عاطفة الإنسان تجاه وطنه لا تحمل أي حكمة أو تعقل بل هو حب مجنون مراهق دون أسباب أو ضوابط.
وتأخذ هذه المشاعر عند المغترب بُعدا آخر فهو لا يجافي وطنه بأثر رجعى تابع لسنوات غربته ولا ينساه بالحرث في أرض الغير بل يحب وطنه quot;بالغصبquot; والغاصب هنا الغربة.
حب كهذا يحتمل التأويل والتهويل ويقع تحت تأثير quot;السفر قطعة من العذابquot; وquot;بلدي وإن جارت على عزيزة quot;.
لذلك مهما كان الموطن الذي يقضي فيها المغترب غربته يوفر له قوت اليوم quot;وقرشينquot; للغد إلا أنه يظل يحمل بداخله جرحا دائما للنفس وبحثا شبه يومي عن مشاهد للوطن والأهل والأحباب حفظتها الذاكرة عن ظهر قلب ويستدعيها يوميا خوفا من نسيان الزمن وعطبه. غير أن الاشتياق للوطن لا يتعارض مع محاولة التكيف في أرض الغير ومحاولة العيش داخل السرب.
وبالتالي وضع مسميات مضللة عن الغربة وكذلك عن العودة لِتحُمّل الأولى والرغبة في تأجيل الثانية.
ملامح التكيف أو التعّود تظهر في محاولة الجمع بين بلد للعمل والرزق ووطن لأسابيع أو لشهر في السنة. فهناك المغترب مع سبق الإصرار ومغترب مُرافق ومغترب مقاوم، وكذلك هناك وطن مشتاق ووطنٌ منتظر ووطن ملء الانتظار.
وبسبب الوقت تتًكون، مابين المغترب وبلد الغربة، مشاعرٌ تتباين في عدة أشكال، منها:
علاقة حيادية حيث لا يذوب حب في احدهما ولا يتصاعد كره منفر من الآخر؛
علاقة تجاذب يجد كل منهما في الآخر ما كان يبحث عنه، فتتوهج شعلة الحب باضطراد؛
علاقة تنافر واضطرار: أنت تحتاج منّي العمل، وانا انتظر منك المقابل وكل الأحلام والأماني والسعادة في انتظار العودة للوطن ِلتتحقق.
أما أصعب أنواع الغربة فهي تلك التي تُكتب عليك في بلد quot;شقيقquot;
لأنك تكتشف أنك quot;ابن الضرةquot; فتعيش الغربة بكل تفاصيل آلامها مضطراً فليس في اليد حيلة: لا أرض ترحب بك ولا سماء تبكيك.
لذلك تجد كثيرا ممن قرروا اللعب على حبال الغربة، لم يتعرفوا بعد على أصول هذه اللعبة. أخذتهم السنون حتى احترفوا الخروج والعودة وأصبحت هذه سمة حياتهم ولسان الحال يقول بأي ارض أموت؟
وآخرون وإن كانوا قلائل عرفوا السر وأيقنوا أن اللعب خارج الدائرة أصعب من الدخول فيها واستحالة الخروج منها. فحددوا الهدف وعدد سنوات الغربة... وعندما جاء الوقت عادوا غير مكترثين بما فوتوا واستقبلهم الوطن بالأحضان بعد غياب لم يُرث جفا ولم يولد قسوة القلب ولم يمحَ أي منهما من ذاكرة الآخر.
أما أصحاب السنوات الطوال العجاف ممن قرروا التطبيع مع مشاعر الغربة وزهدوا الوطن بسبب أبنائه وربطوا بين العودة وبين التغيير الجذري لنظام أو حكومات فقد فاتهم حضن الأحباب وضمة الاشتياق وحملت ملامحهم ظُلما قسوة الاغتراب عندما اجبروا القلب على تحويل وجهته لِقبلة أخرى فظهر أثر ذلك على ملامحهم وأصبحوا يعرفون بسيماهم من أثر الغياب.
لذلك إذا قررتَ الغربة، سر إلى وطنك وأعلمه بقرارك وعددِ سنوات غيابك حتى يتحمل الفراق عنك وينتظر عودتك، كذلك إذا استطعت الهجران وَدّعه حتى يكون على بينة منك... فيعاملك كغريب فلا يشتاقك ولا يجافيك بل يعطيك حق الضيافة أياما معدودات ثم يضعك على قائمة المطرودين من جنته.
