ماذا لو ساد الائتلاف سدة البرلمان، ثم سدة الحكم؟
لا نعتقد أن الجواب على هذا السؤال صعب، بل هو واضح، واضح جدا، لا نحتاج إلى مزيد من القدرات العقلية لكي نكتشف الجواب...
إن ولاية الفقيه هي التي سوف تحكم، لا جدال في ذلك، هي التي سوف تسير الأمور في العراق، ليس في ذلك سرا، فإن المجلس الأعلى كان يتبنى مشروع ولاية الفقيه، وحزب الدعوة أصدروا كراسا في الثمانينات يؤكدون إيمانهم بولاية الفقيه، وكان الصراع بين المجلس وحزب الدعوة في نقطة واحدة فقط، هي أيهم يكون اليد الضاربة لإيران وليس أيهم أ كثر استقلالية في الموقف السياسي.
منظمة بدر، هي منظمة التوابين، ومن السجن، من هناك كانوا يقلدون السيد الخميني، ثم انتقلوا إلى تقليد ا لسيد خامنئي، ولذلك كانت سخرية لما أعلنت بدر أنها ملتزمة بتقليد السيد السيساتني، ومحل السخرية، هو هذا الانتقال الفجائي بين تقليدين، حيث لا موجب لذلك سوى التمويه السياسي.
ثم هل يستطيع السيد عبد العزيز الحكيم أن يتخلص من قبضة إيران؟
من أين له هذه الرواتب الضخمة التي يوزعها على أعضاء المجلس الأعلى؟ من أين له هذه الأموال الضخمة التي يوزعها على منظمة بدر؟ من أين له هذه الأموال الضخمة التي يشتري بها ذمم هذه الزعيم العشائري أو ذاك؟
لقد تربى قادة المجلس الأعلى وقادة منظمة بدر في إيران من خلال علاقات عضوية مع السباه، ومع المخابرات الإيرانية، فهل كانت مرحلة خالصة؟ هل هي صداقات لوجه الله؟ أم هي تخطيط، وإعداد جماعات، زعامات للمستقبل؟
حزب الدعوة الإسلامية فرع تنظيم العراق تشكل على أثر خلاف بين السيد هاشم الموسوي والحزب المركزي حول مبلغ قدره ( 22 ) ألف دولار، تقدم بها الحرس الثوري للسيد أبي عقيل، الذي تمرد على الحزب ورفض الكلام حول الرشوة الإيرانية، فحدث الانقسام، الانقسام العقائدي بسبب ( 22 ) ألف دولار...
ليس الموضوع هنا...
ولكن هل باستطاعة هذا الرجل، وهو سيد يتسم بالبساطة، هل باستطاعته ان يفلت من القبضة الإيرانية؟
إن أسرار هؤلاء، وأموالهم التي كانوا يشتغلون بها، محسوبة بالدفاتر الإيرانية المخابراتية، حتى بعض أسرارهم الشخصية، وبالتالي، هم محكومون.
أن ولاية الفقيه إذا لم تحكم هؤلاء دينيا، فهي تحكمهم سياسيا، تحكمهم من خلال ما تملكه من وثائق تزوير، ووثائق تحايل، هم في موقف صعب حقا.
لقد كان تعامل هؤلاء من محمدي، مع قرار قدس، مع قادة وضباط الاطلاعات الإيرانية، وبالتالي، كانت ولاية الفقيه المخابراتية متغلغلة في كل جزئيات عملهم السياسي، بل وحتى الشؤون الشخصية أحيانا...
قد يكون بعضهم صادقا في الخلاص من الطوق الإيراني، من الملاحقة المخابراتية الإيرانية، ولكن أنّا لهم، فهناك سوط الدفاتر المخابرات الإيرانية التي أحصت عليهم كل صغيرة وكبيرة...
ثم...
هل بإمكان العنزي مثلا أن يتخلص من ولي نعتمه؟
هل بإمكان ذلك الداعية الكبير الذي زورت له المخابرات الإيرانية شهادة ثانوية لأحد أقربائه؟
وهل بإمكان ذلك الحكميي الكبير أن يتخلص من عار المعلومات التي قدمها عن العراق للحرس الثوري والمخابرات الإيرانية؟
ليس باستطاعتهم...
ألم تنقسم الدعوة إلى خمس أقسام في إ يران؟
ألم يتأسس المجلس الأعلى في إ يران؟
فكيف الخلاص؟
الائتلاف يعني إيران...
ترى ما ذا يعني قول رئيس الوزراء الايراني بأن إيران تملك نفوذ قوي في العراق؟
ألم يقل ذلك صراحة؟
أين النفوذ؟
بكل وضوح...
أنه نفوذ بواسطة المجلس الاعلى، لأنه نشأ هناك، لأن أمواله من هناك، لأن أسراره في الدفاتر الإيرانية محفوظة مصونه، جاهزة للكشف في كل لحظة...
أنه نفوذ بواسطة حزب الدعوة فرع تنظيم العراق، لأن الحزب تكون بفضل ( 22 ) الف دولار، أليس كذلك يا سادة يا كرام؟
إنه نفوذ بواسطة عشرات العراقيين الإسلاميين الذين شغلوا مناصب خفية في الأجهزة الإيرانية المخابراتية المحكمة...
إذا جاء الائتلاف فأن الإتلاف سوف يبيع العراق بفلس ونصف لإيران، شاء أم أبى.
- آخر تحديث :
التعليقات