ربما تتفقون معي بأن تنفيذ مخرجات المؤتمر الوطني الأول للشباب هو البداية الحقيقة لاعادة الثقة للشباب، وإحياء روح الانتماء لهذا البلد، ملايين المصريين تفاعلوا مع المؤتمر من بدايته يوم الثلاثاء 25 أكتوبر وحتى نهايته الخميس 27 أكتوبر الجاري، وهم يرون رئيس الجمهورية "عبد الفتاح السيسي" ورئيس الحكومة "شريف إسماعيل"، والوزراء يجلسون في مقاعد المتابعين والمستمعين، وشباب مصر يجلس على المنصة في موقع الحكومة، الأغلبية تطرح وجهات نظر مغايرة ومختلفة مع الحكومة، وتطالب باصلاحات محددة، والبعض الآخر يقدم وجهات نظر متفقة مع سياسات الحكومة، الشعب هو الحكومة، والحكومة هي الشعب، شيء طبيعي أن يتولى شباب هذا الوطن موقع المسئولية، وأن يصبح المسئول مواطنا عاديا، والمواطن العادي مسئولا، هذه هي سنة الحياة.
الديمقراطية تبنى بالحوار والمشاركة بين الحاكم والمحكوم، والرئيس كان حاضرا بقوة في كل الندوات يستمع ويناقش ويطلب منه مديرو الجلسات مداخلات حول هذا الموضوع أو ذاك، في ندوة الإعلام والشباب، تحدث "إبراهيم عيسى" الصحفي الناقد للحكومة وقال كل ما يريد، وكان لافتا حمرة الخجل على وجه من كانوا يحاولون تبييض وجه الحكومة بطريقة فجة، مداخلة الأستاذ "مكرم محمد أحمد" كانت متوازنة حين ربط بين الحرية والمسئولية، وأن الحرية لا تعني الفوضى، وأن التنوع في الأراء مطلوب مع الالتزام بالمهنية منتقدا قيام الصحفي أو الإعلامي بدور الزعيم السياسي، وطالب نقيب الصجفيين الأسبق بوضع ضوابط لفوضى الإعلام الخاص، وهو ما يعكس المعضلة في المواءمة بين حرية الرأي والمصلحة العامة
وفي ندوة اخرى دار سجال بين "د.أسامة الغزالي حرب"، ووزير الأسكان "مصطفى مدبولي" حول إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، الأول يرى أنها غير ضرورية، وكان يجب أخذ موافقة مجلس النواب، والثاني يرد بأن هذه المجتمعات خففت العبء عن المدن القديمة، ويوضح أن وظيفة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة هي إنشاء المدن، وهو لا يأخذ موافقة مجلس النواب في عمل أصيل للهيئة، تراجع الغزالي حرب، هذه هي فائدة الحوار، ولعل الحكومة تعي أن نقص المعلومات عن كثير من مشروعاتها يسبب لبسا وسوء فهم، وليس من مصلحة الحكومة أو الرئاسة أن تبقى في واد والإعلام في واد آخر.
من حقنا أن نختلف ونطرح الأراء ووجهات النظر تحت سقف الوطن بعيدا عن المزايدات والاتهامات بحيث لا يكون هناك كاسب أو خاسر، يتحاور الجميع ويتجادل في إطار من الاحترام والالتزام بالقانون لاصلاح شأن هذا البلد.
ولعل تشكيل لجنة لمراجعة قوائم المحبوسين محدودة بسقف زمني لا يتعدى أسبوعين، ومراجعة قانون التظاهر وعرضه على مجلس النواب في دورة الانعقاد الحالي، وتكرار اللقاء في نوفمبر من كل عام من أهم مخرجات المؤتمر الوطني الأول للشباب، هنا نقول إن الدنيا تتغير، وإن من يطلق عليهم الصفوة لم تعد تحتكر الحكم، وأن الشباب قادم لا محالة.
- آخر تحديث :
التعليقات