بكين: تعهدت الدول الغنية بتقديم ما يقارب ملياري دولار لمكافحة تفشي انفلونزا الطيور مع تأكد حدة التهديد بتقارير جديدة عن وفيات بشرية في الصين وتركيا وانتشار الفزع في العراق.وكان التمويل الذي تعهدت به الدول في نهاية مؤتمر دولي في بكين اكثر من الهدف المبدئي الذي حدده البنك الدولي بجمع 1.2 مليار دولار على الاقل.

وقالت الصين مضيفة المؤتمر ان امرأة عمرها 35 عاما في جنوب غرب البلاد ماتت بانفلونزا الطيور. وستكون المرأة التي كانت تقوم بذبح الدواجن هي حالة الوفاة السادسة من مرض انفلونزا الطيور في الصين اذا ما اكدت ذلك منظمة الصحة العالمية.

وذكرت تركيا ان فتاة في الحادية عشر من عمرها توفيت بما يشتبه انها اصابة بانفلونزا الطيور بينما يقوم العراق بإجراء اختبارات الفيروس على فتاة ماتت يوم الثلاثاء.

وقدر البنك أن وباء لمدة عام يمكن أن يكبد الاقتصاد العالمي ما يصل الى 800 مليار دولار. وفي أنحاء العالم يمكن ان يتوفى الملايين بسبب فيروس H5N1 المسبب لأنفلونزا الطيور اذا ما تحور بشكل يتيح له الانتقال من انسان لآخر بسهولة.

وقال ماركوس كيبريانو مفوض الصحة في الاتحاد الاوروبي في مؤتمر صحافي في بكين quot;هذا ليس عملا خيريا وليس تضامنا بل هي دفاع عن الذات.quot;واضاف ان من بين 1.9 مليار دولار جرى التعهد بدفعها هناك نحو 900 مليون دولار في شكل قروض والباقي منح.

وتسبب فيروس H5N1 في وفاة 79 شخصا على الاقل في ست دول منذ اواخر عام 2003 وفقا لاحدث احصاءات منظمة الصحة العالمية. وعادة ما يصاب الضحايا من خلال الاتصال الكثيف بالطيور المصابة.

وقالت تركيا ان اخر ضحاياها المشتبه بهم واسمها سيفجي اكار توفيت خلال نقلها الى مستشفى في مدينة ارضروم بشرق البلاد. وابلغت تركيا بالفعل عن وفاة اربعة اطفال مع انتشار الفيروس من شرق اسيا الى اعتاب اوروبا والشرق الاوسط.

وهناك مخاوف ان تكون انفلونزا الطيور قد انتقلت الى العراق بعد وفاة فتاة عمرها 14 عاما من الحمى في منطقة كردية قريبة من حدود العراق مع تركيا وايران.

وقال مسؤولو الصحة ان تيجان عبدالقادر التي توفيت يوم الثلاثاء بعد اسبوعين من المرض كانت تعيش بالقرب من بحيرة تعد ملاذا للطيور المهاجرة التي تتجه جنوبا من تركيا.وقال مسؤول بارز في منظمة الاغذية والزراعة (الفاو) انه ينظر في شائعات حول وفاة طيور في شمال سوريا.

والفيروس متوطن بين الدواجن في أجزاء كبيرة من اسيا حيث ينتشر في الغالب في الدول غير المجهزة على نحو جيد لاكتشافه واستئصاله. والاموال التي جرى التعهد بدفعها في بكين تهدف الى ملء بعض الفجوات.

وتعهدت الولايات المتحدة بنحو 334 مليون دولار قائلة في بيان ان هذا المبلغ سيكون بشكل أساسي في صورة منح ومساعدة فنية. وبلغ اجمالي المساعدات التي سيقدمها الاتحاد الاوروبي نحو 250 مليون دولار.

وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان للمؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة quot;المبلغ المطلوب صغير بالمقارنة بتكلفة وباء لسنا مستعدين له.quot;

وقال جيم ادامز نائب رئيس البنك الدولي ان هناك ادراكا للقدرة على السيطرة على المرض اذا كانت المواجهة فورية. وأضاف أن أكثر من نصف اجمالي المبلغ من الالتزامات الجديدة ولم يذكر في برامج مساعدات سابقة.

وحث رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان اوروبا على اقامة مجموعة رد فعل سريع للتعامل مع انفلونزا الطيور.

وقال في خطبة في برلين quot;اقترح ان تسلح اوروبا نفسها بقوة تدخل حقيقية لانفلونزا الطيور..خبراء متوفرون دائما ومستعدون للذهاب بدون تأخير الى نقاط مركزية جديدة.quot;وقال محللون ان مؤتمر بكين كان مفيدا للغاية ولكنهم اكدوا على ان هناك حاجة لتحويل التعهدات الى افعال.

وقال مايكل ريتشاردسون وهو باحث بارز في معهد دراسات جنوب شرق اسيا في سنغافورة quot;اذا كنا محظوظين ولم يضربنا الوباء خلال الاشهر الستة المقبلة اعتقد ان العالم سيكون معدا جيدا للتعامل مع الامر.quot;واضاف quot;بمجرد انفاق هذه الاموال السؤال هو مدى السرعة التي يمكن ان يتدرب بها الناس ..عمال الصحة والاطباء البيطريين ومسؤولي صحة الحيوانات على الارض.. ومدى السرعة التي يمكن بها اقامة المستشفيات والمرافق.quot;