لماذا أصرت الجزائر على الدفع باللاعبة إيمان خليف للمشاركة في أولمبياد باريس، في الوقت الذي تم استبعادها من المشاركة في بطولة العالم للملاكمة العام الماضي بعد اخفاقها في فحص واختبارات التستوستيرون (هرمون الذكورة الموجود لديها بنسبة تفوق النساء)؟

صحيح أن اللجنة الأولمبية الدولية ولجنة أولمبياد باريس لم يكن لديهما ما يمنع مشاركة اللاعبة، ولكن هذا ليس مبرراً أبداً لوضع ابنة الجزائر في مرمى النيران من أجل استغلال قوتها الزائدة مقارنة باللاعبات المنافسات للحصول على ميدالية.

وقد اتضح هذ الفارق دون أدنى شك أمام الملاكمة الإيطالية في المباراة الأولى (الخميس)، فقد انسحبت اللاعبة الإيطالية بعد ما يقرب من 40 ثانية باكية وشاكية للتحكيم أن ما يحدث ليس "صحيحاً وليس عدلاً"، في إشارة أو تلميح دون توضيح بأن إيمان ليست "أنثى".

وبالطبع وجدت الصحافة العالمية (الغربية تحديداً) مادة دسمة صحفياً، وتسابقت هذه الصحف في الحديث بطريقة سيئة عن ابنة الجزائر، وعن الغش وعدم التكافؤ، وعن الخداع وغيرها من الأخبار والمقالات التي طعنت الرياضة الجزائرية بصورة مباشرة.

الجزائريون يعلمون جيداً أن إيمان لديها خلل ما في الهرمونات، وهو الأمر الذي يتضح من تركيبتها الجسدية وملامح وجهها، صحيح أنها أنثى ولكن هذا الخلل الهرموني الواضح تم استخدامه في إطار من الغش وعدم التكافؤ لهدف الحصول على ميدالية، من خلال فارق القوة بينها وبين اللاعبات الأخريات.

لقد أساء الجزائريون إلى اللاعبة من الناحية الأخلاقية والإنسانية، وجعلوها مادة للهجوم من الإعلام العالمي، ومادة للسخرية من السوشيال ميديا عربياً وعالمياً، وهو سيناريو متوقع، ولكن الإصرار الجزئراي على تأمين ميدالية بهذه الطريقة أساء للجميع، ولن يكون هناك ما يعوض سمعة إيمان من الناحية الإنسانية، أو يعوض رياضة الجزائر التي تشتهر بأنها "أمة رياضية" تنافسية قوية لديها روح رياضية حقيقة عالمياً وأولمبياً.