الياس توما من براغ : افتتحت في العاصمة التشيكية براغ أول مغارة اصطناعية من الملح بهدف تمكين المصابين بالربو من العلاج فيها عندما لا يسمح لهم الوقت بالتوجه إلى البحر لإمضاء فترة علاجية هناك . وقال رئيس العيادة الرئوية في المشفى الجامعي في براغ ييرجي هومولكا إن بناء المغارة جاء لان الهواء المالح يخفف من أعراض الحساسية ويساعد أيضا المصابين بمرض الرشح المزمن والالتهابات المتكررة في الأنف والبلعوم والذين يعانون من ضيق تنفسي . وأضاف أنه تم خلق جو في المغارة يشبه الجو القائم في المغارات الطبيعية أو الأجواء القائمة في المناطق البحرية حيث الجو الرطب غني بالملح وبالتالي يخفف من التهابات الأنف والأذن والحنجرة والرئتين .

ويشدد هوملكا على أن المعالجة الناجحة في هذه المغارة تتطلب تكرار التردد عليها لعدة جلسات لان مرة واحدة لن تكفي بالتأكيد لحصول تقدم في المعالجات التي تتم لهذه الأمراض لاسيما وان اغلبها أمراض مزمنة عند أصحابها . وأوضح أن المغارة وضع فيها 5و21 طن من الملح الذي يعود قدمه إلى نحو 20 مليون سنة وان جدران المغارة الملحية الملونة قد استقدمت من بولونيا وباكستان وأوكرانيا فيما وضع على الأرض ملح تم جلبه من البحر الميت والبحر الأسود. ويتدفق في النافورة الموجودة وسط المغارة شلال ماء مالح تنطلق منه في الأجواء مادتي اليود والمنغنيز كما توجد في الجدران مصابيح ملونه تضفي جمالا خاصة على الملح الملون وإضافة إلى ذلك يرافق الجلسات العلاجية التي تستمر لخمس وأربعين دقيقة موسيقى من النوع الهادىء ، أما مساحة المغارة فتبلغ 45 مترا مربعا .

ولا تعتبر نفقات العلاج في المغارة كثيرة إذ تبلغ جلسة العلاج فيها في أوقات النهار نحو 120 كورونا أي 5 دولارات و180 كورونا أي 5و7 دولار مساء أما الأطفال الذين يقل طولهم عن 125 سنتم ويعانون من إشكالات في الربو والحساسية فتقدم لهم الجلسات لعلاجية في هذه المغارة مجانا .
وتعتبر الميزة الرئيسية لهذه المغارة أنها تخلق جوا مشابها لأجواء البحر والمغارات الطبيعية المليئة بالملح داخل مدينة كبيرة وبالتالي لا يتحتم على الذين يعانون من الربو أو ضيق التنفس أو الحساسية وغيرها التوجه إلى المناطق البحرية أو قصد المغارات الطبيعية التي قد تكون موجودة في مناطق أخرى بل النزول فقط إلى هذه المغارة الكائنة في دائرة براغ 9 .