طلال سلامة من روما: كشف العلماء النقاب عن جين هام، متورط في دفع الإنسان الى معاودة الإدمان على الهيروين، واستطاعوا إخماده أيضا بنجاح بغية إزالة الشهوة، التي يحدثها هذا المخدّر رائج الاستهلاك. وأجريت الدراسة على الجرذان المدمنة على الهيروين، لكن الباحثون يظنون الآن أن معالجة أفضل ستصبح متوفرة، خلال بضع سنوات، لمدمني الهيروين الذين يجدون صعوبة في التخلي عن ساحرة ماكرة تدعى "الموت من جرعة الهيروين المفرطة". والعديد من الناس يحاولون التوقف عن تعاطي الهيروين، لكنهم يستعيدون استهلاكه بعد بضعة شهور.
وأشار البحث السابق الى منطقة وسط الدماغ، مسماة (Nucleus Accumbens)، تلعب دورا مركزيا لدى دماغ الجرذان والبشر، متعلقا بإحساس "الجائزة"، الذي يولّد مشاعر السرور ردا على تعاطي ملذات الحياة، مثل المخدرات والغذاء وممارسة الجنس. على أية حال، يبدو أن الهيروين يحفٌز منطقة إحساس "الجائزة" أكثر من اللزوم. جدير ذكره أن العام 2004 شهد دراسة كشفت عن أن الكوكايين يدفع بجين مسمى (AGS3)، موجود كذلك في منطقة وسط الدماغ، الى تشفير سريع لعدد هائل من البروتينيات، المتورطة في تخليق الشهوة والسرور، المرتبطان بالمخدّر. ولاحقا، تمكٌن الباحثون من ابتكار عائق، حيال جين (AGS3)، مشتق من فيروس داء المَنطِقة (Herpes). وبشكل مؤقت، يقيٌد العائق المبتكر مجموعة البروتينيات، ضمن دائرة إحساس "الجائزة"، مانعا بالتالي شعور السرور والشهوة حتى أن يتخلٌص الجسم من ذلك الفيروس، بعد أسابيع قليلة.
وبعد فترة قصيرة من الانقطاع، حُقنت الجرذان المُدمنة على الهيروين بجُرع منتظمة من عائق جين (AGS3)، أو (AGS3 Blocker)، في دماغها، مما أدى الى نجاح التجربة في منع معاودة الإدمان عن طريق كبح رغبات اللذة. أخيرا، قد تطبٌق المعالجة على البشر، خلال السنتين القادمتين، وفقا للعلماء في جامعة كارولينا الجنوبية، وتنعكس إحدى التحديات في إيجاد الطريقة الآمنة لحقن أدمغة البشر بالعائق الجيني.
التعليقات