جلالة الملك عبد الله الثاني:
يعتبر الأردن الآن، من أكثر الدول العربية انفتاحاً، وتسامحاً مع الآخر. ويعيش أبناؤه على اختلاف دياناتهم، وأصولهم العرقية، ولونهم، في وطن واحد، لا يُفرّقُ بين مسلم ومسيحي، ولا بين أردني وشركسي، وفلسطيني، وشيشاني، وسوري، ولبناني. فكلهم أبناء للوطن على قدم المساواة، في الحقوق والواجبات. وهذه اللحُمة الوطنية، أدّت إلى الانفتاح السياسي والثقافي في الأردن. وكنا نأمل، وما زلنا نأمل بأن عهد جلالتكم، سيكون العهد الذي سيتيح المزيد من الانفتاح السياسي والثقافي والاجتماعي، وذلك نظراً لشخصيتكم الشابة العصرية، وإيمانكم بالحرية والديمقراطية والحداثة، وإعجابكم بالتجربة الغربية التنويرية عامة.
يعتبر الأردن الآن، من أكثر الدول العربية انفتاحاً، وتسامحاً مع الآخر. ويعيش أبناؤه على اختلاف دياناتهم، وأصولهم العرقية، ولونهم، في وطن واحد، لا يُفرّقُ بين مسلم ومسيحي، ولا بين أردني وشركسي، وفلسطيني، وشيشاني، وسوري، ولبناني. فكلهم أبناء للوطن على قدم المساواة، في الحقوق والواجبات. وهذه اللحُمة الوطنية، أدّت إلى الانفتاح السياسي والثقافي في الأردن. وكنا نأمل، وما زلنا نأمل بأن عهد جلالتكم، سيكون العهد الذي سيتيح المزيد من الانفتاح السياسي والثقافي والاجتماعي، وذلك نظراً لشخصيتكم الشابة العصرية، وإيمانكم بالحرية والديمقراطية والحداثة، وإعجابكم بالتجربة الغربية التنويرية عامة.
جلالة الملك:
لقد شاعت في العالم العربي طبائع الاستبداد، والظلم، وتضييق الخناق على الثقافة والمثقفين، نتيجة لغياب الديمقراطية، وتأصُّل البُنيّة الاجتماعية الأبوية المتعصبة، التي لا تقبل الاختلاف والمغايرة في الرأي، أو في الموقف، في كافة وجوه الحياة. وبذا، فقد المجتمع الحيوية، وفقد دفق الإبداع. ومما ساعد على الإحباط وفقدان الحيوية، ودفق الإبداع، ما تقوم به دائرة المطبوعات والنشر، من مصادرة للكتب، وحرقها، والاستبداد برأيها، تجاه الآراء والمواقف المختلفة. ودائرة المطبوعات والنشر هذه يا جلالة الملك، من مخلفات الوصاية البريطانية، التي كانت مُهيمنة على الأردن، وانتهت بخروج الجنرال جلوب باشا من الأردن عام 1956، وإلغاء المعاهدة الأردنية ndash; البريطانية، واستقلال الأردن.
لقد شاعت في العالم العربي طبائع الاستبداد، والظلم، وتضييق الخناق على الثقافة والمثقفين، نتيجة لغياب الديمقراطية، وتأصُّل البُنيّة الاجتماعية الأبوية المتعصبة، التي لا تقبل الاختلاف والمغايرة في الرأي، أو في الموقف، في كافة وجوه الحياة. وبذا، فقد المجتمع الحيوية، وفقد دفق الإبداع. ومما ساعد على الإحباط وفقدان الحيوية، ودفق الإبداع، ما تقوم به دائرة المطبوعات والنشر، من مصادرة للكتب، وحرقها، والاستبداد برأيها، تجاه الآراء والمواقف المختلفة. ودائرة المطبوعات والنشر هذه يا جلالة الملك، من مخلفات الوصاية البريطانية، التي كانت مُهيمنة على الأردن، وانتهت بخروج الجنرال جلوب باشا من الأردن عام 1956، وإلغاء المعاهدة الأردنية ndash; البريطانية، واستقلال الأردن.
جلالة الملك:
إن الدستور الأردني، يكفل حرية التعبير. وتنصُّ المادة الثالثة من قانون المطبوعات والنشر، على أن quot;الصحافة والطباعة حرّتان، وحرية الرأي مكفولة لكل أردني، وله أن يُعرب عن رأيه بحرية بالقول، والكتابة، والتصوير، والرسم، وغيرها من وسائل التعبير، والإعلامquot;.
إلا أن هذه المادة تُنتقض في المادتين 31 و35 من القانون نفسه، وتنصّان على الرقابة المُسبقة على كل مطبوعة تُستورد من الخارج، أو تُنتج في الأردن. وقد كان ذلك أيام كان المجتمع الأردني، لم يبلغ بعد سن الرشد. أما اليوم، فقد بلغ الشعب الأردني سن الرشد، وأصبح واعياً بما فيه الكفاية، وسيّد نفسه، دون وصاية عليه من أحد.
