"إيلاف" من بيروت: يتفوق الطابع الوثائقي على فيلم "العزيزة"&الذي عُرِضَ&ضمن قسم آفاق السينما العربية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ليأخذنا المخرج المغربي محسن بصري برحلة عبر الذاكرة ويضعنا أمام حيرته باللحظة الحاسمة التي أبعدته عن أمه ليعيش مع والده الذي انفصل عنها وهي حامل في شهرها السابع دون أن يقدِّم له تبريراً لاتخاذ هذا القرار المؤلم.
وربما يمكن القول أنه حاول الإضاءة قدر الإمكان على صعوبة اللحظة نفسها وانعكاساتها المؤلمة على مشاعره أكثر من الغوص في تفاصيل الشقاق العائلي حرصاً على الخصوصية التي تعمد&الحفاظ عليها في النص الذي كتبه.

ميزانية الفيلم لم تتعدَ 250 ألف يورو، وتدور أحداثه بأقل من ساعة وعشرين دقيقة توثق رحلة الطفل إحسان مع أمه "لعزيزة" في حافلة متجهة للرباط.. فتروي اللقطات معاناة الوالدة الأمية واختلاجات مشاعرها التي تستعرضها بمهارة الممثلة فاطمة الزهراء بن ناصر، لتعيش صراعاً قاسياً بين حبها لابنها واتخاذها القرار الأنسب لمستقبله&بإرساله مع والده إلى العاصمة حتى ينال دروسه في التعليم الذي حرمتها الظروف منه.
إنه يسلط الضوء على&لحظات صراع قاسية تتقاسمها الأم مع ابنها بينما تسيطر عليها مشاعر وذكريات طفولتها الضائعة التي تلاحقها بمآسيها وعتبها على والدها الذي حرمها من حقها بالتعليم بهدف تزويجها باكراً.