انطلقت مظاهرات أعداء العولمة عشية انعقاد مؤتمر قمة العشرين وخلالها، وكالعادة، فقد لعب اليساريون المتطرفون والفوضويون الدور الأكبر في تنظيم الحركة وقيادتها، مستغلين هذه المرة الآثار الموجعة للأزمة الاقتصادية العالمية، مما يفسر اندفاع جماهير غفيرة غير مسيسة للتظاهر تعبيرا عن القلق الشديد من العواقب المأساوية للأزمة.
لقد نجحت القمة نجاحا باهرا باتخاذ إجراءات ناجعة ومثيرة لإنعاش النظام النقدي والاقتصاد العالميين، وفي وضع أسس نظام عالمي جديد أكثر فاعلية وأكثر انضباطا ماليا. إن جميع القادة المشتركين أقروا بهذا النجاح الكبير لمعالجة الوضع الراهن، مع التأكيد على الحاجة لقمة تالية لوضع أسس وتفاصيل تجديد الرأسمالية، التي تبرهن دوما على حيويتها وقدراتها على تخطي ومعالجة نقاط الضعف والانحراف وسوء الإدارة، فهي رأسمالية مهذبة غير وحشية، تضمن في الدول الغربية خاصة، وبفضل أنظمتها الديمقراطية، قسطا واسعا من العدالة الاجتماعية.
إن اقتصاد السوق والعولمة قدران لا مفر منهما، ولكن يجب اليقظة دوما تجاه أية تجاوزات تؤدي لإرباك الاقتصاد والسوق، وتخريب البيوت، ونشر البطالة، والتي قد تفسح المجال للتلاعب والاحتيال المنظم.
إن من يعتبرون أنفسهم أعداء العولمة والرأسمالية لا يزالون يعيشون أوهام الثورات quot;البروليتاريةquot; وانتصار الاشتراكية، مع أن انهيار الاتحاد السوفيتي وكتلته قد مزق تلك الأوهام.
ليست مظاهرات هذه المجموعات جديدة بسبب الأزمة الراهنة، بل تمتد لعام 1999، حيث يتجمع اليساريون المتطرفون والفوضويون في مظاهرات صاخبة كلما انعقدت اجتماعات الصندوق الدولي أو منظمة التجارة العالمية أو قمة حلف الأطلسي أو قمة العشرين، وفي كل مرة تنخرط في المظاهرات شرائح تندفع بدوافع تحسين أوضاعها المعيشية وليس بدوافع إيديولوجية وسياسية.
في كل مرة، ومنذ عشية حرب إسقاط صدام، ترتفع في مظاهرات أعداء العولمة شعارات التنديد بالحرب، وفي لندن هذه المرة يطالبون بانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان والعراق؛ أي رفع شعارات سياسية لا علاقة لها بالعولمة ولا بالأزمة الاقتصادية الراهنة. لا يقدم قادة هذه الحركات أي برنامج واقعي مدروس، أو طرح بدائل، بل هي شعارات صاخبة عمومية تعيد وتكرر التنديد بالرأسمالية والعولمة، والملاحظ أيضا وجود ما لا يقل عن 5000 مخرب يندسون في المظاهرات للتكسير والحرق وإلقاء قنابل مولوتوف على رجال الأمن. تستمر هذه المجموعات من quot;الكاسرينquot; في ممارساتها العنفية في كل مرة، ودون أن يعلن قادة المظاهرات إدانتهم لها فكل ما يقولون هو أن هؤلاء لا يمثلون المظاهرة، مما يترك انطباعا عن رضاهم عن تلك الممارسات، وها هم في ستراسبوج، خلال قمة الأطلسي، يكررون عمليات حرق واسعة وتكسير، وكأن مصالح السلام والفقراء، التي يدعون تمثيلها، تضمن بالحرق والتخريب والنهب. إن هؤلاء، وكما كتبنا في مارس 2005 هم quot; الأصدقاء المزيفونquot; للسلام وللبلدان الأكثر حاجة. إنهم يريدون إحلال غوغائية الشارع العنيفة محل الديمقراطية البرلمانية، ويحاربون بالعنف والتطرف مؤتمرات قمم الدول الصناعية، التي تتخذ في كل مرة قرارات لصالح البلدان النامية والاقتصاد العالمي، وفي 2005 تظاهروا بالعنف المعتاد ضد مؤتمر القمة الصناعية، الذي كان ضيوفه البارزون زعماء أفارقة جاؤوا يطلبون زيادة المساعدات، وكان بوش هو الذي طالب بزيادة المنح والقروض لتلك الدول لشؤون الصحة والتعليم، ومع ذلك، رفعوا شعارات عن quot;الفاشي بوش.quot;
إننا نلاحظ تنامي تيارات التطرف السياسي والغوغائية الشعبوية في العديد من مناطق العالم، واليوم في أميركا اللاتينية بوجه خاص تحت قيادة الرئيس الشعبوي شافيز، صديق إيران وحماس والفارك الإرهابي الكولومبي. أما هنا في فرنسا، فإن نفوذ حزب أقصى اليسار قد طغى منذ سنوات على نفوذ الحزب الشيوعي، وهو في طريق اكتساح نفوذ الحزب الاشتراكي، مما يفسر المزايدات اليساروية للقيادة الاشتراكية الجديدة.