فإلى متى يظل هذا التناقض قائماً، وتكون ضحيته مئات الكتب المُصادَرة والمحروقة، من قبل دائرة المطبوعات والنشر؟
جلالة الملك:
إن ما تفعله دائرة المطبوعات والنشر من مصادرة، وحرق للكتب، يصلُّ إلى أسماع كل العالم ومنظماته، ويتناقض كليةً مع دعوانا، بأن الأردن بلد ديمقراطي، وحرية التعبير مكفولة فيه.
لقد قامت دائرة المطبوعات والنشر، بمصادرة أكثر من 1250 كتاباً في الفترة ما بين 1955- 1987 فقط، بحسب ما ذكر الكاتب عبد الله حمودة، في دراسة له، نشرتها جريدة quot;الرأيquot; الأردنية. كما صادرت ومنعت منذ 1990 إلى الآن أكثر من 500 كتاب، ومعظم هذه الكتب لكتّاب أردنيين. وأنا هنا، لا أريد أن أذكر قوائم طويلة بأسماء الكتب، التي تمّت مصادرتها، من قبل دائرة المطبوعات والنشر السوداء. وهذه الأعداد هي أكثر بكثير مما صادرته ومنعته دولة عربية كبرى كمصر مثلاً.
فلا يكفي جلالتكم، أن الكاتب الأردني مُهمّشٌ في الإعلام الرسمي الأردني، ولا يكفي أن وزارة الثقافة كانت تظهر سنةً، وتختفي سنوات، ولا تُعدُّ من الوزارات السيادية المحترمة، ولا يكفي أن الكاتب الأردني يعيش فقيراً مقهوراً، ويموت فقيراً منكوراً.. لا يكفي كل هذا يا صاحب الجلالة، بل تزيد عليه دائرة المطبوعات والنشر السوداء، بمصادرة كتبه، وحرقها، ناسية أو متناسية، أن لا أحد الآن يستطيع اغتيال الكلمة والرأي، كما كان الوضع في الماضي. فالكتاب المُصادر والمحروق، يظهر في اليوم التالي نصاً كاملاً على الانترنت، بل ينتشر أكثر مما سبق. ولا ينال الأردن من وراء ذلك، غير السمعة السيئة، والرائحة الكريهة.
إن الدستور الأردني، يكفل حرية التعبير. وتنصُّ المادة الثالثة من قانون المطبوعات والنشر، على أن quot;الصحافة والطباعة حرّتان، وحرية الرأي مكفولة لكل أردني، وله أن يُعرب عن رأيه بحرية بالقول، والكتابة، والتصوير، والرسم، وغيرها من وسائل التعبير، والإعلامquot;.
إلا أن هذه المادة تُنتقض في المادتين 31 و35 من القانون نفسه، وتنصّان على الرقابة المُسبقة على كل مطبوعة تُستورد من الخارج، أو تُنتج في الأردن. وقد كان ذلك أيام كان المجتمع الأردني، لم يبلغ بعد سن الرشد. أما اليوم، فقد بلغ الشعب الأردني سن الرشد، وأصبح واعياً بما فيه الكفاية، وسيّد نفسه، دون وصاية عليه من أحد.
فإلى متى يظل هذا التناقض قائماً، وتكون ضحيته مئات الكتب المُصادَرة والمحروقة، من قبل دائرة المطبوعات والنشر؟
جلالة الملك:
إن ما تفعله دائرة المطبوعات والنشر من مصادرة، وحرق للكتب، يصلُّ إلى أسماع كل العالم ومنظماته، ويتناقض كليةً مع دعوانا، بأن الأردن بلد ديمقراطي، وحرية التعبير مكفولة فيه.
لقد قامت دائرة المطبوعات والنشر، بمصادرة أكثر من 1250 كتاباً في الفترة ما بين 1955- 1987 فقط، بحسب ما ذكر الكاتب عبد الله حمودة، في دراسة له، نشرتها جريدة quot;الرأيquot; الأردنية. كما صادرت ومنعت منذ 1990 إلى الآن أكثر من 500 كتاب، ومعظم هذه الكتب لكتّاب أردنيين. وأنا هنا، لا أريد أن أذكر قوائم طويلة بأسماء الكتب، التي تمّت مصادرتها، من قبل دائرة المطبوعات والنشر السوداء. وهذه الأعداد هي أكثر بكثير مما صادرته ومنعته دولة عربية كبرى كمصر مثلاً.
