مواقع إلكترونية خاصة بالقبائل تبدأ حملاتها لدعم أبنائها
استقطابات قبيلة واسعة في السعودية مع بداية quot;شاعر المليونquot;
إيلاف من الرياض: يبدو أن التحذيرات التي وضعتها إدارة برنامج quot;شاعر المليونquot; لمنع الإثارة القبيلة في الجزء الثاني من البرنامج فشلت منذ الأسبوع الأول. ويمكن أن نكتشف هذا سريعًا بزيارة أحد مواقع الانترنت الخاصة بالقبائل، والتي تزدهر فيها هذه الأيام حملات واسعة من الاستقطاب القبلي .
ففي موقع قبيلة شمر ثبتت صورة المشارك نزهان ركاد الشمري في الصحفة الأولى من الموقع ووضع بجانبها نداء يقول :( صوتوا لإبننا الشاعر نزهان ركاد الشمري). وداخل المنتدى هناك الكثير من الدعوات التي تطالب بالاحتشاد خلف نزهان لكونه ينتمي فقط إلى قبيلة شمر، وبغض النظر عن إذا كان شاعرًا جيدًا أم لا.
وعلى الرغم من أن هناك مشاركين كثيرين من السعودية مشاركون في البرنامج، إلا أن الموقع لم يتبنَّ أي حملة لصالحهم التي خصصها للشاعر الشمري الذي يحمل الجنسية السورية،وذلك بسبب الأصول القبيلة التي تتجاوز على ما يبدو الهوية الوطنية.
أما في موقع قبيلة عتيبة فتم تثبيت صورة الشاعر خالد العتيبي (الذي أصبح له بسرعة رابطة محبين من أبناء قبيلته) ووضع رقم رمزه في البرنامج وأرقام الاتصال وكتب بجانبها عبارة quot; شاعركم ينتظر تصويتكمquot; وقد سجلت عدد كبير من المشاركين في المنتدى مطالباتهم لأبناء قبيلتهم للوقوف مع ابنها الذي يجتمع معها في ذات الدم.
وفي قنوات الشعر الفضائية تعبر على الشاشات عشرات الرسائل القبيلة التي تناصر الشعراء الذين ينتمون لذات القبيلة ويطلبون من أبناءها مناصرته والتصويت له حتى ينتصر على ابن القبيلة الثانية.
ومن المرجح أن تتصاعد حالة الاستقطاب القبلي في السعودية مع تصاعد وتيرة المنافسة بين الشعراء التي تتحول بسرعة إلى منافسة شديدة بين الأصول و القبائل.
وأثار برنامجquot; شاعر المليونquot; في جزءه الأول سخطًا كبير في الوسط الصحافي والثقافي السعودي لكونه ساهم في تأجيج العصبيات القبيلة وأعاد الأحقاد القديمة بين القبائل إلى الواجهة من جديد. وقد كتبت مقالات وتحقيقات كثيرة عن خطورة التفاخر القبلي في البرنامج ولمحت بعض الكتابات بأنه قد يؤدي، إذا لم يتم وقفه، إلى زعزعة الاستقرار المحلي وإعادة السعوديين إلى الوراء سنوات عديدة كانوا يعتقدون أنهم تجاوزها.
وكان الجزء الأول للبرنامج ساحة مفتوحة على الهواء للشعراء ليتفاخروا بأصولهم القبيلة وردد الشعراء القصائد التي تمتدح أبناء قبائلهم وتصفهم بالرجولة والشجاعة والكرم وتفوقهم على أبناء القبائل الأخرى وتكررت المشاهد الشعبية التي يرفع فيها الشاعر quot;عقالهquot; ليحي أبناء قبيلته وأصبح التركيز في القصائد على امتداح مكارم القبيلة أكثر من اختيار مواضيع عاطفية أو اجتماعية لأن ذلك كان السبيل الأفضل للحصول على قدر أكبر من التصويت. وكانت لجنة التحكيم ( الذي يشكل غالبيتها شعراء شعبيون) منغمسة هي الأخرى في الحالة القبيلة ولم يكن من الغريب أن يردد عضو اللجنة في البرنامج للشاعر جملة من هذا النوع :( والنعم فيك وبقبيلتك).
ولكن يبدو أن البرنامج كمن أطلق المارد من القمقم , فقد انفجرت بعده العديد من برامج المنافسات الشعرية التي أكملت عملية التأجيج القبلي الذي يبدو أنه يستمد ناره من مخزون هائل من زيت التعصب العشائري والعرقي.
وتبدو مشكلة التعصب القبلي المتغلغلة في التربة السعودية، والتي لم يقم برنامج quot;شاعر المليونquot; إلا بإظهارها على السطح، أحد المشاكل الكبيرة التي ستواجهها المملكة في المستقبل بعد أن تم تأجيلها لسنوات عديدة لم يقم إلا بزيادة تعميقها حتى عند الأجيال الصغيرة.
وعلى الرغم من أن علة مشكلة التعصب القبلي تبدو واضحة جدا وهي التي تنطوي على أفكار بدائية جدا تؤمن بالتفوق الجيني لقبيلة على قبيلة ولعرق على عرق إلا أن مسألة مواجهتها لن تكون سهلة أبدًا وبحاجة إلى حملات واسعة من التثقيف والتوعية والمناهج التعليمية وكذلك البرامج التلفزيونية التي لن تكون- بكل تأكيد- على شاكلةquot; شاعر المليونquot; .