بهاء حمزة من دبي : كشف استطلاع للرأي أجرته شركة quot;بيت دوت كومquot; لخدمات التوظيف والتخطيط المهني عبر الإنترنت مؤخراً حول القيلولة في أماكن العمل أن الموظفين في الامارات يؤيدون طرح هذا المفهوم لأن من شأنه تعزيز الأداء والإنتاجية فضلاً عن أن النوم لمدة 20 دقيقة في الظهيرة يعد بمثابة نوم الليل بأكمله. ووفقاً للاستطلاع الذي جرى عبر الإنترنت فقد قال 84 في المئة من أصل 1305 أفراد شملهم الاستطلاع إن فترة القيلولة بعد الغداء يمكن أن تسهم في تعزيز أدائهم وتركيزهم. وقد استطلعت الدراسة بشكل عشوائي أراء أفراد من ثقافات وأساليب حياة وبيئات عمل مختلفة عبر دول الخليج.
ويتفق خبراء الصحة على مستوى العالم على أن الحرمان من النوم يؤثر في الإنتاجية والحياة العائلية مما يؤدي إلى الاكتئاب والاعتلال العقلي.
وكشفت دراسة غير رسمية أجرتها مستشفى جبل علي في دبي أن هنالك حوالي 80 في المئة من المرضى يعانون من الضغط والاكتئاب نتيجة للحرمان من النوم. وقال أكثر من 60 في المئة أنهم لا يحصلون على القدر الكافي من النوم بسبب أسلوب حياتهم والذي يتضمن القيام بعلاقات اجتماعية بشكل منتظم والإبحار في عالم الإنترنت واتباع نظام غذائي غير سليم والإفراط في تناول النيكوتين والكافيين.

وجعلت أساليب الحياة العصرية في الإمارات من الصعب على العديد من الناس الحصول على القدر الكافي من النوم الذي ينصح به وهو 8 ساعات يومياً. حيث أشار استطلاع آخر للرأي أجرته quot;بيت دوت كومquot; إلى أن هنالك 80 في المئة من أصل 3224 فرداً شاركوا في هذا الاستطلاع قالوا إنهم بحاجة إلى ما بين 7 و8 ساعات من النوم ليكونوا أكثر إنتاجية في العمل. لكن خبراء الصحة يقولون بأنها ربما تكون غير كافية. وقال الدكتور سوريش منون الطبيب المتخصص في مستشفى جبل علي انه على الرغم من أن متوسط عدد ساعات النوم التي يحصل عليها الأشخاص البالغين تبلغ حوالي 7 ساعات في الليل فإنه يتعين عليهم من الناحية النظرية النوم 8 ساعات أو أكثر. وأشار الدكتور منون إلى أحد الأبحاث التي تم إجرائها في الهند وأظهرت أن القيلولة السريعة في فترة الظهيرة تزيد إنتاجية وإبداع ومهارات الموظفين في حل المشكلات في العمل. وأضاف quot;الأهم من ذلك أن القيلولة تعد من الأمور الهامة لسلامة الموظفين لا سيما أولئك الذين يقومون بأعمال جسمانية تتضمن التعامل مع آلات ثقيلة. وتشير غالبية الدراسات إلى أن الاستسلام لدافع القيلولة حتى ولو لمدة 15 أو 20 دقيقة يمكن أن يعزز الأداء العقلي والجسماني إضافة إلى الحالة المزاجية لبقية فترة ما بعد الظهيرة.


من جانبها قالت الدكتورة هالة آذاربازووه أخصائية الطب النفسي في المستشفى ان الباحثين في مختبر أبحاث النوم التابع لجامعة لاوبورو اكتشفوا أن تركيبة الأفراد مصممة للنوم مرتين في اليوم مرة في الليل ومرة أخرى قصيرة في فترة الظهيرة. ويتعين على الفرد أن لا يتنازل عن فترة نوم الليل بأكمله لأنها تعد ضرورية للعديد من وظائف الجسم الحيويةquot;. وأضافت إن الحرمان من النوم له آثار سيئة على عقلك عندما تحاول أداء مهام معقدة تتطلب تفكيراً عميقاً. وفي واقع الأمر فإن العقل إذا لم يتسنى له الحصول على راحة فإنه سرعان ما يبدأ بعدم التفكير مما يؤدي إلى عواقب خطيرة على الأداء والطريقة التي يعمل بها عقلكquot;. وأعرب ربيع عطايا المدير التنفيذي لشركة quot;بيت دوت كومquot; عن اعتقاده بأن فترات القيلولة القصيرة على الرغم من الرغبة بها ستظل حلماً يراود خيال العديد من الموظفين في بيئة العمل الملحة والسريعة في دول الخليج. وقال: quot;لسوء الحظ لا تدرك العديد من الشركات أن الافتقار إلى النوم على المدى الطويل من شأنه أن يؤدي إلى آثار ضارة على إنتاجية المؤسسة. لكن نتائج هذا البحث أظهرت الحماسة التي أبداها الأفراد الذين شاركوا في استطلاع quot;بيت دوت كومquot; مقترحين ضرورة أن يكون هنالك تغيير في التفكير.