عبد الجبار العتابي من بغداد:عشقها للمسرح كبير ، خطواتها على خشبته بدأت متأنية وواثقة من كلية الفنون الجميلة التي تعلمت فيها الكثير على يد اساتذة كبار ، تعرف كيف تختارالشخصيات ، وكيف تؤدي الادوار بما يرضي نفسها اولا، هذه الفتاة التي تحمل شهادة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة / قسم المسرح وتتطلع حاليا الى نيل شهادة الماجستير ، وجه مثقف جديد يطل على الفن العراقي ، ملتزمة بأخلاقيات الجيل السابق ، متأثرة بالنجمة العراقية شذى سالم ، وتسعى الى اعادة الثقة للفنانة العراقية وقدرتها على الخلق والابداع بالالتزام والثقافة والحرص ، انها الفنانة الشابة فرح طه درويش التي شاركت مؤخرا في مسرحية (دائرة العشق البغدادية) للمؤلفة والمخرجة الفنانة الدكتورة عواطف نعيم مع نخبة من اهل المسرح العراقي منهم عزيز خيون وسمر محمد وعدنان شلاش ومحمد هاشم وماجد فريد ، وأدت دورا مميزا وكما قالت عنه المخرجة عواطف (لون جديد فجر طاقاتها الكامنة) ، وشاهدنا عن قرب اداءها الذي فرشته على خشبة المسرح ، الاداء اللافت للنظر فعلا ، وهو ما جعلنا نستوقفها و نسألها ، فقالت : اختارتني الدكتورة عواطف نعيم لدور شعرت به غنيا من ناحية الاداء واللغة والاحساس ، دور الفتاة (نورا) التي تعمل (خادمة) في قصرخلال وقت الحرب ، وتهرب سيدة القصر بمجوهراتها وملابسها واشيائها وتترك طفلها الذي تأخذه الخادمة لتحميه وتربيه وصار من مسؤوليتها ، وتحافظ عليه من اسباب العيش غير السليم ، وبعد انتهاء الحرب تأتي امه الحقيقية وتطالب به ، وهنا يرتفع الاداء وتظهر ملامح الامومة والخوف على الطفل ، يتفجر في داخلي الحنان كله ، واشعر بكل كلمة اقولها ، وكل حركة اؤديها ، واضافت فرح : هذا الدور هو فرصة رائعة لتفجير طاقاتي فعلا ، انا التي اسعى الى ان احقق حضوري في المسرح الذي عشقته منذ طفولتي وتعلمته في كلية الفنون الجميلة ، عسى ان تتغير النظرة الى الفنانة العراقية التي يراها البعض غيرمثقفة وغير جادة ، واضافت فرح : انا اعتقد ان ما قدمته في الادوار السابقة هو مخاض لولادتي فنيا على خشبة المسرح ، هذه المسرحية انطلاقة جديدة لي ، وانا سعيدة ان اعمل مع هذه النخبة من المبدعين الكبار ، واستطرد فرح : خصوصية هذا العمل بمنظومته الفكرية والفلسفية والجمالية ، نوع العمل مميز حتى على المستوى التقني ، ان احب العروض المميزة ، واعرف اين يضعني المخرج واين اكون انا التي ابحث عن هذا العمل ، لان الشخصية تجعل الممثل يقظا دائما ويفكر ، الشخصية نشطة من خلال الانتقالات بالحالات من (الاحتكاك) ، فأية حالة تمر بها سواء حزن او فرح تكون سريعة الانتقال، انها تحكي ثيمة مرتبطة بي احسها كفانة وانسانة ، تحمل سمات قريبة من حسي وهي (وطنية) كم تجدها انسانة راقية وذات عمق لتهتم بالاخر .فرح قالت ايضا : ان المسرح هو عشقي الذي لن أتنازل عنه ، والذي اجد نفسي فيه ، فهو مواجهة آنية مع الجمهور وفرح جميل .
- آخر تحديث :









التعليقات