لقد مر على تحرير شعبنا من النظام المنهار ستة أعوام والموضوع العراقي قد صار منذ 2002 صيحة تجمع الفوضوي واليساري المتطرف والإسلامي والقومي العربي المتشنج، ناهيكم عن بقايا بعث صدام، ولا يمر عام من غير مظاهرات احتجاجية صاخبة غربية جديدة بقيادة أعداء العولمة، فينددون بالولايات المتحدة وهم يرفعون الأعلام الحمر ولافتات المنجل والمعول؛ وفي 2006 كان هتافهم بسقوط quot;بوش الفاشيquot;، الذي كان الشعب قد انتخبه مرتين. في لندن أيضا راحوا يزايدون باسم العراق في حين لم نسمع لهؤلاء صوتا عند اكتشاف المقابر الجماعية في العراق، ولا احتجاجا على حملة الإبادة في دارفور، ولا مظاهرة صغيرة واحدة ضد النظام الإيراني، الذي يستبيح شعبه ويهدد المنطقة والعالم، كما لم نسمع لهم صوتا عند الغزو الروسي لجورجيا!
هذه سطور عاجلة بمناسبة انفضاض قمة العشرين في لندن، التي نحيي قراراتها وروحها البناءة والمنفتحة والتضامنية، ونود أن نحيي خصوصا الدور الكبير لرئيس الوزراء البريطاني في إنجاح القمة.
لقد نجحت القمة نجاحا باهرا باتخاذ إجراءات ناجعة ومثيرة لإنعاش النظام النقدي والاقتصاد العالميين، وفي وضع أسس نظام عالمي جديد أكثر فاعلية وأكثر انضباطا ماليا. إن جميع القادة المشتركين أقروا بهذا النجاح الكبير لمعالجة الوضع الراهن، مع التأكيد على الحاجة لقمة تالية لوضع أسس وتفاصيل تجديد الرأسمالية، التي تبرهن دوما على حيويتها وقدراتها على تخطي ومعالجة نقاط الضعف والانحراف وسوء الإدارة، فهي رأسمالية مهذبة غير وحشية، تضمن في الدول الغربية خاصة، وبفضل أنظمتها الديمقراطية، قسطا واسعا من العدالة الاجتماعية.
إن اقتصاد السوق والعولمة قدران لا مفر منهما، ولكن يجب اليقظة دوما تجاه أية تجاوزات تؤدي لإرباك الاقتصاد والسوق، وتخريب البيوت، ونشر البطالة، والتي قد تفسح المجال للتلاعب والاحتيال المنظم.
إن من يعتبرون أنفسهم أعداء العولمة والرأسمالية لا يزالون يعيشون أوهام الثورات quot;البروليتاريةquot; وانتصار الاشتراكية، مع أن انهيار الاتحاد السوفيتي وكتلته قد مزق تلك الأوهام.
ليست مظاهرات هذه المجموعات جديدة بسبب الأزمة الراهنة، بل تمتد لعام 1999، حيث يتجمع اليساريون المتطرفون والفوضويون في مظاهرات صاخبة كلما انعقدت اجتماعات الصندوق الدولي أو منظمة التجارة العالمية أو قمة حلف الأطلسي أو قمة العشرين، وفي كل مرة تنخرط في المظاهرات شرائح تندفع بدوافع تحسين أوضاعها المعيشية وليس بدوافع إيديولوجية وسياسية.
