للباحث السويدي: روني بلوم
ترجمة واعداد : د. فاضل الجاف

في الثامن والعشرين من شباط عام 1976 عمّ صالات مسرح ( أولدفيك) العريق بلندن جوّ احتفالي مفعم بالبهجة والسرور، وكان الحاضرون من مشاهير المسرح في بريطانيا وخارجها. في تلك الامسية التي قدّم فيها المسرح القومي آخر عرض له على مسرح الاولدفيك نصبت قنوات تلفزيون ال بي بي سي كاميراتها التلفزيونية لتنقل فقرات الإحتفال

لورانس أوليفيه
بأهم حدث مسرحي في تأريخ المسرح البريطاني المعاصر، متمثلا ً في إنتقال المسرح القومي من مقره الموقت في الأولدفيك الى المبنى السمنتي الجديد على الضفة الجنوبية من نهر التميز.
ولا نجانب الصواب اذا قلنا ان الحديث عن تأسيس المسرح القومي في لندن لا يكتمل بدون العودة الى مسرح الاولدفيك ومساهمته الفعّالة في خلق ارضية خصبة لإثراء المسرح البريطاني. فهذا المسرح العريق قام بمهام المسرح القومي بصورة رسمية. فحتى عام 1963 لم تكن بريطانيا تملك مسرحاً قوميا خاصا بها اسوة بفرنسا التي تعتز بمسرحها القومي ( كوميديا فرانسيز) منذ عام 1680.
ان مسرح الاولدفيك الذي تمّ تأسيسه عام 1818 اكتسب أهمية ومكانة بارزتين بعد ان تولت السيدة (ليليان بايليس) إدارة المسرح عام 1912.
هذه المرأة الطاغية الساحرة، على حد قول الناقد ( جيمس جيتس ) سلكت سياسة صارمة ومتقشفة في إختيار الممثلين الذين كانت تطالبهم بالمزيد من التدريب والمران والصقل اذا ما شعرت بالضعف في أدائهم التمثيلي. وكانت الى جانب مهماتها الادراية تقوم بإعداد الوجبات وتقديمها الى الممثلين في جو عائلي حميم.
وقد عرف عن ليليان بايليس قدرتها العجيبة على إيجاد أحسن الممثلين وباجور زهيدة. ومن الطرائف التي تروى عنها انها كانت تصلي احيانا وتضرع الى الله قائلة: يا رب ابعث إليّ غدا ممثلا كفؤا وبأجر زهيد.
اما من الناحية الفنية فقد كانت ليليان بايليس تدأب على خلق برنامج ( ريبيرتوار) حافل بالادب الكلاسيكي الرفيع، قوامه مسرحيات شكسبير في إخراح حديث يتسم بالبساطة والصدق في الاداء بعيدا عن المبالغة والاساليب الطنانة المتوارثة من العصر الفثكوري الطاغية على المسارح الانجليزية في مطلع القرن المنصرم. وكانت تدرك ان هذه الاساليب في الاداء لا تناسب شخصيات شكسبير العميقة وعوالمه الثرية، وانه لابد من العودة الى التقاليد الاليزابيثية الاصلية التي منها نشأ مسرح شكسبير.
كانت ليليان بايليس ترى انها لكي تكسب جمهورا واسعا ونوعيا للمسرح، ما عليها الا ان تكتسب ممثلين قديرين من ذوي الاسماء اللامعة. وبمجرد إلقاء نظرة على قائمة اسماء الممثلين الذين انضووا الى مسرح الاولدفيك في تلك الفترة، نرى مدى نجاح ليليان بايليس في خلق اهم طاقم مسرحي ساهم فيما بعد في تكوين المسرح القومي والحركة المسرحية بشكل عام.
بحلول الثلاثينات من القرن المنصرم ظهر نجم الممثل الشاب ( لورانس أوليفيه ) الذي شكّل مدرسة متميزة في الأداء التمثيلي. فقد أهتم أوليفيه منذ البداية بالأداء الجسدي وامتاز بالمرونة العالية في الاداء الحركي. في الوقت الذي كان الممثل يعتمد على الأداء الصوتي وطريقة إلقاء النص المسرحي. فاذا كان أوليفيه خير من يمثل الاسلوب الاول فان الممثل (جون جيلجود) هو ممثل الاداء الصوتي والتعبير عن الانفعالات الداخلية خلال الاداء الشفوي.
ولعل من الطريف ان نستشهد بالمقارنة الشهيرة التي اجراها الناقد ( كنيث تينان ) بين الممثلين اوليفيه وجيلجود، فهو يقول : لو اعتبرنا أوليفيه تربةً. فإن جيلجود بمثابة الهواء. واذا كان أوليفيه جسداً فإن جيلجود هو العقل. وفي نفس المقارنة يعتبر كينيث تينان أوليفيه رجولياً في أدائه، يبدأ في تجسيده الدور من الداخل الى الخارج، بينما جيلجود في نظر تينان انثوي، يبدأ من الخارج الى الداخل. لذلك ليس من العجيب ان يؤدي ادوارا ذات طبيعة حركية بحتة، ولكن بإسلوب سكوني عميق، معتمداً على الاداء الصوتي بالدرجة الاولى. وعلى راس تلك الادواردور (بروسبيرو) في العاصفة لشكسبير. أما أوليفيه فقد كان دائماً يجد الادوار الرجالية الخشنة مثل ( ريتشارد الثالث ) و( عطيل ) الاقرب اليه.

