إيلاف من الرياض : لا يحتاج المرء إلى الكثير من العناء حينما يقترب المساء عند وقت الانصراف خلال فترة الصيف من أحد المراكز الصيفية أن يلحظ الزي المتطابق غير الملزم به رسمياً ما بين المشرفين على هذه المراكز والشريحة المستهدفة من الطلاب، الذين سمح لهم ذووهم البقاء بعيدين عن الرقابة المنزلية لساعات عدة، وهو ذات الزي المدني الشعبي الذي يحتفى به بنظرات إجلال أو شيء من السخرية. وهي أيضا ذات الصورة التي ترسخ في الذهن عند اقترابك من مقر اللجان الطلابية، تلك الغرفة الصغيرة في إحدى الكليات بجامعة الملك سعود بالرياض، ذات الزي المتطابق.

هذه الصورة، وهذا الزي يصبح استثنائياً ولا تلحظه العين إلا بتركيز شديد، وأحياناً تحتاج إلى شيء من مواهب هواة القنص للبحث عن هذه الصورة وذاك التكرار عند مرورك أيضا وقت الانصراف حال خروج دفعة من مراهقي مدرسة ثانوية أو متوسطة حكومية أو خاصة.

ولا حاجة للكثير من الاستغراب، فالأنشطة اللاصفية، والبرامج التقليدية حتى وإن اتسمت شكلياً بشيء من الحداثة إلا أنها أنشطة وفعاليات تأتي ضمن تصور أوحد، لم يستطع لسنوات طويلة خلت اجتذاب شرائح مختلفة من نسيج المجتمع المتنوع. سواء تلك المحاضرات الدينية، أو المسرحيات ذات الطابع المؤدلج الصارخ، وغيرها من الأنشطة التي وإن تميزت بها وأبدعت كان نصيبك من الجوائز مجموعة من أشرطة المحاضرات الوعظية وقد وضعت في علبة ذات ألوان زاهية.

وبعيداً عن الجدل الصحفي الذي أثير منذ الحادي عشر من سبتمبر حول اعتبار هذه المراكز الصيفية بؤراً متوزعة في شتى أنحاء السعودية، هدفها زرع أفكار ومفاهيم متشددة، أو اعتبارها اللبنة الأولى لتجهيز المتطرفين، فإن تأهيل القائمين عليها فنياً وأكاديمياً، وإحداث غربلة شاملة في أنشطتها، إلى مزيد من التنوع، أصبح هو أولى الأولويات، حتى تكون هذه المراكز كما جاء مسماها الجديد أندية اجتماعية وثقافية تربوية ، تعمل إلى جمع مختلف أطياف المجتمع، حتى تنتهي هذه العزلة الاجتماعية، ولإحداث تنمية نفسية وفنية عالية للأفراد المنتسبين لهذه الأندية.

والجديد من القرارات كان مساء الثلاثاء الماضي، وفي مبنى قصر الحكم حيث إمارة منطقة الرياض، عقد مجلس المنطقة جلسته الأولى لدورته الأولى في عامه الجديد، وبحضور كافة أعضاء مجلس المنطقة، وكان القرار الأول الصادر هو الموافقة على تطوير المراكز الصيفية التي تنفذ خلال الإجازة الصيفية بالمدارس، وذلك بجعلها أندية اجتماعية ثقافية تربوية مسائية تعمل على مدار العام بالمدارس ذات الإمكانات المناسبة، وفق توزيع جغرافي يخدم معظم الأحياء السكنية، كما تخدم أكبر شريحة ممكنة من الطلاب، بحيث تقدم هذه الأندية جميع البرامج والأنشطة والفعاليات التي تلبي احتياجات الطلاب ورغبات أولياء أمورهم، إضافة إلى إقامة دورات تدريبية في تحفيظ القرآن الكريم والحاسب الآلي وبعض المهارات المهنية البسيطة، وأن تكون جميع البرامج المقدمة وفق المناهج والسياسة التعليمية.