في كل مرة، ومنذ عشية حرب إسقاط صدام، ترتفع في مظاهرات أعداء العولمة شعارات التنديد بالحرب، وفي لندن هذه المرة يطالبون بانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان والعراق؛ أي رفع شعارات سياسية لا علاقة لها بالعولمة ولا بالأزمة الاقتصادية الراهنة. لا يقدم قادة هذه الحركات أي برنامج واقعي مدروس، أو طرح بدائل، بل هي شعارات صاخبة عمومية تعيد وتكرر التنديد بالرأسمالية والعولمة، والملاحظ أيضا وجود ما لا يقل عن 5000 مخرب يندسون في المظاهرات للتكسير والحرق وإلقاء قنابل مولوتوف على رجال الأمن. تستمر هذه المجموعات من quot;الكاسرينquot; في ممارساتها العنفية في كل مرة، ودون أن يعلن قادة المظاهرات إدانتهم لها فكل ما يقولون هو أن هؤلاء لا يمثلون المظاهرة، مما يترك انطباعا عن رضاهم عن تلك الممارسات، وها هم في ستراسبوج، خلال قمة الأطلسي، يكررون عمليات حرق واسعة وتكسير، وكأن مصالح السلام والفقراء، التي يدعون تمثيلها، تضمن بالحرق والتخريب والنهب. إن هؤلاء، وكما كتبنا في مارس 2005 هم quot; الأصدقاء المزيفونquot; للسلام وللبلدان الأكثر حاجة. إنهم يريدون إحلال غوغائية الشارع العنيفة محل الديمقراطية البرلمانية، ويحاربون بالعنف والتطرف مؤتمرات قمم الدول الصناعية، التي تتخذ في كل مرة قرارات لصالح البلدان النامية والاقتصاد العالمي، وفي 2005 تظاهروا بالعنف المعتاد ضد مؤتمر القمة الصناعية، الذي كان ضيوفه البارزون زعماء أفارقة جاؤوا يطلبون زيادة المساعدات، وكان بوش هو الذي طالب بزيادة المنح والقروض لتلك الدول لشؤون الصحة والتعليم، ومع ذلك، رفعوا شعارات عن quot;الفاشي بوش.quot;
إننا نلاحظ تنامي تيارات التطرف السياسي والغوغائية الشعبوية في العديد من مناطق العالم، واليوم في أميركا اللاتينية بوجه خاص تحت قيادة الرئيس الشعبوي شافيز، صديق إيران وحماس والفارك الإرهابي الكولومبي. أما هنا في فرنسا، فإن نفوذ حزب أقصى اليسار قد طغى منذ سنوات على نفوذ الحزب الشيوعي، وهو في طريق اكتساح نفوذ الحزب الاشتراكي، مما يفسر المزايدات اليساروية للقيادة الاشتراكية الجديدة.
لقد مر على تحرير شعبنا من النظام المنهار ستة أعوام والموضوع العراقي قد صار منذ 2002 صيحة تجمع الفوضوي واليساري المتطرف والإسلامي والقومي العربي المتشنج، ناهيكم عن بقايا بعث صدام، ولا يمر عام من غير مظاهرات احتجاجية صاخبة غربية جديدة بقيادة أعداء العولمة، فينددون بالولايات المتحدة وهم يرفعون الأعلام الحمر ولافتات المنجل والمعول؛ وفي 2006 كان هتافهم بسقوط quot;بوش الفاشيquot;، الذي كان الشعب قد انتخبه مرتين. في لندن أيضا راحوا يزايدون باسم العراق في حين لم نسمع لهؤلاء صوتا عند اكتشاف المقابر الجماعية في العراق، ولا احتجاجا على حملة الإبادة في دارفور، ولا مظاهرة صغيرة واحدة ضد النظام الإيراني، الذي يستبيح شعبه ويهدد المنطقة والعالم، كما لم نسمع لهم صوتا عند الغزو الروسي لجورجيا!
هذه سطور عاجلة بمناسبة انفضاض قمة العشرين في لندن، التي نحيي قراراتها وروحها البناءة والمنفتحة والتضامنية، ونود أن نحيي خصوصا الدور الكبير لرئيس الوزراء البريطاني في إنجاح القمة.
التعليقات