تُلقي "إيلاف" الضوء على مسيرة الفنان الكبير نور الشريف الذي توفي قبل أيام بعد صراعٍ مع المرض، وتتناول أهم محطات حياته والمواقف والأعمال المؤثرة فيها عبر عدة حلقات تتضمن أيضاً بعض التصريحات له عبر السنوات، علماً أنها في هذه الحلقة الأخيرة تغوص في أعماله الدرامية وعلاقته الخاصة بزوجته الوحيدة "بوسي".


&& القاهرة: يملك الفنان الراحل نور الشريف مسيرةً نضالية حافلة حفظت له مكانةً خاصة في قلب الجمهور عبر 300 عمل تقريباً تنوعت بين السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة بدأها منذ تخرجه من معهد التمثيل بتقدير امتياز عام 1967 واختتمها في كانون الثاني(يناير) الماضي بفيلم "بتوقيت القاهرة" الذي كان بمثابة الوداع الأخير بينه وبين كاميرا السينما المصرية بعد أكثر من 140 فيلما.

أصبح الفنان الراحل نور الشريف أيقونة الدراما الرمضانية في السنوات الأخيرة من عمره، لكن الأمر لم يكن وليد الصدفة أو لرغبته بالتركيز على العمل في التلفزيون. بل جاء نتيجة طبيعية لاهتمامه بالتواجد التلفزيوني حتى قبل تخرجه من معهد التمثيل، حيث كان أول ظهور تلفزيوني له في مسلسل "عادات وتقاليد" الذي قدّمه عام 1966، بينما قدم في العام التالي مسلسل "القاهرة والناس" مع المخرج محمد فاضل وهو المسلسل الذي تعرّف&خلاله إلى زوجته الوحيدة الفنانة بوسي.

ولقد قدّم عدة أعمال درامية بالأبيض والأسود منها "الإنتقام، "الحواجز الزجاجية"، "هروب"، "إبن ليل"، "ذكريات بعيدة"، "بعد العذاب" وغيرها من المسلسلات التي لا تزال موجودة في مكتبة التلفزيون المصري وكانت شاهدة على تطور الدراما التلفزيونية والأسلوب المستخدم في التصوير والديكور، بينما جاءت ذروة إبداعه في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" الذي قدمه في منتصف التسعينات. علماً أنه ركز في أعماله الفنية على مناقشة القضايا الإجتماعية، فقدم عدة أعمال بارزة منها "الحاج متولي"، "عيش أيامك"، "العطار والسبع بنات"، "الرجل الآخر"، "متخافوش"، "الدالي"، فيما قدم الدراما التاريخية في ثلاثة أعمال هي "هارون الرشيد"، "عمر بن العزيز"، و"رجل الأقدار-عمرو بن العاص". كما قدم أيضا مسلسلات "أديب"، "عرفه البحر"، "متخافوش"، "الرحايا حجر القلوب"، "الحرافيش"، "مارد الجبل"، "الثعلب" "و"حضرة المتهم أبي"، فيما كان الراحل يخطط لتقديم مسلسل "أولاد منصور التهامي" مع المنتج محمد فوزي والفنانة وفاء عامر لكن القدر لم يمهله الفرصة لتقديمه خاصة وأن ظروفه الصحية ومتابعة حالته المرضية في الخارج كانت سبب تأجيل المسلسل من العام الماضي.

نور وبوسي "العاشقان"
استمرت قصة الحب بينهما&لست سنوات تكللت بالزواج، وكانت قادرة على مواجهة صعوبات الحياة، فاللقاء الأول بينهما كان في&عام 1966 في استوديوهات التلفزيون واستمرت حتى آخر أيام حياته. والعلاقة بينهما لم تنقطع حتى في السنوات التسع التي شهدت انفصالهما، حيث ظل الاحترام المتبادل موجوداً بينهما، بحيث كانا حريصين على الظهور معاً، الأمر الذي ظهر بوضوح في المحنة المرضية التي تعرضت لها ابنتهما سارة عندما اكتشفا إصابتها بفيروس غامض استلزم علاجها في الخارج لفترةٍ طويلة قبل أن تتعافى منه بشكلٍ كامل، إلا أنه في هذه الرحلة اكتشف بداية أزمته الصحية وعلم بوجود المرض الذي حاربه طويلاً وخسر المعركة معه في نهاية المطاف.

ولقد نجح هذا الثنائي بالحفاظ على خصوصية علاقتهما حتى بعد الزواج، رغم شائعات الخلافات التي كانت تحيط بهما من حينٍ لآخر، إلا أنهما نجحا في تجاوزها على مدار أكثر من 3 عقود، سواء بظهورهما سوياً أو باشتراكهما في أعمالٍ سينمائية مميزة نذكر منها على سبيل المثال "حبيبي دائما"، "لعبة الإنتقام" و"العاشقان"، علماً أنهما قدما معاً أكثر من 15 عملا فنيا بين السينما والتلفزيون والمسرح، قبل أن ينفصلا بشكلٍ مفاجئ دون إعلان الأسباب.

وفي تفاصيل حياته العائلية، رُزِقَ بابنتيه من بوسي سارة ومي، وأسس شركة للإنتاج السينمائي تحمل الحرفين الأولين من اسمه واسم بوسي حيث اختار لها اسم NB Film، والتي قام من خلالها بإنتاج بعض أفلامه السينمائية، وهي الشركة التي لا تزال قائمة وكان يطمح الراحل من خلالها أن يقدم أعمالاً جديدة للشباب.

والجدير بالذكر أن "الشريف" قد عاد إلى زوجته بوسي في شهر يناير(كانون الثاني) الماضي، حيث أعلنا عن عودتهما كزوجين خلال احتفالهما بزواج ابنتهما الكبرى سارة، وقضى آخر أيام حياته مع رفيقة عمره&التي حرصت على الاحتفال بعيد ميلاده قبل عودتهما كزوجين برفقة أصدقائهما المقربين ليكون آخر عيد ميلاد يجمعهما معاً، وكأنها كانت تشعر بأن القدر لن يمنحهما فرصة لم الشمل مرةً أخرى.
&