تُلقي "إيلاف" الضوء على مسيرة الفنان الكبير نور الشريف الذي توفي قبل أيام بعد صراعٍ مع المرض، وتتناول أهم المحطات في حياته والمواقف والأعمال المؤثرة فيها، وذلك عبر عدة حلقات يتخللها تصريحاته عبر السنوات.
&& القاهرة: يملك الفنان الراحل نور الشريف مسيرةً نضالية حفظت له مكانةً خاصة في قلب الجمهور المصري والعربي عبر 300 عمل تقريباً في كل أنواع الفنون بين السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة بدأها منذ تخرجه من معهد التمثيل بتقدير امتياز عام 1967 واختتمها في يناير(كانون&الثاني)&الماضي بفيلم "بتوقيت القاهرة" الذي كان بمثابة الوداع الأخير بينه وبين كاميرا السينما المصرية بعد أكثر من 140 فيلما.
يعتبر الكثيرون أن&نور الشريف كان محظوظاً ليس فقط في أدواره ونجاحه فنياً ولكن بعلاقات الصداقة التي جمعته مع زملائه في الوسط الفني، وهو الأمر الذي يمكن لمسه بوضوح في مشاركة غالبية الفنانين زملائه بجنازته الأسبوع الماضي وحرصهم على مواساة أسرته. فدوره في فيلم "قصر الشوق" باكورة أعماله السينمائية جاء بترشيح من زميله الفنان الصاعد- وقتذاك- عادل إمام والذي ربطته علاقة صداقة معه حتى آخر أيام حياته. وعن هذا العمل كان "الشريف" قد صرّح&أن مخرج "قصر الشوق" الراحل حسن الإمام قدّم له نصيحة أفادته كثيراً في مسيرته الفنية حيث قال له "الجملة التي تقولها لا بد من أن تظهر على وجهك وفي أدائك قبل أن تنطق بها"، وهي النصيحة التي يقول الراحل إنها ساعدته كثيراً في أعماله، بينما ظل داعماً لوجود وجوه جديدة في أعماله الفنية سواء بالتمثيل أو الكتابة أو الإخراج والتي منحت فرصا مميزة لعدد كبير من الفنانين والمخرجين في بداية مشوارهم الفني منهم على سبيل المثال لا الحصر داود عبد السيد، يسري نصر الله، محمد خان نورهان، رانيا يوسف، سمية الخشاب، أيتن عامر، أحمد صفوت، وحسن الرداد وغيرهم. علماً أنه لم يبخل&على السينما التي منحته النجومية والبطولة سريعاً بعد شهور قليلة من تخرجه، فكان حريصاً على اقتحام مجال الإنتاج السينمائي، ليس من أجل البطولة التي كان قد حققها بالفعل بل تصدّر فيها شباك التذاكر منافساً لزميله الفنان محمود ياسين، حيث إنه&قدم نوعية مختلفة من الأدوار السينمائية والأفلام التي حفرت اسمه كممثل، رغم أنه شارك ببعضها رغم قناعته أنها&لن تحقق&إيرادات تغطي كلفتها الإنتاجية.
وكان الراحل يساعد على اختيار مواضيع أفلامه بثقافته الواسعة في السينما وإطلاعه على الأدب الأوروبي وحرصه على مشاهدة الأعمال التي يقدمها المسرح الإنكليزي،&الأمر الذي أثر على غالبية إنتاجه&في البداية الذي بدا مستوحى من رواياتٍ أجنبية، بينما جاءت خطواته الإنتاجية مضطربة سينمائياً لأنها جاءت نتيجة اندفاعه&لتقديم موضيع محددة. فقد كان أحيانا يقدم فيلم أو فيلمين بالعام الواحد، ثم&يتوقف عن الإنتاج لعدة سنوات. ومن المؤكد أن قراره بالإقدام على تجربة الإنتاج أفاده كثيراً، خاصةً وأنه بالنظر لأفلامه السينمائية التي وصلت إلى 171 فيلماً&يتبين أن&معظمهم من إنتاجه الخاص مثل "سواق الأتوبيس"، "آخر الرجال المحترمين"، "ضربة شمس"، و"ناجي العلي"، كما حيث إنه كان في ربيعه&الـ29 عندما قدّم&أول أفلامه إنتاجاً ليكون أصغر فنان منتج بتاريخ السينما المصرية. فقد بدأ الإنتاج السينمائي عام&1977 بالفيلم المميز "دائرة الانتقام" الذي تعاون فيه مع المخرج سمير سيف وحقق نجاحاً كبيراً في دور العرض، بينما تعاون&بفيلمه الثاني مع زوجته الفنان بوسي ليقدم فيلم "قطة من نار".
ويعتبر العام 1980 من أكثر الأعوام تميزاً في مسيرته الإنتاجية حيث قدّم فيلمي "ضربة شمس" مع الفنانة نورا، و"حبيبي دائما" مع زوجته "بوسي"، وهي الأفلام التي حققت نجاحاً كبيراً خاصةً مع اهتمامه بأدق تفاصيلها وحرصه على أن تخرج كما يراها كمنتج. فلم يبخل عليها بالإنفاق على عكس الكثير من الأفلام التي كانت تُقدم في ذاك الوقت، لكن تجربته اللاحقة في الإنتاج من خلال فيلم "الغيرة القاتلة" الذي تقاسم بطولته مع يحيى الفخراني لم تحظ&بذات الإهتمام والإعجاب لدى الجمهور. إلا أنه حصد نجاحاً كبيراً&بتجربته الرابعة من خلال فيلم "سواق الأتوبيس" الذي تعاون فيه مع المخرج الراحل عاطف الطيب وتشاركا معاً في إنتاجه، وطافا به&مهرجانات السينما العالمية وحصلا على جوائز عدة، ليقوم بعدها بإنتاج فيلمه الخالد "آخر الرجال المحترمين".
وفي&المسيرة الإنتاجية قدّم أيضا فيلم "الصالعيك" مع يسرا ومحمود عبد العزيز، و"زمن حاتم زهران"، بالإضافة إلى فيلم "ناجي العلي" الذي رفع من دور العرض السينمائية وخسر فيه نور الشريف كثيراً من الأموال بسبب المواقف السياسية لرسام الكاريكاتر الفلسطيني المعارضة للأنظمة العربية، وواجه اتهامات بالتخوين وانتقادات حادة في مصر والدول العربية لكنه لم يأبه بها كثيراً، حيث إنه&تخطاها سريعاً&بذكائه المعهود، فلم تكن المرة الأولى التي يواجه فيها أزمةً سياسية بسبب أعماله، ففيلم "الكرنك" الذي اشترك في بطولته مع سعاد حسني أيضا تعرّض للمنع بسبب إظهاره التركيز بالسجون والمعتقلات خلال الحقبة الناصرية.
ورغم تغييرات الجمهور والسينما مع بداية الألفية الجديدة إلا أن "الشريف" حرص على تتويج مسيرته الإنتاجية بفيلم "العاشقان" مع زوجته الفنانة بوسي وهو الفيلم الوحيد الذي شارك فيه وأنتجه وأخرجه، بينما لم يحقق نجاحاً يذكر عند طرحه بدور العرض.
في الحلقة القادمة تفاصيل أفلام نور الشريف مع الفنانات نورا، إلهام شاهين، بوسي، يسرا بالإضافة إلى أعماله المسرحية التي غابت عن التلفزيون.
&
التعليقات