وتأخذ هذه المشاعر عند المغترب بُعدا آخر فهو لا يجافي وطنه بأثر رجعى تابع لسنوات غربته ولا ينساه بالحرث في أرض الغير بل يحب وطنه quot;بالغصبquot; والغاصب هنا الغربة.
حب كهذا يحتمل التأويل والتهويل ويقع تحت تأثير quot;السفر قطعة من العذابquot; وquot;بلدي وإن جارت على عزيزة quot;.
لذلك مهما كان الموطن الذي يقضي فيها المغترب غربته يوفر له قوت اليوم quot;وقرشينquot; للغد إلا أنه يظل يحمل بداخله جرحا دائما للنفس وبحثا شبه يومي عن مشاهد للوطن والأهل والأحباب حفظتها الذاكرة عن ظهر قلب ويستدعيها يوميا خوفا من نسيان الزمن وعطبه. غير أن الاشتياق للوطن لا يتعارض مع محاولة التكيف في أرض الغير ومحاولة العيش داخل السرب.
وبالتالي وضع مسميات مضللة عن الغربة وكذلك عن العودة لِتحُمّل الأولى والرغبة في تأجيل الثانية.
ملامح التكيف أو التعّود تظهر في محاولة الجمع بين بلد للعمل والرزق ووطن لأسابيع أو لشهر في السنة. فهناك المغترب مع سبق الإصرار ومغترب مُرافق ومغترب مقاوم، وكذلك هناك وطن مشتاق ووطنٌ منتظر ووطن ملء الانتظار.
وبسبب الوقت تتًكون، مابين المغترب وبلد الغربة، مشاعرٌ تتباين في عدة أشكال، منها:
علاقة حيادية حيث لا يذوب حب في احدهما ولا يتصاعد كره منفر من الآخر؛
علاقة تجاذب يجد كل منهما في الآخر ما كان يبحث عنه، فتتوهج شعلة الحب باضطراد؛
علاقة تنافر واضطرار: أنت تحتاج منّي العمل، وانا انتظر منك المقابل وكل الأحلام والأماني والسعادة في انتظار العودة للوطن ِلتتحقق.
أما أصعب أنواع الغربة فهي تلك التي تُكتب عليك في بلد quot;شقيقquot;
لأنك تكتشف أنك quot;ابن الضرةquot; فتعيش الغربة بكل تفاصيل آلامها مضطراً فليس في اليد حيلة: لا أرض ترحب بك ولا سماء تبكيك.
لذلك تجد كثيرا ممن قرروا اللعب على حبال الغربة، لم يتعرفوا بعد على أصول هذه اللعبة. أخذتهم السنون حتى احترفوا الخروج والعودة وأصبحت هذه سمة حياتهم ولسان الحال يقول بأي ارض أموت؟
وآخرون وإن كانوا قلائل عرفوا السر وأيقنوا أن اللعب خارج الدائرة أصعب من الدخول فيها واستحالة الخروج منها. فحددوا الهدف وعدد سنوات الغربة... وعندما جاء الوقت عادوا غير مكترثين بما فوتوا واستقبلهم الوطن بالأحضان بعد غياب لم يُرث جفا ولم يولد قسوة القلب ولم يمحَ أي منهما من ذاكرة الآخر.
أما أصحاب السنوات الطوال العجاف ممن قرروا التطبيع مع مشاعر الغربة وزهدوا الوطن بسبب أبنائه وربطوا بين العودة وبين التغيير الجذري لنظام أو حكومات فقد فاتهم حضن الأحباب وضمة الاشتياق وحملت ملامحهم ظُلما قسوة الاغتراب عندما اجبروا القلب على تحويل وجهته لِقبلة أخرى فظهر أثر ذلك على ملامحهم وأصبحوا يعرفون بسيماهم من أثر الغياب.
لذلك إذا قررتَ الغربة، سر إلى وطنك وأعلمه بقرارك وعددِ سنوات غيابك حتى يتحمل الفراق عنك وينتظر عودتك، كذلك إذا استطعت الهجران وَدّعه حتى يكون على بينة منك... فيعاملك كغريب فلا يشتاقك ولا يجافيك بل يعطيك حق الضيافة أياما معدودات ثم يضعك على قائمة المطرودين من جنته.
التعليقات