الياس توما من براغ : عاد تعاطي الأوربيين للكوكايين إلى ارتفاع بشكل كبير بعد سنوات من التراجع في هذا المجال ولاسيما بين الشباب . وأكد تقرير حديث للأمم المتحدة ما سبق وان تحقق منه المركز الأوروبي لمراقبة تعاطي المخدرات والإدمان عليها حيث أشار إلى أن نحو 9 ملايين أوروبي قد جرب هذا النوع من المخدرات رغم انه الأغلى وان الارتفاع الأكبر في تعاطي الكوكايين سجل في أسبانيا وبريطانيا وهولندا حيث جرب الكوكايين أكثر من 4% من الناس البالغين أما في تشيكيا فقد تضاعف عدد الذين جربوا الكوكايين ثلاث مرات في الفترة الممتدة بين 1993ــ 2002 غير أن نسبتهم لا تزال متدنية وهي بحدود 4و0% .

ووفق الخبراء فان سبب هذا التدني في النسبة لدى التشيك يعود للعامل الاقتصادي بالدرجة الأولى لان أسعار الكوكايين في السوق السوداء تعتبر عالية جدا ولذلك فان التشيك يتعاطون كميات كبيرة من الماريجوانا الأقل سعرا .

ويؤكد تقرير الأمم المتحد أن الارتفاع الأكبر في تعاطي الكوكايين سجل بين الشباب في دول الاتحاد الأوربي الخمسة والعشرين كما أن الناس الأغنياء والمثقفين يتعاطونه أيضا لكنهم ينفون أن يكونوا مدمنين عليه ويرى التقرير أن وسائل الأعلام تلعب دورا سلبيا في هذا المجال إذ أنها تقوم بالدعاية للنجوم والمشاهير المدمنين على المخدرات .

ويكد تقرير الأمم المتحدة بان مراقبة تجارة المخدرات تعمل بالشكل المطلوب لكن مدير مكتب الأمم المتحدة الخاص بالمخدرات والجرائم انتونيو كوستا ينبه إلى بعض نقاط الضعف في مسالة محاربة المخدرات فعدا تنامي استهلاك الكوكايين في أوروبا تسجل أيضا زيادات في الطلب على الماريجوانا وأيضا زيادة إنتاج الأفيون في أفغانستان المتوقعة هذا العام بعد أن انخفض الإنتاج في العام الماضي بنسبة 21%.

ويعود السبب في ذلك إلى استمرارية الفقر في الريف الأفغاني وعدم توفر الأمن بالشكل الكافي إضافة إلى حقيقة أن حكومة كابول لا تشرف على كافة أراضي البلاد حتى الآن .

وقد أنتجت أفغانستان في العام الماضي 87% من الأفيون في العالم أي 4100 طن أما إنتاج الأفيون بالمقياس العالمي فقد ارتفع العام الماضي نسبة 5%.

وتسعى المفوضية الأوربية إلى تخفيض عدد متعاطي المخدرات في دول الاتحاد لأنه يتعاطى الماريجوانا أو الحشيش في كل شهر في دول الاتحاد نحو 20 مليون إنسان فيما يتعاطى الكوكايين نحو نصف مليون ولذلك فان 8000 وفاة تسجل سنويا من جراء تعاطي المخدرات بشكل مباشر إضافة إلى 1000 آخرين بشكل غير مباشر .

ويعترف مفوض الاتحاد الأوربي لشؤون العدل فرانكو فراتيني بان مهمة إنقاص عدد المتعاطين للمخدرات في دول الاتحاد الأوربي ستكون صعبة لان السياسية الخاصة بمكافحة المخدرات تندرج ضمن اختصاصات كل دولة ولذلك لا يمكن مثلا حظر بيع المخدرات الخفيفة المسموح بها في هولندا في الوقت الذي تعتبر هذه المخدرات ممنوعة في اليونان.

كما أشار إلى أن القرارات المعنية الصادرة عن المفوضية الأوربية تحرم بيع المخدرات لكن فقط في الحالات التي تمنع فيها ذلك التعليمات واللوائح الصادرة في دول الاتحاد ولهذا فان المفوضية الأوربية تريد فتح نقاش موسع حول إمكانية تنسيق التشريعات والقوانين الخاصة بالمخدرات على المستوى الأوربي ككل .