من الأولدفيك الى المسرح القومي
ان مناقشة إنشاء مسرح قومي خاص في بريطانيا لم تبدأ بشكل جدي إلا عام 1904 وذلك بالتزامن مع موت الممثل الانجليزي المعروف ( هنري إرفينج ) وكانت التكاليف المقدرة لبناء مسرح قومي حينذاك لا تتجاوز خمسين الف جنية استرليني، مبلغ ضئيل بالمقارنة مع 16 مليون جنيه كلفة إنشاء المسرح القومي عام 1976.

أهداف المسرح القومي:
لخص المسرح القومي أهدافه الفنية على النحو التالي:
- وضع مسرحيات شكسبير في ريبيرتوار المسرح وعرضها بصورة متواصلة.
- تمثيل كل ماهو ممتع من الادب الكلاسيكي.
- العمل على إحياء المسرحيات ذات النوعية الجيدة للحيلولة دون سقوطها في النسيان.
- إنتاج مسرحيات جيدة والعمل على تطوير الادب المسرحي الحديث.
- ترجمة أهم الاعمال المسرحية القديمة منها والحديثة.
- العمل على تطوير مهارات الممثل من خلال إعطائه فرصا لتمثيل ادوار مختلفة على قدر الإمكان.

المسرح القومي في فترة إدارة أوليفيه
ان الاهداف المذكورة شهدت اولى خطواتها في طريق التحقيق منذ ان استلم أوليفيه إدارة المسرح القومي عام 1963، حيث قاد المسرح بجدارة فنية وإدارية على مسرح الاولدفيك الى حين إنتقاله الى مبناه الجديد عام 1976.
ويمكن القول ان اختيار أوليفيه كأول مدير للمسرح القومي لم يأت بمحض الصدفة. فقد كان المسرح القومي بحاجة الى وجه معروف لكي يمثل المسرح الانجليزي في كل انحاء العالم، وكان أوليفيه قد أصبح ممثلا عالميا معروفا عبر أدائه المتميز للأدوار التراجيدية في الافلام الشكسبيرية وعلى رأسها هاملت وهنري الخامس وريتشارد الثالث.
خلال عمله في إدارة المسرح القومي عمل أوليفيه جاهدا من أجل خلق برنامج مسرحي غني ومتنوع تحتل فيه المسرحيات الحديثة مكانة متميزة الى جانب عروض المسرح الكلاسيكي.
ولكي يحقق لورانس أوليفيه هدفه هذا عمد الى تكوين علاقة فنية متبادلة بين المسرح القومي ومسرح (رويال كورت )، المعروف بإحتوائه الاعمال المسرحية من خلال تقديمه مسرحيات للمؤلفين الشباب.
وقد شهدت المرحلة الاولى من حياة المسرح القومي حركة مسرحية شابة انعكست في تقديم نصوص لمؤلفين شباب، غدت اسماؤهم الآن في عداد الكلاسيكين في الادب المسرحي الانجليزي من أمثال ( جون أوزبورن ) و ( أرنولد ويسكر) و( توم ستوبارد).
