لندن من لوك بيكر: باستثناء عدد قليل من العمليات العسكرية لم يتسبب هجوم في العراق في سقوط قتلى وحدوث دمار وانقسام أكبر من الهجوم الامريكي المزدوج على الفلوجة في عام 2004. ففي أبريل نيسان ونوفمبر تشرين الثاني من ذلك العام اجتاح أكثر من 10000 من الجنود ومشاة البحرية الامريكية المدينة الواقعة خارج بغداد

شاعر يلقي قصيدة فوق الانقاض
مباشرة في محاولة لاستئصال شأفة المسلحين الذين قالت القوات الامريكية انهم استولوا عليها وحولوها الى وكر لهم. وتتناول مسرحية جديدة في لندن الافعال الامريكية بنظرة انتقادية شديدة وتضع دوافعها محل شكوك وتتهمها باستخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين العراقيين وهو واحد من بين أكثر من 70 انتهاكا مزعوما لاتفاقيات جنيف.
واعتمدت مسرحية quot;الفلوجةquot; على مقابلات مع السكان وجنود أمريكيين قاتلوا هناك وروايات أصلية للاحداث. وترسم المسرحية التي يخرجها جوناثان هولمز صورة للانتقام العنيف من جانب القوات الامريكية التي نفد صبرها ازاء العراقيين المعاندين.
ية قناص أمريكي quot;في بلادي عندما أذهب للصيد تكون رياضة. (لكن) عندما أذهب للصيد هنا يكون الامر شخصيا.quot;
وتحكى أحداث المسرحية من خلال صحفيين كانوا يغطون هجوم الفلوجة وموظفي اغاثة كانوا يحاولون تقديم المساعدة وساسة وقادة عسكريين. وتمثل المسرحية داخل مصنع قديم يقف المشاهدون بينما تجري الاحداث بينهم.
ويصور مصورون أجزاء من العمل ويعكسونها على شاشات تلفزيونية كما لو كان تغطية اخبارية حقيقية بينما تستخدم شاحنات عسكرية وتماثيل مكسوة بأزياء رسمية لخلق الاجواء الملائمة.
وتبدأ المسرحية بظهور وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس وهي تبرر quot;الحرب على الارهابquot; التي تشنها واشنطن وتشرح لصحفي من قناة الجزيرة لماذا ستعيد الحرب في العراق تشكيل الشرق الاوسط باتجاه الافضل.
وتمضي الاحداث لتوضح كيف أساء القادة العسكريون الامريكيون فهم العراق والعراقيين وغرسوا مشاعر الاستياء بين السكان بأساليب البطش لينتهي الامر باستخدام سياسة quot;أطلق الرصاص اولا ووجه الاسئلة فيما بعدquot;.
ويقول أحد الجنود قبل الهجوم ان quot;العدو له اسم... انه يسمى الشيطان وهو موجود في الفلوجة. انه وقت الثأرquot;.
وقال هولمز الذي زار العراق عدة مرات خلال البحث وكتابة المسرحية لكنه لم يتمكن قط من الوصول الى الفلوجة انه أرسل النص الى الجيش الامريكي طالبا منه تعليقا أو اضافة لكنه لم يتلق ردا على الاطلاق.
وقال لرويترز quot;كنت أريد أن أسمع ما يجب أن يقولوه لكنهم لم يقولوا شيئا.quot; وأضاف quot;لا أعرف ما اذا كان العمل سيثير أي رد فعل.. سنرىquot;.
واحتلت أخبار الفلوجة وهي معقل للسنة وتعرف باسم quot;مدينة المساجدquot; عناوين الصحف في مارس اذار عام 2004 بعد أن خطف مسلحون هناك أربعة متعاقدين أمنيين أجانب سحلوا في الشوارع وأشعلت فيهم النار وقتلوا. وتركت جثة أحدهم المحترقة معلقة من فوق جسر في المدينة.
وبعد أيام بدافع من الغضب بسبب وحشية القتل شن الجيش أول هجوم له. وقتل مئات العراقيين وعشرات الجنود الامريكيين في هجوم عنيف لكنه لم ينجح في قمع المسلحين.
وبعد ستة أشهر عاد جنود مشاة البحرية الامريكية بمزيد من التخطيط وقوة النيران الى المدينة. وأدى هجوم استغرق شهرا الى تدمير أجزاء كثيرة من المدينة ومقتل نحو 1300 مقاتل ومدني عراقي واصابة مئات اخرين. كما قتل أكثر من 100 جندي أمريكي. واتهمت جماعات حقوق الانسان الجيش الامريكي بالافراط في استخدام القوة وكشفت تحقيقات في وقت لاحق أنه تم استخدام أسلحة محظورة بما في ذلك القنابل الفسفورية البيضاء. واعترفت واشنطن فيما بعد باستخدام الذخيرة الفسفورية البيضاء في هجوم عام 2004 على المسلحين في الفلوجة. وتقول ان استخدام هذه الذخيرة ضد مقاتلين أعداء شيء قانوني وغير محظور في أي معاهدة. وبعد مرور أكثر من عامين لا تزال المدينة مضطربة ومشاعر الغضب والاستياء ازاء الاحتلال الامريكي أكبر من أي وقت على الاطلاق. (رويترز)