لا شك أن الصحافة الإلكترونية الإنترنتية نعمة العصر، ولكنها في نفس الوقت سلاح ذو حدين، فمن جهة وفرت للكتاب نشر نتاجاتهم دون تأخير وبمساحة واسعة من الحرية، وانتشار سريع للمادة إلى جميع أنحاء العالم، كما وحررتهم من احتكار الصحافة الورقية، وخاصة العربية منها حيث معظمها مرتبط بالحكومات التي وضعت خطوطاً حمراء لا يمكن للكاتب تجاوزها. أما الجانب السلبي من الصحافة الإلكترونية، فتتمثل في أنها وفرت الفرصة للصوص الكلمة والطارئين على الثقافة من شذاذ الآفاق، للسطو على كتابات الآخرين ونشرها بتواقيعهم والارتزاق الثقافي والمادي منها. وأنا إذ أكتب عن هذا الموضوع الخطير، لأني اكتشفت مؤخراً أني أحد ضحايا هذه القرصنة الفكرية الخطيرة.
فبتاريخ 25 تموز/يوليو الماضي استلمت رسالة من إنسان شريف ينبهني فيها عن تعرضي لسرقة إحدى مقالاتي. ولكن رغم تأثري واهتمامي بالموضوع إلا إن انشغالات كثيرة بمهمات أخرى خطيرة تتعلق بمحنة العراق ولبنان أحالت دون النظر فيه. إلى أن قرأت اليوم، 19 آب/أغسطس الجاري، في إيلافحوارا خاصاً بهذا الموضع بعنوان quot;كتاب ورسامون كشفناهم ومازالوا يسرقونquot; أجراه السيد مهند سليمان من المنامة، والذي يشير فيه إلى نفس الموقع المختص في كشف اللصوص الذي نبهني عليه القارئ الشريف وهذا هو رابط الموقع (www.bader59.com ).
وهذه رسالة القارئ الكريم الذي نبهني عن سرقة مقالتي:
(الدكتور عبدالخالق حسين المحترم
السلام عليكم،
تحية اجلال لشخصكم الكريم، ولما يخطه قلمكم مـن مقالات تساهم في خلق الوعي.
حقيقة فقط أحببت أن أنبهك لسطو فكـري تـم على إحـدى مقالاتك القديمة اكتشتفتها بالصدفة البحتة. والغريب إنها منسوخة حتى بالفواصل أي copy and paste . وللأسف تناقلتها العديد من المواقع والصحف دون اكتشاف تلك السرقة.). والمقالة هي:
تأجيل الانتخابات العراقية انتصار لصدام والزرقاوي، تاريخ 29 / 11/ 2004، في موقع الحوار المتمدن، وهذا هو الرابط:
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=27297
تم السطو عليها ونشرت في موقع صوت العراق تحت عنوان (خطورة تأجيل الانتخابات في العراق) بتاريخ 17/1/2005، أي بعد أكثر من شهر ونصف من نشر مقالتك. والسارق هو المدعو [[email protected] - قاسم حسين عوض]
وهذا هو رابط المقال المسروق في موقع صوت العراق:
http://www.sotaliraq.com/new/article_2005_01_17_0848.html
كما أعاد نشرها على موقع (جريدة كل العراق)
http://www.kululiraq.com/modules.php?name=Newsamp;file=articleamp;sid=6683
ثم أعيدت قراءتها على قناة فضائية الفيحاء العراقية حيث تكلمت المذيعة عن المقالة وقرأت مقتطفات منها
http://www.alfayhaatv.net/3m.htm
كما وأعيد نشرها في جريدة الرأي العام الكويتية
http://www.alraialaam.com/17-01-2005/ie5/articles.htm#2
تقبل تحياتي
*********************
ثم استلمت رسالة أخرى من المرسل الشهم نفسه في 15/8 الجاري جاء فيها:
السيد / عبدالخالق حسين
تحية طيبة،
هناك موقع اليكتروني رائع وجدته على النت يهتم بالسرقات الفكرية للكتاب العرب ... فكرته تقوم بتعرية وفضح من تسول له نفسه التعدي على جهود الآخرين وسرقة أفكارهم وانتهاك حقوقهم الفكـريــة فيقـوم المـوقـع بنشر المقالـة المسـروقـة ويبين مصـدر تلك السرقة ويوثقها بالتواريـخ والصـور ... المفاجئة فـي ذلـك الموقـع أن اغلب مـن يسرق المقالات وينسبها الي عصارة فكره النير هم من الاسلاميين !!! ... أتمنى لو تزور الموقع وترى فيه العجب العجاب. على فكرة وجدت ان الموقع اشار الي سرقة فكرية تعرضت لها عزيزي عبدالخالق من صحفي يكتب في جريدة الرأي العام الكويتية يدعى قاسم حسين عوض حول خطورة تأجيل الانتخابات.
الموقع لصوص الكلمه http://bader59.com/main.htm
المقالة المسروقة منك حول خطورة تأجيل الانتخابات: http://bader59.com/qasim_page.htm
تقبل تحياتي
ابراهيم
*********************
وأنا بدوري إذ أتقدم بالشكر الجزيل للسيد إبراهيم على تفضله بتنبيهي وآخرين، على تعرضنا لسطو اللصوص على جهودنا. ويبدو أن هناك ضحايا كثيرين من أمثالي. فقد شكا القارئ الدكتور البرت ناصر قبل أسابيع إلى إيلاف من كاتب مقال (قصة حي بن يقضان) للفيلسوف العربي ابن طفيل، قد سرقها من كتاب له أي للدكتور ألبرت ناصر. كذلك قرأت اليوم مقالة للشاعر العراقي المعروف يحيى السماوي على موقع صوت العراق بعنوان (أيها اللصوص أعيدوا إليَّ قصيدتي ) حول تعرضه إلى لصوصية بشعة من هذا القبيل.
فمتى نتخلص من هؤلاء اللصوص الذين لا خلاق لهم؟
مقالات ذات علاقة بالموضوع، أرجو الضغط على الرابط لتكتشف اللصوص بصورهم وأسمائهم وخاصة رابط نادي لصوص الكلمة:
1- كتاب ورسامون كشفناهم ومازالوا يسرقون
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Interview/2006/8/170839.htm
2- نادي لصوص الكلمة: http://bader59.com/main.htm
3- الشاعر يحيى السماوي: أيها اللصوص أعيدوا إليَّ قصيدتي
http://www.sotaliraq.com/articles-iraq/nieuws.php?id=36301
التعليقات