أما قيام أوليفيه بتمثيل الدور الرئيسي في مسرحية ( المسّلي ) لأوزبورن وبنجاح منقطع النظير، فقد كان بمثابة تشجيع هائل لكتاب الموجة الجديدة في المسرح الانجليزي والذي سمّي بمسرح الغضب تيمناً بمسرحية أوزبورن الشهيرة ( ألتفت الى الوراء بغضب ). اما من الناحية النقدية فقد أخذ الناقد (كينث تينان) على عاتقه مهمة اختيار النصوص الجديدة وتقديم المؤلفين الجدد على كلا المستويين البريطاني والعالمي. وقد لعب دورا فعّالا في تقديم تلك الاعمال وتقويمها من خلال حضوره الفعلي في التدريبات المسرحية ،ولكونه ايضا كاتبا متعدد المواهب ومسرحيا جمع الى جانب الخبرة النظرية الخبرات العملية في التمثيل والاخراج.

طبيعة الإنتاجات المسرحية للمسرح القومي في بدايات تأسيسه
كان دأب المسرح القومي منذ الستينات تقديماعمال تعكس التحولات الاجتماعية والاحداث السياسية الراهنة. وجاءت مسرحية (هاملت) عام 1963 من بطولة (بيترأوتول ) و( مايكل ريدغريف ) لتؤكد هذه الحقيقة. وبرغم ان العرض لم ينج من النقد والتقريظ بسبب عدم وجود إنسجام كلي في أداء الممثلين. الا ان المعالجة الاخراجية تصدت للمشاكل السياسية الراهنة بجرأة وشجاعة خصوصا من خلال شخصية ( كلوديوس ) عم هاملت كسياسي شقي لا ينتمي الى عصر معي
ولعلنا لا نجانب الصواب اذاقلنا ان محاولة تفسير الادب الكلاسيكي بنظرة معاصرة وربطه بالاحداث والتحولات السياسية والاجتماعية وجدت صداها بشكل فني بارع في مسرحية ( تاجر البندقية ) لوليم شكسبير عام 1969.
ففيها لجأ المخرج ( جوناثان ميللر) الى نقل الحدث الى عالم المصارف والبنوك في القرن المنصرم. وفي جو مشحون بالمضاربات والصيرفة يظهر شايلوك الذي مثله أوليفيه، مهددا أمن المجتع وحياة الآخرين بإصراره في المطالبة برطل من اللحم البشري.
ويرى النقاد ان دور المسرح القومي كان حاسما في جذب الجمهور العريض من مسارح الويست إيند التجارية في قلب لندن، والتي كانت تقدم لهم تسلية رخيصة الى حدما.
ان المسرح القومي بعروضه الجادة طرح نفسه منذ بداية تكوينه بديلا لصناعة التسلية في الويست إيند.
ويجدر الإشارة الى ان أهم عرضين لعبا الدور الحاسم في جذب الجمهور العريض من مسارح الويست إيند الى المسرح القومي هما عرض مسرحية ( عطيل ) لشكسبير عام 1964 ومسرحية ( عودة رحلة النهار الطويلة خلال الليل ) ليوجين أونيل عام.1971 ومازال رواد المسرح في لندن يتذكرون جيدا صعوبة الحصول على التذاكر لمشاهدة مسرحية عطيل بطولة لورانس أوليفيه وكيف ان الجمهور الواقف في الطوابير الطويلة كانت تنتظر احيانا لمدة 48 ساعة. وكانت جريدة التايمز تعلن يوميا عن قوائم باسماء الذين كانوا يرغبون في دفع اي مبلغ لقاء مشاهدة أوليفيه في دور عطيل.

