قبل أسابيع كتبت في صحيفة السياسة الكويتية مقالا بعنوان: "هواة جلد الذات "تعليقا على مقال كتبه الدكتور أحمد البغدادي في السياسة أيضا بعنوان "الكويت التي تلاشت "والذي نعى فيه الكويت بأكملها و(بكبرها) ولم ير فيها حسنة واحدة فنعى كل شيء تقريبا: بدءا من الفن الرفيع الى الكفاءة الوزارية الى الأمن الى حرية الصحافة، وبدوري تحدثت في المقال عن الجزء الذي( أعاقره) أسبوعيا منذ أكثر من عامين في الصحافة الكويتية التي لم تحذف لي كلمة ولم تعسف لي نقطة أو فاصلة، والتي وصفها أحد زملائي الاعلاميين بأن الصحافة الكويتية "مثل القاعدة: صغيرة، فعالة، سريعة الفعل ورد الفعل وتقبل الكفاءات ولايهمها ما هي ومن أين جاءت "، وطلبت في المقال من الدكتور أن يعود الى أرشيف الصحيفة التي يكتب فيها، ويعيد قراءة مقالاته الجريئة ثم يتحسس رأسه وقلمه ليدرك أن في الكويت حرية صحافة قد لا نجدها في أي بلد عربي. فأرسل لي الدكتور البغدادي - مشكورا- رسالة مفكسة أنقلها حرفيا:

"الأخت الفاضلة ريم الصالح:
من حقك ابداء رأيك في أي مقال لكن اصدار حكم على قضية دون علم خطيئة لا تغتفر، وأنت لم تقرأي قانون المطبوعات والنشر الكويتي ولا قانون الجزاء الذي يحرم حرية الرأي في مواضيع معينة ولم تشهدي قاعات المحاكم الكويتية وهي تحاكم أصحاب الرأي على كلمة هنا ورأي هناك، ولم تتواجدي في ممرات نيابة الخمور والمخدرات التي تقوم بالتحقيق مع أصحاب الرأي وأنت مثل الآلاف من المخدوعين بالديمقراطية الكويتية لمجرد أن السياسة تنشر لك مقالا قد ينشر في بلدك وأنت لا تدرين.
أبلغ من العمر خمس وخمسين سنة، وككويتي مارست التعامل الديمقراطي منذ عام 1981وأستاذ جامعي مارست التعليم لأكثر من ربع قرن ودخلت السجن بسبب كلمة فسرت أنها ضد الدين وأنا الآن معرض للسجن بسبب اعلاني رفض تحفيظ القرآن في المدارس لأن المدارس في رأيي للعلم والفنون وترقية النفس البشرية.
لذا يرجى عدم المزايدة في مسألة الديمقراطية الكويتية التي أعرفها أكثر منك
ختاما..(المعاقرة )تكون للخمر ولا تكون لحرية الصحافة وكذلك لا أحد يتحسس رأسه عند الكتابة حتى في السعودية
وأرجو الاستمرار في الكتابة لأن كتاباتك ممتعة
د. أحمد البغدادي

انتهت الرسالة التي لم أكن سأنشرها، لولا أنني استيقظت اليوم على خبر حكم المحكمة الكويتية حكما أوليا باغلاق صحيفة الوطن اليومية أسبوعا كاملا وبالسجن شهرين مع وقف التنفيذلكل من رئيس التحرير خليفة العذبي وللكاتب أحمد الكوس الذي دين بكتابة مقال يسيء الى الكاتب أحمد البغدادي
مما يجعلني أتوجه الى الدكتور العزيز الذي يريدني أن أستمر بالكتابة، رغم اختلافه مع ماكتبت ما هو موقفه الآن: هل يرى أن المحكمة الكويتة أنصفته أم أنها قمعت حرية الرأي في الكويت؟ وما هو شعوره وهو يرى زميل حرف له وهو يحاكم على "كلمة هنا ورأي هناك "؟ وما موقفه من محاكمة صاحب رأي هو أحمد الكوس مع "مجرمي الخمور والمخدرات" وهل أعاد له هذا الحكم ثقته بالقضاء الكويتي أم أكد له رأيه في بأنه يقمع أصحاب الرأي؟ وألا يعتبر الدكتور أن ما كتبه أحمد الكوس جزء من حرية الرأي والتعبير التي ينادي بها ويدافع عنها؟
أسئلة أتوجه بها للدكتوروأتمنى أن يجيب عليها،..
أما عن مصطلح (المعاقرة) فأنا يا أستاذي العزيز( أثمل) بالحرية والكتابة مثلما يثمل غيري بالخمر