جنيف :قال مسؤولون في مجال الصحة بالأمم المتحدة ان القضاء على مرض السل قد يحتاج الى مئات السنين اذا لم تتوفر عقاقير أفضل وتتحسن وسائل تشخيص المرض المعدي وسلالاته الجديدة القاتلة.وقالت منظمة الصحة العالمية في تقرير ان نحو تسعة ملايين شخص أصيبوا بالسل في عام 2005 توفي منهم 1.6 مليون بسببه وهو نفس عدد الوفيات في العام السابق عليه تقريبا مما يوضح ان جهود منع انتشار المرض تؤتي أُكلها. إلا ان تقليل عدد حالات الاصابة الجديدة سيكون quot;بطيئا للغايةquot; ما لم تتوفر أدوات جددية للعاملين في مجال الصحة وفقا لما قاله ماريو رافيجليون رئيس ادارة مكافحة السل في منظمة الصحة العالمية.وأضاف في مؤتمر صحفي في جنيف quot;اذا استمررنا في السير بهذه الطريقة فان القضاء على السل سيستغرق قرونا.quot;

ونحو ثلث سكان العالم يحملون الميكروب المسبب لمرض السل وهو مرض تنفسي قابل للشفاء على نطاق واسع ويتنتشر مثل البرد الشائع.ولا يصاب بالمرض الا نحو 10 في المئة منهم ومن يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم الأكثر عرضة للاصابة بالمرض.

والسل يأتي في مقدمة الامراض التي تتسبب في وفاة مرضى فيروس (اتش.اي.في) المسبب للايدز حيث يحصد أرواح نحو 200000 منهم كل عام.وقال بيتر بيوت المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية (اتش.اي.في-الايدز) واسمه (يو.ان. ايدز) ان اجراء اختبارات أسرع وموثوق بها أكثر يمكن ان ينقذ أرواحا ويمنع انتشار المرض بين جماعات أكثر عرضة للاصابة.

والافارقة المصاب كثير منهم بفيروس اتش.اي.في المسبب للايدز معرضون بشكل خاص للاصابة بالسلالة الجديدة القاتلة من المرض المعروفة باسم (اكس.دي.ار-تي.بي) التي اكتشفت في 28 دولة في أنحاء العالم منذ العام الماضي.

وقال بيوت quot;هناك حاجة ماسة للاستثمار أكثر كثيرا في البحث عن وسائل جديدة وأكثر فعالية لتشخيص السل.quot;

وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود ان مقاومة العقاقير تضاف الى المشكلات التي تجعل من الصعب جدا على العاملين في مجال الصحة التحكم في مرض السل في بعض المناطق.

وقال الاتحاد الدولي للصناعات الدوائية والصيدلانية (اي.اف.بي.ام.ايه) الذي يمثل 25 شركة و46 مجموعة صناعية ان الشركات الاعضاء به تجري أبحاثا على 17 عقارا للسل منها ستة في مرحلة التجارب السريرية. وأضاف ان هناك لقاحين للسل يخضعان لتجارب لاتزال في مراحلها الاولى.

وقالت أطباء بلا حدود انه لم تظهر أي من المركبات التي تخضع لتجارب حاليا أي أمل في تقليص فترة العلاج من السل والتي قد تستغرق سنوات وان تطوير تشخيص المرض ليس أمرا يسيرا للدرجة التي يمكن معها اكتشاف السل في أوضاع صعبة.