كنت بالأمس قد أشرت إشارة عابرة في مقالة بصحيفة (السياسة) الكويتية، لسلسة من المقالات الغريبة التي يدبجها كويتب (كويتي) يدعى (الرفيق خالد العبيسان) الذي لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوة الجاهلية والفاشية البعثية جهارا ونهارا وفي ضوء الشمس وتحت خيمة الديمقراطية الكويتية والمساحات اللامتناهية لحرية التعبير في دولة الكويت والتي إستعملها السيد (العبيسان) أبشع إستعمال وأستغلها أسوأ إستغلال.. ليلطم ليس على مصير مواطنيه وأبناء جلدته من الأبرياء الذين غيبتهم يد الغدر البعثية، و ليس على وطنه بكل الإمتيازات التي وفرها له وحيث إبتلع ذلك الوحش الفاشي الصغير ذلك الوطن الجميل الحر المتجدد بليل بهيم ليعلن (عودة الفرع للأصل) و ليشوه معالم الحياة وليطلق إسمه المتخلف البشع على قسم هام و عزيز من التراب الكويتي (صدامية المطلاع)!!، و ليشرد نصف الشعب الكويتي فيما قرر بجرة قلم أن يحول النصف الآخر لعبيد ومواطنين من الدرجة العاشرة في جمهورية الموت البعثية العراقية الوحدوية المناضلة! إنني لا أعتقد أن من كتب كل كلمات العزاء و التبجيل بحق جلاد العراق و الكويت البائد قد عاش تحت شمس الكويت الحرة، أو رضع حليب ثديها الطاهر أو أن له أي علاقة بالأجداد الذين حفروا في الرمل، وغرقوا في مياه الخليج و سفحوا عرقهم، وبذلوا دمائهم في الجهراء وفي بناء الأسوار وفي الدفاع عن ذلك الجنين الكويتي الحر الكريم الذي نشأ و تربى على قيم العروبة الحقة و الإنسانية البعيدة عن الهمجية و الغدر و الفاتحة ذراعيها لكل الأحرار؟ لا أدري كيف سيصمد (العبيسان) أمام نظرات عيون اليتامى و الأرامل و الثكلى من الشعب الكويتي الذي فعل بهم (رئيسه) صدام النافق الأفاعيل يسانده في ذلك زمرة من المعتوهين و الحاقدين و المتخلفين و المجرمين و المرضى و المشبوهين؟ لا أدري كيف سيتسنى للرفيق العبيسان النوم و هو يدافع عن مجرم لئيم و حقود لا يعرف الرحمة بأقرب أقربائه وحتى بأبناء عمومته و أصهاره وهو يبكي دموع التماسيح عليه وعلى مصيره المعروف و الذي هو مصير كل الطغاة عبر تاريخ البشرية الحافل بالحثالات من المجرمين و القتلة؟ لا أدري كيف سمح (العبيسان دام ظله) لنفسه بتقليد سيده صدام (وسام البطولة من درجة مجرم متميز) وأعتبره رمزا للفداء رغم أنه الوالد غير الشرعي (ليوم النداء)!! وهو يوم (إلتهام دولة الكويت و تشريد شعبها وشتم وإهانة رموزها الكريمة)!!؟، لقد تمادى (الرفيق العبيسان) في غيه وضلاله وتيهه الذي تفوق على تيه (بني إسرائيل)! وركب مركبا صعبا لأن شتائمه الثقيلة و المباشرة لم تكن موجهة ضد الأحرار الذين قاوموا طاغية البعث النافق و أسقطوه بل لأن نيران حقده ونفثات ضلاله وأباطيله قد إرتدت لباسا شموليا فظيعا لا يمكن أن يتقبله الرأي الآخر على الإطلاق؟ إنني أسأل الرفيق العبيسان عن هوية (أدوات الإدارة الأمريكية في العالم العربي؟ فهل يمتلك الجرأة على الإفصاح رغم أن قولته واضحة و لاتحتمل التأويل و موجهة بشكل مباشر للداخل الكويتي ومن على منبر كويتي؟ ثم لم يقل لنا العبيسان كيف ستتعزز مكانة صدام في العالم بعد تلقيه حكم الإعدام الأول و الذي سيتبعه حكم ثاني و ثالث بكل تأكيد بل أن كل إعدامات الدنيا بأسرها لا تكفي لمعاقبة ذلك الغادر المجرم الأشر؟ وماذا يعني (العبيسان) بإرتهان القرار العربي؟ فهل قرار (إحتلال دولة الكويت ويوم النداء) كان قرارا عربيا أصيلا يعبر عن حالة وحدوية وإنقلابية؟ وهل كان العبيسان أو غير العبيسان يتمكن من الكلام بكل هذه الصلافة لو أن صدام لا سامح الله مازال مسيطرا على الكويت؟ أم أنه سيكون مجرد (حمال في الجيش الشعبي) أو في أحسن الظروف (فراش) في مديرية تربية البصرة؟؟، ثم وفق أي حق أو إعتبار يطالب (العبيسان) بإعادة تنصيب صدام وأزلامه في الحكم؟ أليس في هذا القول تلبيس خطير و تدليس أشد خطورة وإستعداء فاضح على أمن وسلامة وطنه الكويت؟ أليس في تلك الدعوة إهانة مباشرة وسمجة لدماء شهداء الكويت و العراق و الأمة العربية؟ وهل لو تحققت المعجزة وعاد صدام للسلطة سيصدر (فرمانا بتنصيب العبيسان والي على ولاية الكويت التابعة لشيخ المجاهدين عبدالله المؤمن صدام أفندي ولي النعم)!! ما هذا الهراء؟ وما تلك النغمة الإبتزازية التي يتحدث بها ذلك الكويتب المنتسب للكويت و الغريب عنها وعن همومها ومعاناة شعبها؟ ومن أعطى العبيسان الحق ليفتي بشرعية (القيادة العراقية) التي لا تمتلك الشرعية منذ اليوم الأول لسرقتها للقصر الجمهوري ودخولها بالوانيت الأمريكي لساحته في صيف 1968 الأسود أو إنفراد الجناح الأشد فاشية وإرهابا ممثلا بالمجرم صدام و عصابته من القتلة في صيف عام 1979 الأسود أيضا؟ وكيف تجرأ العبيسان على مصادرة رأي الشعب العراقي و التبرع بإصدار فتاوى التقوى و الإيمان و الجهاد و الشرعية بحق النظام الذي أسقطت الجماهير العراقية أصنامه بضربات (النعل)!! و الذي لولا الموقف الشهم و الكريم للقيادة الكويتية العليا ممثلة بالراحل المغفور له الشيخ جابر الأحمد وسمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله وسمو أمير الكويت ونوخذة سفينتها الماهر الشيخ صباح الأحمد الصباح ما تحقق حلم الحرية الخالد.. أما ما حصل بعد ذلك من إخفاقات فهي أمور لا علاقة لها بأصل قضية الحرية، وهي صراعات خطط لها النظام البائد لعقود طويلة ماضية وستنتهي حتما وتدخل في ذاكرة التاريخ الحافلة بكل ما هو غريب و عجيب و مأساوي؟... لقد كنا نعلم سابقا بأن لصدام في الكويت أدوات ورجال لبسوا مختلف الأقنعة المزيفة وتدثروا بواجهات عديدة أغلبها ذات طلاءات دينية أو طائفية... ولكننا لم نكن نتصور بأن لبعض من ينتسب للكويت الحرة أحقاد حبيسة في الصدور تستغل مناخات الحرية لتفرز من خلالها إفرازاتها المريضة... فوأسفاه... ونؤكد للرفيق المناضل أن دعوته لعودة صدام تظل حلما يشابه حلم دخول إبليس للجنة!... وحفظ الله الكويت وأميرها و شعبها من دسائس ناكري الجميل وأتباع أبو رغال التكريتي... ولا حول ولا قوة إلا بالله... وعيدي ياكويت بإنتقام الله من القتلة و المجرمين. أما (العبيسان) فأنصحة بالإنضمام لموكب عزاء الرفيق المناضل الآخر عبد الباري عطوان ليلطموا معا حتى ظهور الدجال التكريتي؟

[email protected]