العلم هو رمز الدول والشارة الوطنية التي من أجل رفعتها والحفاظ عليها، يبذل الغالي والنفيس من دماء وأرواح وأموال، فالعلم هو رمز الكبرياء الوطني والسيادة والهوية والوحدة الوطنية الجامعة. وللعلم في جميع الدول قيمة ومكانة معنوية هائلة وعميقة؛ وفي دولة الامارات العربية المتحدة، يعد العلم بالنسبة لنا، كمواطنين ومواطنات، هو شريان الحياة ورمز الوجود، فهو يمثل علاقتنا بوطننا وترابنا وقيادتنا الرشيدة، وهو المرآة العاكسة لولاءنا وانتماءنا وهويتنا الوطنية، لذا فإن الاحتفاء بالعلم الاماراتي يشغل حيزاً مهماً من اهتماماتنا وأولوياتنا، ويتجلى ذلك كله في "يوم العلم"، حيث تتزين بيوتنا كافة بعلم دولة الامارات العربية المتحدة في مشهد احتفالي وطني بديع يعكس التفاف الأفئدة وتوحدها على قلب واحد وعلم واحد.

ورغم أن "يوم العلم" هو مناسبة احتفالية وطنية سنوية، تتزامن مع يوم تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" مقاليد الحكم الذي يوافق الثالث من شهر نوفمبر، فإن الاحتفاء بعلم دولتنا لا يقتصر على هذا اليوم، حيث يدرك الزائر والمقيم في دولة الامارات أن العلم الاماراتي لا يتواجد فقط على مؤسسات الدولة ووزاراتها والمقار الحكومية الرسمية فقط، بل يمثل واجهة لكثير من بيوت المواطنين تعبيراً عن الولاء والانتماء، وشرفاً وفخراً برفع هذا العلم على مدار العام واليوم والساعة.

استطيع أن أؤكد بثقة أن لكل مواطن ومواطنة إماراتية قصة ارتباط عميقة بعلم دولتنا منذ أن رفع هذا العلم للمرة الأولى على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رفع العلم الوطني في

الثاني من ديسمبر عام 1971 حين تم الاعلان رسمياً عن تأسيس دولة الاتحاد، التي تحتفل هذه الأيام بيوم علمها الوطني مع اقتراب الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيسها، وفي ظل تطور مستمر في تجربتها التنموية النموذجية، التي باتت قدوة ومثالاً للدول جميعها.

يوم العلم الوطني بالنسبة لنا كمواطنين هو يوم الوطن، يوم الأرض، حيث نجد فيه فرصة ثمينة للتعبير عن عمق ارتباطنا بأرضنا ووطنا وترابنا الوطني وقيادتنا الرشيدة تحت راية هذا العلم الخفاق، ولاشك أن تفاعل مواطني دولة الامارات العربية المتحدة جميعاً مع يوم العلم الوطني في كل عام، وتعبيرهم، بكل وسائل الفرحة والاحتفاء عن حبهم وانتمائهم لتراب دولتنا الفتية، إنما يترجم، بصدق، شعار "البيت متوحد" الذي ورد على لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسحلة حفظه الله والذي بات يمثل نهجاً نلتزم به جميعاً في علاقتنا بوطننا ودولتنا وقيادتنا الرشيدة.

ولست أبالغ حين أقول أن علاقتنا كإماراتيين بوطننا تختلف عن غيرها من علاقات الموَاطَنة في دول العالم، وحتي لا يذهب البعض بعيداً في التأويل والتفسير، أقول لأن الامارات ليست وطن عاديا ودولة توفر لمواطنيها مقومات العيش الكريم فقط، بل تبحث دوماً عن أسباب سعادتهم وتوفرها لهم من دون استثناء، ولدرجة أن سبل هذه الحياة تطال الوافدين من غير أبناء الامارات، ممن يتقاسمون معنا الحياة على هذه الأرض الطيبة ويشاركون في تنميتها وازدهارها.

إن تزيين البيوت الاماراتية، واعتبار يوم العلم يوم عيد يمس قلب كل مواطن إمارتي ومشاعره، إنما يعكس بالفعل، وكما قلت، حالة التوحد الوجدانية العميقة بين المواطن وهذا العلم، الذي يرمز إلى دولة نفخر بأن نحمل علمها وجنسيتها وندافع عن هويتها بكل ما نمتلك من روح ودماء ومال وأبناء وأهل.

يوم العلم هو يومنا جميعاً، كمواطنين نحمل "جينات" الامارات وهويتها وجنسيتها، التي نعلنها بكل فخر في أرجاء العالم كافة، فنحن أبناء الامارات، أبناء زايد الخير والعطاء، أبناء الدولة النموذج، في التنمية والإعمار والتسامح والاعتدال والرشد والتعايش والانفتاح وقبول الآخر، إنه يومك ياوطن، فلنا كل الحق أن نحتفي بك، ولك كل الواجب أن تحفظ في سويداء قلوبنا.