سر نجاح اوليفيه في دور عطيل
ان سر نجاح اوليفيه يكمن دون شك في حجم عمله الهائل مع نفسه ومع الدور الذي أعده إعدادا لم يسبقه اليه اي ممثل اخر من قبل. وكم من المرات وقف اوليفيه يراقب عن كثب عشرات الممثلين والراقصين السود متفحصا و دارسا حركاتهم وطريقتهم في الأداء، بما في ذلك إمكانياتهم الصوتية. اما الأداء الموسيقي للدور فقد تطلب منه العمل المضني والمران الطويل وتلقي دروس موسيقية خاصة للتوصل الى طبقة صوتية خشنة وذلك بالنزول بمقدار سلم موسيقي ( اوكتاف ) كامل. حتى ان احد النقاد كتب : ان اوليفيه يحمل في صوته فرقة سمفونية بأكملها. خصوصا في مشهد مقتل ديزدمونة حين تبلغ الغيرة اوجها قبل تنفيذ عملية القتل، أثبت أوليفيه قدرة جسدية خارقة، وكان هو نفسه يقول: ان الدور يطلب جهدا مضنيا يجعلك تشعر بعد ذلك كأنك دهست من قبل حافلة للركاب.

المسرح القومي في المبنى الجديد
في عام 1973 اضطر اوليفيه بسبب تدهور حالته الصحية الى التخلي عن ادارة المسرح القومي للمخرج ( بيترهول ) الدي كان قد أسس مسرح ( رويال كورت شكسبير كومباني ) عام 1960. سمي اكبر صالات المسرح القومي الذي يسع ل 1160 شخصا بإسم اوليفيه، رغم ان اوليفيه لم يحالفه الحظ بالتمثيل على هذه المنصة الهائلة التي هي على شكل لسان ممتد الى صالة المتفرجين. وبإمكان اي ممثل ان يقف في الوسط مسيطرا على صالة المتفرجين بحيث لا يبعد عنه ابعد متفرج اكثر من خمسة عشر مترا. ويضم مبنى المسرح القومي مسرحا آخر بإسم ( ليتلتون) وهو مسرح بمعمار تقليدي يتسع ل 890 متفرج. اما الخشبة الثالثة ( كوتيسل ) فهي مخصصة للعزوض التجريبية وتتسع ل 400 متفرج.

