكه في معرض الشارقة الدولي للكتاب،وقد تبنى اتحاد الكتاب العرب كتابه الأخير الموسومquot;سيمفونية الجسد والموتquot; حيث كتب مقدمته الأديب العراقي الكبير جاسم المطير وجاء فيها.
كي نفهم كم هي مثيرة تجربة الكاتب المسرحي العراقي قاسم مطرود التي تجلت بصفة خاصة بنصوصه المدونة خلال السنوات الخمس الأخيرة،علينا النظر والتعمق في المعايير العامة التي ينتهجها نحو قضايا المسرح والإنسان باعتبارها النقطة الأساس في التوجه النظري المسرحي وفي الاهتمامات الفكرية اللصيقة به.
1 ndash; لم تعد الفلسفة المسرحية تقوم في كتاباته على الكلاسيكية الأرسطية بل أن كتاباته تقوم على جهد لفحص نقدي لما يدور في فكر الإنسان العراقي والعربي المعاصر في محاولة فنية لامتلاك قيم مسرحية جديدة .
2 - النص المسرحي لدى هذا الكاتب يتعلق بموضوع الأخلاق الاجتماعية وعلاقتها المباشرة وغير المباشرة بالبيئة العامة والبيئة السياسية أيضا .
3 ndash; في العديد من نصوص هذا الكتاب يمكن رؤية بنائها المسرحي مشادا على جدلية الإنسان مع قضايا متنوعة، معرفية وثقافية وسياسية ، منها قضايا محبطة ومنها قضايا محفزة وفي الحالين يجد القارئ حرية فكرية بما يعزز تقدم الإنسان العراقي نحو المستقبل .
4 - من أهم عناصر الكتابة الايجابية في تجارب قاسم مطرود أنها تغطي مجالات الذات الإنسانية وتطلعاتها الإجمالية في فهم ارتباط الذات الخاصة بالموضوعية العامة،كي يحقق محفزا لرؤية الحالة الإنسانية الراهنة والمستقبلية .
5 ndash; في تناوله موضوعة الإنسان داخل النص المسرحي نجده يلزم الإنسان أخلاقيا وقانونيا بالإحجام عن قتل أخيه الإنسان لأي سبب كان.
6 ndash; في ناحية الفن المسرحي ابتدع قاسم مطرود سينوغرافيا بسيطا لتحقيق أهداف النص لكنه مخيرا ومختارا بأصول ذات قيمة فنية متجددة.
7 ndash; الجملة المسرحية عنده تحمل سؤالا موجها لأعماق الإنسان وتتطلب جوابا لتصبح مناظرة بين المرسل والمتلقي مما يشجع على تدوير النص وجعله تنويريا.
(8) نصوص قاسم مطرود تتضمن تحليلا كاشفا عن النموذج المتطور للمسرح في محاولة جادة للمساهمة بإصلاح ما علق بالمسرح العراقي خلال العقود الأخيرة وتخليصه من أعراض مرضيّة انتابته لحين من الوقت وإعادته إلى جذوره المنطلقة من المركزية المسرحية العراقية الأصيلة التي تجد في أصل ومقياس كل قيمة فنية.
وقد برع قاسم مطرود، ونجحت نصوصه في العودة إلى الجذر المسرحي العراقي معتمدا على نماذج من تجارب الحداثة في المسرح العالمي القائمة على نوع من الانفتاح القادر على كشف التوتر في العلاقات الإنسانية وفي العديد من مقاربات المعاناة الفعلية في الواقع العراقي والعربي.
- آخر تحديث :
التعليقات