لندن: اعاد ظهور الحمى القلاعية في مزرعة في ساري في جنوب غرب بريطانيا الى الاذهان ذكرى الازمة التي شهدتها بريطانيا في 2001، ودفع رئيس الوزراء غوردن براون الى قطع عطلته ليترأس اجتماعا لخلية الازمة التابعة للحكومة.

واعلن الاتحاد الاوروبي انه سيحظر الاثنين تصدير الحيوانات التي يمكن ان تنقل الفيروس (البقر والخنزير والغنم) ومشتقاتها (العظام واللحوم والحليب) من بريطانيا. وسبق للندن ان اعلنت وقف هذه الصادرات.

وقال المتحدث باسم المفوضية الاوروبية فيليب تود المكلف بالشؤون الصحية لوكالة فرانس برس quot;ستقر المفوضية الاثنين اجراء طارئا يمنع نقل او تصدير حيوانات او مشتقات حيوانية خارج البلادquot;.

وستدرس لجنة من خبراء بيطريين من الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي المسألة الاربعاء.واكدت الاجهزة البيطرية البريطانية الجمعة وجود اصابة بالحمى القلاعية في مزرعة في قرية نورماندي على بعد حوالى خمسين كيلومترا جنوب غرب لندن.وفرضت منطقة حظر شعاعها كيلومتر واحد ومنطقة حماية لثلاثة كيلومترات ومنطقة مراقبة على امتداد عشرة كيلومترات حول المزرعة.

وقبل ان تعرض تقريرها على لجنة quot;كوبراquot; (خلية الازمة)، قالت رئيسة اجهزة الطب البيطري في بريطانيا ديبي رينولدز ان كل حيوانات المزرعة ستذبح صباح السبت وستحرق. وبدأت فعلا عمليات الذبح.

واعلنت وزارة البيئة البريطانية مساء السبت ان الفيروس شبيه الى حد بعيد بخلية جذعية تستخدم في مختبر ابحاث قريب من المزرعة. واوضحت الوزارة ان هذه الخلية استخدمت في اعداد لقاح الشهر الماضي في مختبر واقع في بيربرايت على بعد كيلومترات من المزرعة، مضيفة انه من غير الممكن القول ما اذا كان هذا المختبر هو السبب في انتشار الحمى القلاعية.

بينما قالت رينولدز ان العمل جار لتحديد مصدر الفيروس وquot;هناك متابعة لكل خطوط انتقال الفيروس الممكنةquot; بما فيها عمليات استيراد غير قانونية للماشية.واعلنت وزارة الزراعة ان هناك ثلاث مزارع في المنطقة التي اعلن عن اكتشاف المرض فيها.وبدأ تطبيق خطة للطوارىء على الفور في بريطانيا تشمل منع اي انتقال لقطعان الماشية على كل الاراضي البريطانية.

كما علقت الحكومة البريطانية كل اذونات تصدير المواد التي يمكن ان تنقل الفيروس. فيما بدأت دول عدة مسحا لآخر عمليات استيراد لهذه المنتجات من بريطانيا.واعلنت اليابان والولايات المتحدة تعليق استيراد الخنازير من بريطانيا.

وتجتمع خلية الازمة الحكومية او لجنة quot;كوبراquot; في حال وقوع حدث وطني كبير يمكن ان يمس الامن القومي للمملكة. وهي تضم مسؤولين او ممثلين عن مختلف هيئات الدولة. والتأمت اليوم برئاسة براون الذي اضطر لقطع عطلة كان يمضيها في دورسيت (جنوب غرب انكلترا) ليعود الى لندن. واعلن براون بعد الاجتماع ان السلطات quot;تبذل كل ما في وسعها من اجل دراسة العناصر العلمية واكتشاف ما حصل واجتثاث المرضquot;.وكان براون شارك هاتفيا في اجتماع للجنة نفسها مساء الجمعة.

كما اختصر وزير البيئة هيلاري بن عطلة كان يمضيها في ايطاليا وارجأ زعيم المحافظين ديفيد كاميرون رحلة كان يفترض ان يقوم بها الى اسبانيا.ويعود آخر وباء لهذا المرض في بريطانيا الى 2001. وقد هز انتشاره البلاد حيث اصيب به 2030 من رؤوس الماشية بين شباط/فبراير وايلول/سبتمبر. وذبحبين 5،6 وعشرة ملايين رأس.

وكلفت تلك الازمة ثمانية مليارات جنيه (9،11 مليار يورو) بينها 250 مليونا في قطاع السياحة، بينما واجهت الحكومة انتقادات شديدة لبطء تحركها.وطلب من الجيش تعزيزات حينذاك بينما ارجئت انتخابات تشريعية ومحلية للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال الاتحاد الوطني للمزارعين، اكبر نقابة زراعية في المملكة، ان حوالى 10% من سبعة آلاف مزرعة اوقفت نشاطاتها. واحتاج بعض اصحاب المزارع سنوات عدة لتخطي نتائج الازمة.

والحمى القلاعية معدية جدا بالنسبة الى الحيوانات، وهي ناتجة عن فيروس يمكن ان ينتقل بواسطة الغبار او حيوانات مصابة تختلط بقطيع سليم او تنقلات الانسان او استهلاكه لمشتقات من حيوانات مصابة.