طلال سلامة من روما: أعطت التجارب على دواء جديد يدعى (Timosine alf1)، لمحاربة الميلانوما(سرطان الجلد) في مرحلته المتقدمة، نتائج جيدة. ويبدو الدواء الجديد(الجزيئية) فعالاً في معالجة هذا الورم الجلدي الخبيث في مرحلته الرابعة، أي الأخيرة عندما يتراجع إمكان البقاء على قيد الحياة وعندما يكون مفعول العلاجات quot;التقليديةquot; محدوداً للغاية. ويُدرس الدواء الجديد أيضاً لاستعماله في علاج التهاب الكبد وسرطان الكلية. إذ انه يتفاعل مع نظام المناعة المكتسبة في الجسم كي يحث هذا الأخير على محاربة النمو السرطاني بصورة أعظم. وشملت الدراسة السريرية، التي قادتها شركة (Sigma-Tau)، 488 مريض في 64 مستشفى أوروبية. هذا وقارنت الدراسية فاعلية الدواء الجديد بالعلاج المعياري الذي يعتمد على العلاج الكيماوي بواسطة الانترفيرون ودواء quot;داكاربازينquot; (Dacarbazine).

وأظهرت النتائج بأن المتطوعين استطاعوا تحمل تعاطي دواء (Timosine alfa-1) دون التعرض لآثار جانبية معينة. ونجح الدواء الجديد في إطالة أعمارهم بمعدل أربعة شهور تقريباً. في بعض الحالات المرضية، تراجع الميلانوما تدريجياً. وتشير نتائج الدراسة التي شملت ايطاليا الى أن الانبثاثات (Metastasis) الموجودة عند بعض المرضى تقلصت، من حيث العدد والحجم، منذ بداية العلاج بالدواء الجديد. واختفت هذه الانبثاثات لدى 3 مرضى إيطاليين، على بعد سنتين من بداية العلاج. نظراً للنتائج المبشرة، قرر الباحثون والأطباء المضي قدماً في مرحلة تجريبية إضافية لهذا الدواء. في حال بقيت النتائج إيجابية عندئذ ستتحرك quot;ايمياquot;، منظمة الأدوية الأوروبية، الى تسويق الدواء. وتقضي المرحلة التجريبية الجديدة في تقويم فاعلية العلاج بدوائي (Timosine alfa-1) وquot;داكاربازينquot; على مجموعة أوسع من المتطوعين.

ويصيب الميلانوما 65 ألف شخص بأوروبا، سنوياً. كما يموت بأوروبا 16 ألف شخص سنوياً نتيجة الإصابة بهذا السرطان الجلدي. للآن، يعتبر الميلانوما الأقل خطورة، بين أنواع السرطان، إن تم اكتشافه في مرحلة نشأته. هكذا، يستطيع الأطباء شفاء المرضى بالكامل في غضون خمس سنوات فقط. هنا يلعب التشخيص المبكر دوراً رئيسياً في إنقاذ المرضى. والتعرف على سرطان الجلد أمر سهل للغاية. إذ يكفي ظهور quot;وحمةquot; ذات لون غامق وسطحها خال من الأشعار، لا سيما في منطقة الرأس أو العنق، كي تجعلنا نذهب دون تردد الى الطبيب المختص. وينصح أطباء الجلد الإيطاليين كل شخص بالقيام بزيارة طبية مختصة للكشف عن جميع الوحمات(الشامات) الموجودة في جسمه، ولو مرة واحدة في الحياة.