-1-
عندما صدر بيان إنشاء تجمع لليبراليين السوريين الجدد من كافة الأعراق السورية، ومن كافة الطوائف، ومن كافة الأديان، في 2004 ، من أجل أن تعود سوريا إلى عصبة العالم، وإلى الرابطة الإنسانية، لتؤدي دورها المُفتقد، قلنا في مقالنا (الليبراليون السوريون الجدد ينهضون، 16/9/2004) إن هذا التجمع مثل زهرة النرجس الرقيقة التي تخترق صلابة الصخر الأصم، وتخرج من بين شقوقه، لتصافح وجه الشمس، وتسعى نحو النور، ويخرج الليبراليون السوريون الجدد من صحراء الصمت السورية، لكي يُسمعوا صوتهم الجديد للعالم الحر.
وقلنا إن هذا التجمع مثل شهاب لامع في ظلام دامس، في جمهورية صمت القبور والزنازين، يخرج كالنور الجديد، يبشر بأمل جديد، وغد جديد، ورياح جديدة. فسوريا يليق بها دستور متمدن وحضاري، ينظم شؤونها، ويساوي بين جميع القاطنين كمواطنين لا كرعايا. لا فرق بين سني وعلوي إلا بتقوى الله في الوطن والمال العام والحريات العامة.
-2-
واليوم يتجدد الأمل ويتعزز ويقوي في التغيير ، وذلك بصدور "إعلان دمشق" المبارك، وفي قيام المعارضة السورية الموحدة، في خطوة هي الأولى من نوعها في سوريا التي لا يوجد فيها إلا حزب واحد هو حزب البعث الحاكم. فقد أعلن عدد كبير من الأحزاب المعارضة داخل سوريا، عن قيام جبهة موحدة فيما بينهم ضد النظام الحاكم، وأصدروا "إعلان دمشق" الذي طالب بـ"تغيير جذري" و"ديمقراطي" في البلاد في دعوة حازت على "التأييد الكامل" لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة.
إن تحرك المعارضة السورية على هذا النحو القوي والموحد والعريض، سوف يؤسس لحركة التغيير الشاملة في سوريا في القريب العاجل. وواجب المثقفين وخاصة الليبراليين الجدد منهم من عرب وأكراد في كل مكان ، تأييد ودعم هذا التحرك، وإصدار بيان تأييد ودعم من كافة قوى التحرر العربي والكردي في العالم كله وتقديمه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لدعوته للوقوف إلى جانب المعارضة السورية لدعمها في تحركها نحو الحرية والديمقراطية، لكي تستطيع حركة المعارضة السورية أن تحقق أهدافها المنشودة بمساعدة المجتمع الدولي.
إن المثقفين الليبراليين من عرب وأكراد يجب أن يثبتوا ببيانهم المنوي اطلاقه والدعوة للتوقيع عليه، أنهم إلى جانب مطالب الإصلاح والتغيير في كل مكان في العالم العربي. وكما وقفنا بالأمس إلى جانب المعارضة العراقية وإلى جانب جموع الشعب العراقي في مطالبته بالحرية والديمقراطية، فإننا نقف اليوم إلى جانب المعارضة السورية وجموع الشعب السوري في مطالبته بالحرية والديمقراطية أيضاً.
إن وقوفنا صفاً واحداً إلى جانب المعارضة السورية ضد نظام الحكم الديكتاتوري الشمولي السوري القائم مبني على أساس أن مطالب المعارضة السورية تتفق تماماً مع مطالب الليبراليين العرب والكرد في كل مكان ، وهذه المطالب تتلخص فيما يلي:
1- رفض كل أشكال الاصلاحات الترقيعية أو الجزئية او الالتفافية.
2- الوقوف ضد النظم التسلطية الشمولية الفئوية.
3- الوقوف ضد الدولة الأمنية والمناداة بالدولة السياسية.
4- المطالبة باقامة نظام وطني ديمقراطي كأساس لمشروع التغيير والإصلاح السياسي.
5- رفض العنف بكافة أشكاله من أجل التغيير. وأن التغيير يجب أن يكون سلمياً ومتدرجاً ومبنياً على التوافق وقائماً على الحوار والاعتراف بالآخر.
-3-
هذا هو ملخص بيان المعارضة الذي وقعه التجمع الوطني الديموقراطي في سوريا الذي يضم خمسة أحزاب محظورة، اضافة الى التحالف الديموقراطي الكردي في سوريا، ولجان إحياء المجتمع المدني والجبهة الديموقراطية الكردية في سوريا وحزب المستقبل واللجنة السورية لحقوق الانسان، وشخصيات مستقلة.
إن المثقفين الليبراليين كمثقفين عضويين أصلاء مطالبون اليوم أن يُسمعوا صوتهم وموقفهم الواضح والصريح للعالم الحر كله، بوقوفهم إلى جانب اخوانهم في حركة المعارضة السورية، وتأييدهم الكامل لـ "إعلان دمشق" الذي صدر عنها.
التعليقات