عبد الجبار العتابي من بغداد: يعد الفنان خضير ابو العباس من الممثلين الذين اشتهروا بالكوميديا ولفتوا الانتباه اليهم من خلال تجسيدهم للشخصيات المختلفة ونجحوا في ان يكونوا محط انظار واعجاب الناس، وابو العباس كان خلال المدة الماضية الاشهر على المستوى الشعبي واشتهر بين الناس باسم (عريف شلتاغ) حين ادى شخصية شرطي من زمن اربعينيات القرن الماضي واجاد فيه ، والتي اداها في مسلسل (بيت الطين) ومازال معها يحقق حضورا طيبا، حيث تواصل في اربعة اجزاء خلال اربعة اعوام ، مع خضير ابو العباس اجرينا حوارا موسعا :
ما جديدك الان؟
اشتغلت عملا لصالح قناة (الفيحاء) من ثلاثين حلقة، كل حلقة منفصلة عن الاخرى اخراج الفنان زياد طارق، وهو كوميدي ساخر، كما اشتغلت الجزءين الثالث والرابع من مسلسل (بيت الطين) للمخرج عمران التميمي، واؤدي فيها الشخصية ذاتها (عريف شلتاغ).
لماذا هذه الاجزاء برأيك، الا تشعر بالضجر والملل انت كممثل منها؟
المخرج تفنن باحداث الرواية وهو ايضا كاتبها ، فكان يمتد بها زمنيا وهو الان وصل الى خمسينيات القرن الماضي، وكان ذلك زمن جميل، وكذلك الستينيات التي يعيش احداثها المسلسل، وقد عمل المخرج وفق الزمن بالدرجة الاولى، وابدا لم اشعر بالملل لان الكتابة، كانت جميلة.
من خلال الناس وجدنا ان المسلسل نجح جماهيريا واصابك حب كبير منه لماذا برأيك؟
الولاء والانتماء الى (بيت الطين)، وحب الناس غنى ما بعده غنى، واعتقد ان النجاح سببه حب الناس لبيت الطين ولهذه الشخصية، ونحن في واقع الفن هناك شيء يسمى الانتماء للعمل، الانتماء بالطروحات وانتماء بما تمثله، انا انتميت كليا للشخصية، الشرطي في العراق انذاك كان هكذا، كان (شلتاغ) فيه القانون والسلطة والقاضي، هو ليس سيئا، بل يتصرف وفق ما تمليه عليه نفسيته.
كيف يمكنك كممثل ان تواصل نجاحك لاربعة اجزاء؟
اذا بقي الممثل على نفس (مزاج) الشخصية، ان لا يخرج خارج اللوازم نفسها، وابعاد الشخصية نفسها، كما ان عليه ان يعرف كيف يتعامل مع الزمن الذي يمتد خلال الاجزاء.
كيف تعاملت مع الزمن؟
سوف لن اخرج بنفس الروحية التي كنت عليها في الجزءين السابقين، من خلال طريقة الالقاء والحركة، اي ليس العنفوان نفسه الذي بدأت به.
ما اصعب ما عانيته في العمل؟
ما عانيت اي شيء في اداء الشخصية، على الرغم من الالم والتعب حيث ان العمل يجري في الحر الشديد وشمس اب اللهاب، لكنني لم اعان صعوبة في الشخصية.
هل خرجت عن النص فيها؟
ـ قليلا جدا.. وما كان عبارة عن اضافات كانت تدرس مع مخرج العمل نفسه.
كيف تعرفت على (شلتاغ)؟
من خلال اناس متقاعدين من سلك الشرطة وضباط كبار، وعرفت منهم كيف كان الشرطي يتصرف وكيف يأكل ويشرب، كذلك انا اعرف شرطيين قدماء واعرف طبيعة تصرفاتهم وكيف كانت الناس تتعامل معهم.
هل تعتقد انك تعرضت الى حسد النجاح؟
لا استطيع ان اقول (حساد) وان كانوا فلينعم الله عليهم بما انعم علينا، ولكن المعجبين زادوا واصبحت لا استطيع ان امشي بالشارع لوحدي، وهناك اعجاب من النوع الثقيل، ومن المؤسف ان اقول ان المشاهد العراقي لايعرف التعبير عن الاعجاب، وهؤلاء من الناس البسطاء طبعا، فتسمع الفاظا غير لائقة وتتعرض الى رمي الحجر، وهذا ليس عدوانية بل تعبير عن الاعجاب.
الوقت الطويل للشخصية، الا يؤثر عليك حين تعمل عملا اخر؟
انا ممثل، ولا اظل حبيس الدور الذي امثله مهما كان، ومن المؤكد ان تبقى ترسبات الشخصية، ولكن عليك كممثل ان تخرج منها وتذهب الى الشخصية الجديدة بروح جديدة.
كيف ترى واقع الكوميديا العراقية؟
اقدر ان اقول انه جيد نوعا ما، فهناك فنانون يضعون خطى جديدة على طريق الكوميديا، واغلبهم من الشباب واعتقد انهم قادرون على تقديم كوميديا جيدة.
ولكن الكوميديا متهمة بالاسفاف؟
لاتوجد كوميديا اسفاف، او تسيء الى الناس، النص هو الاصل، لماذا يذهب الممثل الى جادة الاسفاف؟ لان النص غير جيد وليس قويا، فان كان النص جيدا لايمكن للمثل ان يذهب ابعد منه، مثل عمران التميمي الذي كتب بيت الطين وكانت كتابته جيدة.
البعض يتهمكم بالاساءة الى انسان الجنوب، هل تفعلون ذلك فعلا؟
ليست اساءة، ما نقدمه لا يسيء الى اي انسان، ولكن احيانا من الصعب ان ترضي كل الامزجة، فالانسان يفسر ما يطرح امامه على انه اسقاط من قيمه، وعلى العكس نحن لم نأت بالاساءة، انا انقل صورة وهي ليست غريبة، واذا ثمة اساءة فيتحملها الطارح نفسه اي المؤلف او الممثل اذا خرج عن نص المؤلف.
كيف رأيت ما قدمته الدراما العراقية خلال السنوات الماضية؟
ـ ما قدم كان سيئا جدا ويسيء اغلبه الى العراق والعراقيين وقد تناولت الكثير من الاشياء التي هي ليست من صميم العراق ولم تكن تشكل ظاهرة مثل مسلسلات الاغتصاب والسرقة، العراق بلد جميل وخلاق ومنتج، ومن المؤسف ان تقدم هذه الاعمال الذي تسيء اليه، ان 97% مما قدم غير جيد.
اين الخلل برأيك؟
في المؤلفين، الكلمة مسؤولية كبيرة جدا، المؤلف يقودك الى مصاف الرقي والابداع واحيانا الى الهاوية، المسؤولية يتحملها الكاتب وحده، فالنص هو الاصل لاي مسلسل لذلك الخلل يكمن في المؤلف.
سؤال اخير.. ماذا عن برنامج اضحكك.. اضحكك؟
انه برنامج للنكات ما بين فريقين تقدمه قناة السلام، وقد حقق نجاحا جيدا لانه للضحك ولانه كسر المألوف في القنوات الاسلامية، ونجاحه عندي تمثل في طريقة التقديم ومداعبة الفريقين فقط.










التعليقات