فلا يكفي جلالتكم، أن الكاتب الأردني مُهمّشٌ في الإعلام الرسمي الأردني، ولا يكفي أن وزارة الثقافة كانت تظهر سنةً، وتختفي سنوات، ولا تُعدُّ من الوزارات السيادية المحترمة، ولا يكفي أن الكاتب الأردني يعيش فقيراً مقهوراً، ويموت فقيراً منكوراً.. لا يكفي كل هذا يا صاحب الجلالة، بل تزيد عليه دائرة المطبوعات والنشر السوداء، بمصادرة كتبه، وحرقها، ناسية أو متناسية، أن لا أحد الآن يستطيع اغتيال الكلمة والرأي، كما كان الوضع في الماضي. فالكتاب المُصادر والمحروق، يظهر في اليوم التالي نصاً كاملاً على الانترنت، بل ينتشر أكثر مما سبق. ولا ينال الأردن من وراء ذلك، غير السمعة السيئة، والرائحة الكريهة.
جلالة الملك:
إن أمم الحرية والديمقراطية، هي الأمم التي احترمت مثقفيها وكتابها، وأمكنتهم من الإبداع والعطاء المتواصل، واعتزت بهم، وكرّمتهم.
فبماذا تعتز كل الشعوب الأوروبية بغير كتابها، وشعرائها، وفلاسفتها؟
والدولة الأردنية منذ عهد جدكم الراحل عبد الله الأول؛ أي منذ تسعين عاماً إلى الآن، ماذا فعلت، وقدمت للثقافة والمثقفين؟
لقد أهملتهم، كما أهملتهم باقي الدول العربية، باستثناء مصر التي اعتزت، وكرّمت مثقفيها، ومبدعيها؟
فالدولة الأردنية، لم تُطلق على شارع من شوارعها، اسم شاعر، أو كاتب، أو مبدع أردني.
ورابطة الكتّاب الأردنيين، هي الرابطة المسخوط عليها، والمُراقَبة، والموضوعة تحت أضراس رجال المخابرات والبوليس السياسي.
والكتاب الأردني، كتاب ملعون، ومذموم، ومُصادر في معظم السنوات، من قبل دائرة المطبوعات والنشر، تلك الدائرة السوداء، في تاريخ الأردن الحديث.
إن أمم الحرية والديمقراطية، هي الأمم التي احترمت مثقفيها وكتابها، وأمكنتهم من الإبداع والعطاء المتواصل، واعتزت بهم، وكرّمتهم.
فبماذا تعتز كل الشعوب الأوروبية بغير كتابها، وشعرائها، وفلاسفتها؟
والدولة الأردنية منذ عهد جدكم الراحل عبد الله الأول؛ أي منذ تسعين عاماً إلى الآن، ماذا فعلت، وقدمت للثقافة والمثقفين؟
لقد أهملتهم، كما أهملتهم باقي الدول العربية، باستثناء مصر التي اعتزت، وكرّمت مثقفيها، ومبدعيها؟
فالدولة الأردنية، لم تُطلق على شارع من شوارعها، اسم شاعر، أو كاتب، أو مبدع أردني.
ورابطة الكتّاب الأردنيين، هي الرابطة المسخوط عليها، والمُراقَبة، والموضوعة تحت أضراس رجال المخابرات والبوليس السياسي.
والكتاب الأردني، كتاب ملعون، ومذموم، ومُصادر في معظم السنوات، من قبل دائرة المطبوعات والنشر، تلك الدائرة السوداء، في تاريخ الأردن الحديث.
جلالة الملك:
التمس من جلالتكم النظر في إغلاق هذه الدائرة السوداء، وإلى الأبد. وإقفال هذا السجن الثقافي الكريه. فهذه الدائرة السوداء، هي من بقايا عهود الظلم، والاستبداد، وقمع الحريات، ومصادرة الرأي والرأي الآخر.
إن الأردن في القرن الحادي والعشرين، وفي مطلع الألفية الثالثة، وفي شخصكم الكريم، الذي يطوف حول العالم كل عام، للتعريف بالأردن، ودوره في بناء المجتمع الدولي الحر، يجب أن لا يُبقي فكر أبنائه وإبداعاتهم مسجونةً في سجن الثقافة والمثقفين، في دائرة المطبوعات والنشر السوداء.
والسلام عليكم.
التمس من جلالتكم النظر في إغلاق هذه الدائرة السوداء، وإلى الأبد. وإقفال هذا السجن الثقافي الكريه. فهذه الدائرة السوداء، هي من بقايا عهود الظلم، والاستبداد، وقمع الحريات، ومصادرة الرأي والرأي الآخر.
إن الأردن في القرن الحادي والعشرين، وفي مطلع الألفية الثالثة، وفي شخصكم الكريم، الذي يطوف حول العالم كل عام، للتعريف بالأردن، ودوره في بناء المجتمع الدولي الحر، يجب أن لا يُبقي فكر أبنائه وإبداعاتهم مسجونةً في سجن الثقافة والمثقفين، في دائرة المطبوعات والنشر السوداء.
والسلام عليكم.
التعليقات