منازل صديقة للبيئة

اعتدال سلامه من برلين: ستزداد فعالية استخدام الطاقة في المباني اهمية في المستقبل واعتبارا من العام المقبل سيتم في المانيا منح ما يسمى quot; جوازات طاقةquot; او هوية شخصية للطاقةquot; للمباني بشكل تدريجي عندها يحصل المشتري والمستأجر على اثبات خطي رسمي عن مدى اقتصادية او تبذير وبالتالي فعالية الشقة او البيت من حيث استهلاك الطاقة، وعلى ضوء الارقام الواردة في الجواز تقدم ايضا نصائح لتحديث البناء.

ويوجد في المانيا والنمسا حاليا اكثر من عشرة الاف بيت حيادي، وبينت اوائل البيوت الحيادية التي بنيت على هذا الطراز في مدينة دارمشتادت الالمانية كمنازل مستقلة متعددة الطبقات بعدها بنيت نفس المنازل في فرايبورغ وهانوفر وشتوتغارت.

وعلى عكس البيوت التقليدية فان الاستهلاك المتوسط للبيت الحيادي للطاقة يعادل سنويا 15 كليوواط ساعي لكل متر مربع من مساحته، والسبب في ذلك استخدام العديد من مواد البناء وتقنيات الطاقة المتطورة التي تمكن ايضا تحويل المنازل التقليدية العادية الى بيوت حيادية تعادل نفس المواصفات. ومن هذه الوسائل الطريقة البديلة المتمثل في استخدام كريات الخشب لتوليد الحرارة واستخدام حرارة جوف الارض واعادة كسب الحرارة المتولدة والاستفادة منها. وتقوم تجهيزات الطاقة الشمسية بتوفير الماء الساخن، كما تؤمن تجهيزات الطاقة الضوئية الكهرباء، ويعمل نظام التهوية المدروس بعناية والمزود بفتلتر على تأمين المناخ الجميل المناسب والهواء المنعش.

ويقول المهندس الالماني راينر فيلدمان اقوم منذ اكثر من عشرين عاما ببناء منازل لا توفر فقط استهلاك الطاقة فحسب ولكن ايضا مريحة ولا تختلف كثير في الشكل الخارجي عن المنازل العادية باستثناء تجهيزات خلايا الطاقة الضوئية الحرارية على سطح البناء.

ومن اهم مكونات البيت الحيادي حسب قول المهندس الالماني
1- الزجاج الثلاثي، حيث يحاول المهندسون السماح بدخول اكبر كمية ممكنة من اشعة الشمس، ولهذا فان الابنية غالبا ما تكون مبنية لجهة الجنوب، وبالاضافة الى ذلك تكون النوافذ كبيرة قدر الامكان، ويؤمن الزجاج العازل الثلاثي الطبقات عدم خروج الحرارة المتكونة في الداخل الى خارج المبنى.

2- التهوية، ويعتبر نظام التهوية التلقائية القلب النابض للبناء الحيادي. فهو يعمل على استخلاص الحرارة من الهواء الفاسد الخارج من المبنى ويستخدمها في تدفئة الهواء النقي الداخل الى البناء. ولايام الشتاء البارد يوفر معدل حراري الحرارة التي يختزنها،حيث يقوم بتدفئة الهواء النقي القادم من الخارج الى درجة حرارة 5 مئوية قبل دخوله البناء.
3- العزل، تحقق المباني الحيادية ارقاما قياسية في توفير الطاقة، فقط بفضل عزل حراري ممتاز، ويقوم غلاف تتراواح سماكته من 24 الى 40 سنتم ويتألف من مواد عازلة بالحيلولة دون تسرب وخسارة اية حرارة او طاقة عن طريق الجدران الخارجية او الارضية او سطح البناء.

4- توليد الطاقة، تعتمد المباني الحيادية في توليد الطاقة على مصادر الطاقة المتجددة حيث يتم توليد الكهرباء بواسطة تجهيزات الطاقة الضوئية المثبتة فوق سطح البناء. والطاقة الاضافية اللازمة للتدفئة هي امر نادرا ما يكون ضروريا. اما مصادرها في حال الحاجة اليها فعلا، فهي تجهيزات الطاقة الشمسية او افران كريات الخشب او مسابر حرارة جوف الارض التي لا تسبب اي ضرر للبيئة.

ويقول المهندس فيلدمان عن منزله الحيادي انه يستهلك اقل عشر مرات ما يستهلكه المنزل التقليدي الذي له نفس المساحة. وتصل مساحة بينته الى 230 مترا مربعا ولا يتعدى استهلاكه من زيت التدفئة ال345 ليترا سنويا.

فالجدرات التي تصل سماكتها الى 24 سنتم تعزل المنزل حراريا، وتمنع اي تسرب او خسارة للحرارة او الطاقة، وتتمتع النوافذ ايضا بالتقنية لاعالية، فهء مؤلفة من ثث طبقات يفصل بينها غاز خامل، وهي تسمح بمرور اشعة الشمس بشكل جديد، ولا تنخفض حرارة المنزل الداخلية عن العشرين مئوية. ويعود الفضل في ذلك الى نظام التدفئة تحت ارضية الغرف، حيث يندفع عبرها الهواء الساخن ويعمل على تدفئة المنزل.

ويتم توزيع هذه الطاقة في كل ارجاء المنزل من خلال نظام مدروس للتهوية، يعرف بنظام التهوية المتحكم به. حيث تتم استعادة حوالي 80 في المئة من حرارة الهواء المنبعث من الخارج، ويعاد استخدامها في تدفئة الهواء النقي الداخل. وتزود كل غرفة بصمام تهوية ينظم حركة الهواء الداخل ، بينما يزد كل من المطبخ والحمام بصمامات تنظم حرة الهواء الخارج.