الكلاسيك و الحديث في فترة إدارة بيتر هول
افتتح مسرح اوليفيه عام 1976 بمسرحية ( تامبورلين ) لكريستوفر مارلو في جزأين من إخراج بيترهول وبإنتاج ضخم وباهظ الكلفة. وعليه فقد أخذ النقاد على المخرج إفراطه في إستعراض إمكانيات المسرح من الناحية التقنية أكثر من الإستفادة من امكانيات وطاقات الممثلين الإبداعية برغم طريقته المتقشفة في الأداء التمثيلي المنفذ من قبل اثني عشر ممثلا وممثلة كلهم يضعون على وجوههم أقنعة.
وقد حاول بيتر هول هو الآخر ان يربط المسرحية بالأحداث السياسية الراهنة بإظهار طغاة من أمثال هتلر وعيدي أمين ضمن شخصيات المسرحية. اما اسلوب إستخدام الاقنعة فقد ظل المخرج حريصا على إتباعه في معظم المسرحيات الكلاسيكية خصوصا الاغريقية منها. فعندما اخرج بيتر هول ثلاثية ( أورستيا ) لأسخيلوس 1981 استخدم الاقنعة اليونانية القديمة لجميع أفراد الجوقة. الامر الذي سبب له هجوم الصحافة. وفي هذا الصدد يقول بيتر هول: لا اعتقد ان المسرحية يمكن ان تقدم من دون اقنعة. ليس ذلك بسبب سعة المسرح الامفي اليونانية بل بسبب حجم الاحاسيس الكبيرة. إنها أحاسيس على درجة من العنف والهستيريا والرعب لايمكن التعبير عنها الا بواسطة الاقنعة.
وردا على هجوم النقاد على استخدام الاقنعة في مسرحية ( اوديبوس ) يقول بيتر هول: ان من الغباء ان يعتقد احد أني ساقوم بعمل ما خارج اطار المسرحية. فالمسرحية تملي علي ما يجب علي ان اقوم به. والواقع اني لا استطيع ان اخرج اية مسرحية اغريقية من غير أقنعة. اما الصحافة فهي كانت وما تزال غير موضوعية وغير محايدة. فالمسرحية كانت ناجحة جدا بدليل انه تمّ بيع جميع التذاكر. هذا يدل دلالة قاطعة على ان الصحف تبحث عن الهفوات، وهي بالتأكيد تجدها، اذا كانت تريد ذلك.
ويعتبر بيتر هول من أكثر شخصيات المسرح البريطاني اثارة للجدل. فهو لا يتفق مع النظام في كثير من القضايا الاساسية، خصوصا ما يتعلق بقضايا الفن ورسالته الانسانية. وهو يرى ان الاذاعة والتلفزيون ونظام التعليم وصل الى مرحلة العقم.
ومثله كمثل أوليفيه اعطى بيتر هول اولوية لمسرحيات شكسبير في الريببرتوار الجديد. فقد أعاد عطيل من جديد مع الممثل ( بول سكوفيلد ) في دور عطيل وبمعالجة متميزة لم تتمتع بتلك الحيوية التي لمسها في عرض اوليفيه. ويعتبر النقاد انتاج مسرحية ( ماكبث ) على مسرح اوليفيه اهم اعمال بيتر هول الاخراجية في تلك المرحلة. فقد حافظ بيتر هول هذه المرة على الاحداث التقليدية للمسرحية، الدم .. الساحرات.. والتعطش للسلطة في وحدة فنية وانتقائية مدروسة بدقة.

بيترهول والدراما الحديثة
ان عدد النصوص التي تصل المسرح القومي يبلغ سنويا اربعمائة نص. وكان بيتر هول ومساعدوه من المخرجين يتولون مهمة اختيار النصوص التي ستمثل. وقد شهدت فترة ادارة هول ظهور كتاب مسرحيين جدد من امثال بيتر شيفر وهارولد بنتر وادوارد بوند ودافيد ستوري ودافيد هير وغيرهم. وقد قدم بيتر هول معظم مسرحيات هارولد بنتر خصوصا ( الارض الحرام ) و(الخيانة ) اكد فيهما ملكته الاخراجية في إستنباط المعاني الكامنة وراء السطور.
ترك بيتر هول المسرح القومي بعد خمسة عشر عاما من العمل المتواصل لارساء المسرح القومي، خمسة عشر عاما من الصراع المتواصل مع السلطات الرسمية والمعنية بشؤون المنح والمساعدات لدعم الفرق المسرحية لاجل الحصول على الدعم اللازم لضمان مسيرة الفرقة، ليحل محله ريتشارد إير الذي حقّق شهرة واسعة من خلال أخراجة مسرحية ( رجال ودمى ) قبل ان يودع المسرح بمسرحية ( جون جابريل بوركمان ) للكاتب النرويجي هنريك إبسن.