منذ اليوم الأول لبدء العملية العسكرية الإسرائيلية "السيوف الحديدية" على غزة، لجأ أهالي القطاع إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنقل وقائع القصف الإسرائيلي.

وفي ظل صعوبة استمرار عمل الصحافيين مع اشتداد الحملة العسكرية على غزة، والانقطاع شبه التام للكهرباء، مثلت المنصّات الإلكترونية وسيلةً لتوثيق حجم الدمار وأعداد الضحايا وحتى أسمائهم.

ويدوّن سكان القطاع شهاداتهم في ظلّ تهديد بانقطاع وشيك في الإنترنت والكهرباء بشكل كامل، لا يعرفون متى يفقدهم القدرة على التواصل ببعضهم وبالخارج.

وفي اليوم السادس للعملية العسكرية، ارتفعت أعداد القتلى الفلسطينيين نتيجة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 1203 والمصابين إلى 5763، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.

وبحسب شهادات سكّان غزة، لا سيما على موقعي إكس (تويتر سابقاً) وفيسبوك، دمرت إسرائيل مربعات سكنية كاملة مكتظة بالسكان ما تسبب في مقتل عائلات كاملة، خلال عمليات القصف الجوي والبرّي العنيف.

وكتب شخص يدعى خالد نعمة عبر تويتر ينعي عدداً كبيراً من أفراد عائلته الذي قتلوا جراء القصف الإسرائيلي، من بينهم عبد الرحمن شهاب. وقال: "(...) المجزرة حصلت بعد أن قصف الاحتلال بيت عمتي عائشة وكل هذه العائلات تجمعت فيه".

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي مقتل شهاب أحد قيادييها، في القصف على جباليا.

كذلك، نعى محمد أحمد على موقع فايسبوك عدداً كبيراً من أفراد عائلته الذين لقوا حتفهم في القصف الإسرائيلي، وكتب: "احتسب عند الله تعالي أمي قرة عيني وأخي رأفت تاج راسي وزوجتي أوكسجين حياتي وليندا نبض قلبي وسيدرا نور عيوني...".

وفي العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول، كتب شخص يدعى أيوب في تدوينة على موقع إكس: "امي زوجتي ابني بنتي في رحمة الله شهداء بإذن الله".

https://twitter.com/Ayoub_SWEET/status/1711704683331363161?t=V2seBMMHniwBE3UFNP6Xiw&s=08

وتواجه فرق الإسعاف في القطاع صعوبات بالغة للوصول إلى الضحايا بسبب اشتداد القصف وقطع الطرقات.

كما أفادت السلطة الفلسطينية بأن محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، ستتوقف بشكل كامل عن العمل ابتداءً من اليوم الخميس، وستتوقف معها جميع الخدمات الإنسانية، ما يعني تفاقم الكارثة الإنسانية.

وعن مسح القصف الإسرائيلي لأحياء كاملة في غزة، كتبت إيمان بشير على منصة إكس بالإنجليزية: "يوم 5: تمت إبادة الحي بأكمله. استمر القصف طوال الليل. لا أعرف شيئاً عن عائلتي أو أصدقائي. لا أحد يرد. فقد الناس في الحي الذي أسكن فيه الأمل وبدأوا في الإخلاء. قرر والد زوجي أننا لن نغادر. هكذا نحن!".

بدوره، كتب حساب على المنصة نفسها باسم المقداد عن تدمير مناطق برمتها، وأوضح: "تم مسح 90% من مناطق وأحياء غزة حرفياً.. مش حنقدر نعرف ولا منطقة".

وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد دمرت بشكل كامل، حي الكرامة الواقع شمال غربي غزة إذ وصف الأهالي هناك الوضع بـ"المجرزة البشعة"، بسبب سقوط عدد كبير من الضحايا وغالبيتهم من الأطفال والنساء.

وقبل ذلك، شهد مخيم جباليا ومحيطه شمالي قطاع غزة قصفاً جوياً ومدفعياً عنيفاً لحي البخاري ومنطقة السكة وشارع زمو، ما أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح.

كذلك، نقلت المذيعة في قناة الجزيرة روعة أوجيه على موقع إكس رسالة وصلتها من صحافي في غزة عبر تطبيق واتساب يقول فيها: "روعة، أريد أن أتوقف، أريد أن أموت مع عائلتي، لن أخرج كي أصوّر".

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد قصف بعشرات الصواريخ، منطقة شارع الرشيد الموازي لشاطئ بحر القطاع ومنطقة الميناء، ما أدى إلى دمار واسع في المنطقة وعزلها عن محيطها. بينما تعرضت منطقة قيزان النجار في خان يونس جنوب غزة لقصف مكثف من الطائرات الحربية استهدف منازل المواطنين وتدمير الطرق، وأسفر أيضاً عن عدد كبير من القتلى والجرحى.

وعبر انستغرام، نقلت فرح برقاوي رسالة من والدتها زيب الغنيمي في غزة تقول فيها: "منّا من هم بخير حتى الآن، ومنا من هم محاصرون بالدمار، ومن لازلوا في مربعات القصف، ومن فقدوا أحباب، ومن فقدوا منازل. الكهرباء والمياه مقطوعتان، بعض المناطق الاتصالات فيها تعطّلت. يوجد العشرات تحت الأنقاض لا تستطيع فرق الدفاع المدني الوصول لهم، الدفاع المدني يستغيث بمن يملك جرافات وكباشات للتعاون في عمليات الإنقاذ.