طالبات جزائرياتفيأحد معسكرات الربيع البيئي للشباب

quot;الربيع البيئي للشبابquot; توليفة واظبت الجزائر على تنظيمها في السنوات الأخيرة مع افتتاح فصل الربيع كل عام، ويراها فاعلون تحدثوا لـquot;إيلافquot; إنّها فرصة دورية هامة لتواصل طلائع الجيل الجديد حول رهانات البيئة المحلية وسط أجواء حميمية تؤشر على انبعاث الطبيعة من رحم الورود المتألقة.

كامل الشيرازي من الجزائر: خلافا للمشهد الكلاسيكي المعتاد الذي يستسلم فيه الشباب إلى إغراء إجازات الربيع، اختارت الفدرالية الجزائرية لحماية البيئة جلب عديد الشباب وأولئك الناشطين في الحركة الجمعوية من أربعين ولاية، إلى تظاهرة الربيع البيئي للشباب الذي ينطوي على فضائل كثيرة بيئيا وسلوكيا وجماليا.

ونظرا لرمزية المكان الأعلى من نوعه في سلسلة الأطلس، جرى اختيار محمية الشريعة الجبلية (50 كلم غرب العاصمة) لتحتضن التظاهرة التي تتموقع بأعين quot;عبد القادر عزوزquot; كمُختبر مفتوح يتم فيه عرض تجارب وخبرات، وطرح تساؤلات، بجانب تنظيم مساجلات بيولوجية، جيولوجية، بيئية متنوعة.


وعلى وقع أجواء ربيعية دافئة، يشير عزوز إلى أنّ هذا الربيع البيئي الشبابي الذي أدرك هذا العام دورته الثالثة، سمح بالذهاب أبعد من التلقين والتوجيه إلى الفعل، عبر حملة لغرس لأشجار الصنوبر على مستوى محطة quot;بني عليquot; المجاورة لمحمية الشريعة.

ويشير quot;محمد عربانquot; إلى كون ربيع البيئة كان فرصة لفتح تواصل بين الأم الكبرى quot;الطبيعةquot; والمنتسبين إليها، من خلال محاكاة تمظهرات أجمل الفصول، لا سيما الورود الطبيعية التي تميز هذا الفصل البديع، وتدفع الشباب المولع بالبيئة لإعادة تهيئة مشاتل الزهور باختلاف أشكالها وألوانها وروائحها.

من جهته، يلاحظ الخبير quot;حسين دوفانquot; إنّ الربيع البيئي كما غيره من الومضات المستحدثة، يشكل فضاء لتوعية الشباب وتعليمهم المبادئ الأساسية لتفعيل الأمن البيئي، عبر اكتسابهم معارف وتقنيات تعينهم في مجابهة تلوث الهواء والماء وتدهور الأراضي وتعرية الغابات.

ويعلّق كل من إسماعيل (27 سنة) ونجيم (25 سنة) القادمان من ولايتي البويرة وتيارت، إنّ ربيع البيئة عدّ منتزها كبيرا، حيث استمتع منشطوه بطابع الاخضرار الخلاب في أجواء مشمسة وربيعية.
ويضيف إسماعيل ونجيم بحماس وثقة، إنّ الربيع عيد غير تقليدي تنشرح فيه الطبيعة وتنتعش معها الذات الانسانية، فيتمخض ذلك عن مضمار حيوي يكتسب بهجة مع ازدهاء المساحات الخضراء وتفتّح كمائم الزهور والنباتات التي تعانق جدران كل منزل.

بدوره، يتصور رشيد (28 سنة)، محمد (24 سنة) خريجا كليتي الطب والعلوم البيطرية، إلى أنّ المحفل الذي استمر ثلاثة أيام، ساعدهما على النهل من الثقافة البيئية وهو ما يؤشر على انتشار الوعي بحتمية الدفاع عن عذرية الطبيعة وتكريس ديناميكية دائمة تؤدي إلى تنمية مستدامة.

وبشأن انطباعهم عن جدوى الربيع البيئي، يعتبر أمين (29 سنة)، عبد العزيز (33 سنة) وأحمد (23 سنة) وهم ناشطون في الحركة الكشفية، إنّ المناسبة سمحت بإحياء بواكير النوادي والمكتبات الخضراء وإقناع المشاركين بضرورة تأسيس المزيد منها عبر الولايات الـ48.

ويبرز الثلاثة إنّ الـ120 ناديا أخضر وعشرات المكتبات الخضراء، المتواجدة منذ سنوات، ظلت أدوات دعم بيداغوجية فعالة في مجال التحسيس بالتحديات البيئية وغرس حس المواطنة بين الناشئة والمراهقين الذين صاروا يتوقون أكثر لاستكشاف علوم البيئة والفضاء.